حبيبي ياحسين نور عيني ياحسين
كريم الانصاري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أتستشكلون علينا إذ أحببنا حسينا ؟!أتستشكلون علينا إذ اتّخذناه وليّاً ومعصوماً وإماما ؟!
يقولون في ما يقولون : إحدى عشرة هي مراحل العشق بتحقيق المقام، أسمى مافيها الهيام .
قد يصل الهيام حدّاً يودّ العاشق معه لو يموت المعشوق رغم علقم البعد ووحشة الروح برحيل أعزّ الكرام ..
ولاغرو أنّ موت كليهما إلى فؤاده أرجح وأروح ؛ حيث يُنهي حياةً مليئةً بالعذاب والاضطراب والخشية من حوادث طالما تؤلم وتجرح ؛ ولعلّه يرى في موت المحبوب حفظاً لذاك العشق وغلقاً لملفّ متاعبٍ ترقصُ على أشجان القلب وتمرح..
إلى ذلك : فحسب الفهم الإجماليّ لعالَم مابعد الموت فإنّه عالَم الفصل والحسم بلاترديد ودعوى ، وفضاء الخير والفلاح منه لابدّ أن يكون طبق النصّ الإلهي الذي به وُعِدْنا ، بل أعمق وأسمى بالعنوان والمحتوى ، ثبوتاً وإثباتا ، تصوّراً وتصديقا .. فيخلو آنذاك من الآلام وعذابات الدنيا .. ومابرِح عالَم الآخرة يؤمّن الراحة والطمأنينة والخلاص من الهموم المؤذية دوما ، فلِمَ لايكون الموت راجحاً على هذه الحياة التعبى ؟! ولاسيّما لعاشقٍ مكابدٍ لجمر العذاب وحرّ الاضطراب ونار الخشية بألسنها الصعدى .
أتستشكلون علينا إذ أحببنا حسينا ؟!
اسمعوا جيّداً : نحن أيضاً في إشكالٍ دوّامٍ يأخذ منّا الفكر والحسّا !!
إشكالكم : أنّنا نحزن ونبكي ونتوشّح بالسواد ونقيم الشعائر لحَدَثٍ وقعُه قارب الأربعة عشر قرناً ومضى .. إشكالكم : أنّنا خرافيّون غنوصيّون سرديّون خياليّون دوغمائيّون ديماغوجيّون ...
أمّا إشكالنا : فهو أنّنا لازلنا نظلم حسينا ..
نظلم حسيناً إذ لم نعرفه معرفة الموالين حقّا .. لم نعرفه معرفةَ النهج والرؤى وبصائر الدين المبين حقّا .. لم نعرفه معرفةَ اللوح المحفوظ والسرّ المودَع باللطف المعهود ناهيك عن خصيصة العصمة وولاية الرحيم على العالمين حقّا .
شتّان مابين إشكالكم وإشكالنا :
أنتم ظلمتم حسيناً ونحن ظلمنا حسينا .. أنتم ظلمتموه إذ كفرتم به وليّاً ومعصوماً وإماما ..
نحن ظلمناه إذ اتّخذناه وليّاً ومعصوماً وإماما لكنّا طالما جهلنا أو أخفينا قدره خوفاً أو تقصيرا .
ابقوا أنتم ونبقى نحن ليستدلّ كلٌّ منّا بالمراجعة والاستقراء والمقارنة والفحص والتحليل والاستنتاج قيَميّاً وأخلاقيّاً ، نوعيّاً وكمّيّاً ، مكانيّاً وزمانيّاً - رغم إمكانيّاتكم وأدواتكم الترويعية التضليلية الحذفيّة - مَن هو الزاحف إلى الأمام بثقةٍ واطمئنان وعزمٍ وألَقٍ منقطع النظير .. فأنتم كنتم ولازلتم أُسّ التحريف والتجاوز والإرهاب ونحن أُسّ الحوار ومنطق العقل والأُصول التي عنها لا نحيد وعليها لا نُغير .
انتظمنا منذ لبنة الإسلام الأُولى بشكلٍ ومضمون هندسيٍّ برهاني وخارطة طريقٍ لاتقبل التغيير : الله ربّ العالمين ، محمدّ خاتم الأنبياء والمرسلين ، عليّ وأبناؤه المعصومون أئمّة الدين وأوصياء السماء على العالمين ، نوّابُ الإمام الغائب مراجعُ الدين المباركين.
هندسةٌ دقيقةٌ وخارطةٌ شفّافةٌ تعلّمنا الحبّ والوئام والأُلفة والسلام ، وتنهانا عن الكره والعنف والفرقة والفتك وعن سائر مناهي الإسلام .
واللهِ إنّ حقَّ المقام في الحسين حