صفحة الكاتب : د . محمد الغريفي

النساء الزينبيات بين الأنوثة والتصدي
د . محمد الغريفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خلق الله تعالى المرأة من جنس ناعم لطيف رقيق جميل يتعامل مع الأمور بالعاطفة والحنان والرأفة, بما يتناسب مع طبيعة دورها الذي أراده الله تعالى لها في المجتمع, من الإهتمام في راحة زوجها, وتربية أطفال صلحاء للمجتمع, فهي كما يعبر عنها أمير المؤمنين(ع):(المرأة ريحانة وليست بقهرمانة) أي أنها كالوردة خلقها الله تعالى ليتمتع بها وبمنظرها ورائحتها, لا كالقهرمان الذي يحكم في الأمور ويتصرف فيها بأمره. ولهذا السر نرى المرأة نادراً ما تتصدى للقيادة السياسية أو العسكرية أو الإجتماعية وغير ذلك, لإن طبيعة خلقها الجسدية والنفسية معدة لشيء آخر غير هذه الأمور. ولكن هذا لا يمنع من أن تتصدى بعض النساء الفاضلات الكاملات عقلاً وأيماناً لتأدية تكليفهن الرسالي فيما إذا أنحصر أداء التكليف بهن, أو كان لتصديهن أثر كبير على المجتمع والنفوس وبنات جنسهن.

 

أسباب تصدي الحوراء:- 

ولهذه الأسباب وغيرها هي التي أدت بسيدتنا ومولاتنا الحوراء زينب(عليها السلام) بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطف الفجيعة للتصدي وحمل راية الإسلام وتولي مسؤولية القيادة الشرعية الظاهرية على كاهلها, وأما القيادة الحقيقية فكانت للإمام السجاد(عليه السلام) وأنها تأخذ الأوامر منه مباشرتاً, فأسباب ذلك التصدي أمور وهي على ما يلي:-

(أولاً):- لانحصار أداء التكليف بها, في الوقت الذي لا يمكن للرجال - وبالخصوص الإمام السجاد(عليه السلام)- من التصدي لإهدار دمهم في ذلك الحين. 

(ثانياً):- لإن تصديها بالخصوص له الأثر الكبير على المجتمع الإسلامي لكونها أبنت فاطمة الزهراء والإمام علي(عليهما السلام) النموذجان القدوة عند المسلمين, وتربيت هذا البيت الطاهر الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً, فيكون فعلها حجة على جميع المسلمين على مرور الأجيال. 

(ثالثاً):- لكونها أكمل نساء عصرها, معصومة بالعصمة الأفعالية عن الذنوب والمعاصي, كما أنها (عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة) بشهادة الإمام السجاد(عليه السلام) بحقها. 

(رابعاً):- لإن تصدي المرأة لمثل هذه الأمور يكون له الأثر البالغ على النفوس الغيورة التي تأبى الرضوخ للذل والظلم وسبي النساء وضربهن بالسياط, كيف وهي عقيلة الهاشميين؟, فتكون حينئذ مشعلاً للأجيال وبركاناً لا يهدأ وثورة لا تخمد ضد الظلم والطغيان في كل الأزمان.

(خامساً):- لتكون قدوة لبنات جنسهن, في تصديها للظلم, ومقارعتها للطواغيت, وبيانها للحقيقة, وفضحها للقتلة المجرمين, ونشرها للرسالة, وتكميلها للمسيرة, ونهوضها بالثورة, وتحملها للحزن والظلم والسبي وهتك الستر وضرب السياط والجوع والعطش والإذلال وقتل الأحبة, وغير ذلك من مسيرتها في الجهاد والتضحية والمعانات والصبر. 

 

الحكمة من أخراج النساء:-

ومن هنا تبينت الحكمة والمشيئة الإلهية في سبب أخراج الإمام الحسين(عليه السلام) النساء في ثورته الحسينية, فعندما سأله أخيه محمد بن الحنفية(فما معنى حملك هؤلاء النساء معك؟!) فأجاب (عليه السلام):-( أن الله قد شاء أن يراهن سبايا), فبسبيهن تكتمل المسيرة الحسينية وتتضح معالمها وتبدأ الثورة ويفتضح الظالم وينتصر الحق على الباطل. 

 

أهم مواقف بطلت كربلاء:- 

فكان لبطلت كربلاء مواقف عديدة في هذا التصدي ومهام جسيمة ووظائف كثيرة بدأت من حين سقوط أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) من جواده إلى لحظة استشهادها, فنستخلصها بأمور:-

(أولاً):- عقدها لنية محمد وآل محمد(ص) وتحقيق رسالتهم الإلهية, فحين سقوط أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) على أرض المعركة بادرت أليه على الفور واضعة يديها تحت جسده رافعة له قائلة:-(أللهم تقبل منا هذا القربان) لتعلن بذلك أن هذا الجسد الطاهر وهذه الدماء قربان يتقرب به محمد وآل محمد(ص) إلى الله تعالى من أجل أدامت الإسلام, فعقدت بذلك نيتهم, وحققت رسالتهم الإلهية المكلفين بها, وهذا أن دل على شيء يدل على علوا مكانتها وأنها واحدة من آل محمد(ع) المعصومين المطهرين لأنه لا يفعل هذا الفعل إلا واحد منهم, وكفى بذلك شرفاً ومكرمة لها. 

(ثانياً):- محافظتها على أثنين من المعصومين, وهما الإمام السجاد(عليه السلام) وابنه الإمام الباقر(عليه السلام) الذي كان حاضر واقعة الطف وعمره في يومها ثلاث سنوات ونصف, وهذه أصعب مهامها وأهمها لإن ثقل العصمة وتحملها والمحافظة عليها لا يتحمله كل أحد إلا معصوم بمرتبته. وقد أنقذت الإمام السجاد(ع) في مجلس بن زياد بالكوفة حينما أمر بقتل الإمام فتعلقت به وقالت:-(يا بن زياد حسبك ما سفكت من دمائنا, أنك لن تبقي منا أحدا, فإن كنت قد عزمت على قتله فقتلني قبله). 

(ثالثاً):- محافظتها على النساء والأطفال حين هجوم الخيل, وحرق الخيم, وعلى أثناء السبي وبعده, فقد أوصاها الإمام الحسين(عليه السلام) بهم, فكانت تبحث عن الضائع, وتسكت الباكي من الأطفال على آبائهم, ومن النساء على أزوجهن وبنيهن وإخوانهن, وتواسي المهموم, وتداوي الجريح, وتمرض العليل, وتطعم الجائع من زادها, وتركبهم الإبل عند الرحيل, وتحرسهم في الليل, وتحافظ على ستر النساء من طمع الأعداء, وعلى الأطفال من أكل الحرام. 

(رابعاً):- فضحها ليزيد وأتباعه وبيانها لأهداف ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) فقد خطبت الخطب البليغة في الكوفة وعند مجلس بن زياد وعند يزيد في الشام, فكانت تبكي المستمعين وتذكرهم ببلاغة أبيها أمير المؤمنين(عليه السلام). 

(خامساً):- أقامتها لمآتم أبي عبد الله الحسين(عليه السلام), في الكوفة والشام والمدينة, لتنشر من خلالها مصيبته, وتفضح قتلته, وتبين أهدافه, فأقامت أول مجلس عزاء في قصر يزيد, عندما جاءت زوجته هند لتتفرج على السبايا, لتجدهم أولاد أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي تربت في بيته مع زينب وباقي العلويات, فأثارت على يزيد وأقامت العزاء في بيتها ثلاثة أيام. وعند رجوع الحوراء(عليها السلام) إلى مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله) أستمرت على هذه الحال من نصب العزاء, وأقامت المأتم, وفضح يزيد, وبيان أهداف الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته, حتى خاف والي المدينة من حصول ثورة, فكتب إلى يزيد يخبره بالأمر, فأتاه الجواب:(أخرجها من المدينة وأرسلها ألي), فلما وصلت إلى الشام خاف يزيد أن تفضحه, فدس أليها السم, ودفنت هناك شهيدة غريبة. هكذا هي الحوراء زينب بطلت كربلاء, أتمت ثورة أخيها الحسين(عليه السلام) ضد الظلم والطغيان, وقادتها إلى النصر, وأوصلت الإسلام إلى الأجيال التي بعداها واضح الطريق خالي من التحريف وانتحال المبطلين.

 

شبيه بأمها فاطمة الزهراء:- 

فهي شبيه بأمها فاطمة الزهراء(عليها السلام), التي حمت الإسلام من قبلها, فرأت الحوراء زينب (عليها السلام) ما فعل القوم بأمها من أحرق بابها, وكسر ضلعها, ونغزها بالسيف, وإسقاط جنينها, ولطمها على خدها حتى تناثر قرطها, وضربها بالسياط على كتفها, واغتصاب أرثها, وأخذهم فدك التي نحلها لها أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله), فحاججت القوم بأقوى البراهين, وأعظم الحجج, وخاصمتهم, وبكت الليل والنهار, حتى قالوا:-(آذيتينا من كثرت بكائك, فابك أما ليلاً أو نهاراً), فبنا لها أمير المؤمنين(عليه السلام) بيت الأحزان خارج المدينة, وبقيت على هذه الحال إلى أن أستشهدت من جراء الجراحات والأحزان, وأوصت بإخفاء قبرها ليكون دليلاً للأجيال على ظلمها وأنتهاك حرمتها. فكل ذلك كان على مرأى ومسمع من الحوراء زينب(عليها السلام) فهي التي نقلت لنا خطبة أمها مع القوم وكان عمرها يوم ذاك أربع سنوات فحفظت تلك الخطبة البليغة في ذلك العمر الصغير. 

 

أقتدت بها فاطمة المعصومة:- 

كثير هن العلويات آلاتي أقتدن وسرن في درب عمتهن الحوراء زينب(عليها السلام), فتصدين للظلم والطغيان في أزمانهن لجانب أخوتهن وأزواجهن, ومن أبرزهن السيدة الجليلة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم(عليهما السلام), حيث تصدت لنصرت أخيها الإمام الرضا(عليه السلام) بأمر منه والوقوف بجنبه في غربته فقادت أخوتها والهاشميين في أكثر من ثلاثة آلاف نفر وأنضم إليهم جمع كثير من موالي ومحبي أهل البيت ( عليهم السلام )، فصار عددهم ما يقرب من خمس عشرة ألف نسمة رجالاً ونساء, وأنقسموا الى ركبين ولكن المأمون منع كلا الركبين من الوصول الى خرسان فقطع الطريق عليهم وحصلت معارك دامية مع جيشه المتكون من أربعين ألف جندي فقتل وشرد كل من فيهما، وكان ذلك نهاية أليمة مفجعة وعاشوراء ثانية، فقدت فيها السيدة المعصومة( عليها السلام ) إخوتها، فشابهت مصيبتها بفقدهم مصيبة عمتها زينب ( عليها السلام ) في كربلاء. فخارت قواها وضعفت, وعندما وصلت إلى « قم » مرضت فيها وبقيت سبعة عشر يوماً وتوفيت ويحتمل قد دس السم إليها من قبل أتباع المأمون قبل وصولها لمدينة قم المقدسة. 

 

أقتدت بها الشهيدة بنت الهدى:-

هكذا فهي قدوة لكل النساء المؤمنات في كل الأجيال بالتضحية والجهاد ضد الظلم والطغيان, فهذه الشهيدة بنت الهدى(أسكنها الله فسيح جناته) التي كرست نفسها للجهاد وتوعية النساء, فحرمت نفسها من أبسط الحقوق حتى من الزواج, فكانت لأخيها المرجع الديني المفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس الله سره) الذراع اليمين في ثورته الإسلامية المباركة, فقادت تيار النساء في العراق, فعادت أليهن أعز شيء سلب منهن وهو عفافهن وحجابهن الإسلامي وأيمانهن بالإسلام, فبدأت بالكتابة أليهن بمقالاتها السامية وهي بسن الزهور بعمرها الثاني والعشرين مع بداية مجلة الأضواء في عددها الأول, فأسطرت أحلى الكلمات تدعوهن لرجوع الى الإسلام والفضيلة والعفاف والستر والإلتزام. ثم بدأت بعد ذلك تنسج لهن من خيالها المتنور أجمل القصص الهادفة, وأشوق الحكايات العقائدية, وألطف العبر الإيمانية, لتشدهن بذلك الى الإسلام من خلال توعيتهن بتلك التجارب القصصية, فأبتدعت بهذا أسلوب جديد لمخاطبتهن لم يسبقها بذلك أحد. كما أنها أبدعت في نظم الشعر الرسالي العقائدي لتوعية وأعداد الفتيات إسلامياً, وبالإضافة الى كل هذا كانت معلمة عقائدية تشرف على عدة مدارس إسلامية للبنات في الكاظمية والنجف مقسمة أيام الأسبوع على هاتين المدينتين, لتضع المناهج الدراسية لتلك المدارس, وتختار المعلمات المؤمنات, وتشرف على سلوكيات البنات, وتربيهن تربية أسلامية. وبعد أنتهاء الدوام لها لقاءات جانبية مع مجموعات من الأخوات لترشدهن الى طريق الحق, وتعلمهن حقيقة الإسلام, وتنصحهن بالتوبة والإلتزام الديني, وتحذرهن من تقليد الغرب, وتوعيهن للمخططات الاستعمارية, وتفضح لهن أفعال النظام البعثي, وتوضح لهن تكليفهن الشرعي, وكيفية النهوض بهذه الأمة الى مجدها الأصيل. وبذلك شاركت أخيها في نصف رسالته في المجتمع وهو نصف المرأة, ومهدت لثورته في هذا النصف. وبرهنت على ذلك في أنتفاضة السابع عشر من رجب التي فجرتها عندما أعتقل النظام البعثي أخاها في خلسة الليل لكنها فضحتهم عند أول الصباح إذ خرجت من بيتها مكبرة (الله أكبر) (الله أكبر) الى أن وصلت الى مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) نادت بأعلى صوتها الشجي (الله أكبر ... الله أكبر ... الظليمة ... الظليمة! ... أيها الناس, هذا مرجعكم قد أعتقل). وما أن شاع الخبر حتى خرجت التظاهرات في النجف وأغلب مدن العراق أستجابة لصرختها وشاركت المرأة فيها بقوة. مما أقلق النظام فأطلق سراح أخيها على الفور. ولكن النظام البعثي أدرك الخطأ الذي وقع فيه, فلم يريد بعد ذلك تكرار نفس خطأ (يزيد) على حسب زعم صدام حيث قال متبجلاً أمام شاشات التلفزيون في التسعينيات}الخطأ الذي وقع فيه يزيد هو قتله الحسين وأبقى أخته زينب{. ولذلك بعد أقل من سنة من الأنتفاضة الرجبية قام بأعتقال السيد الشهد الصدر ومعه أخته العلوية بنت الهدى وإعدامهما فرزقهم الله تعالى نصر الشهادة.

هكذا هن النساء الزينبيات ضحن بالغالي والنفيس وأتخذن من مسيرة الحوراء زينب(عليها السلام) منهاج وهدف لحماية الإسلام والعقيدة وفضح الأعداء والأباطيل لإيصال الإسلام كاملاً للأجيال التي بعدهن حتى ظهور الإمام الحجة بن الحسن(عجل الله فرجه) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مليئة ظلماً. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد الغريفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/08



كتابة تعليق لموضوع : النساء الزينبيات بين الأنوثة والتصدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net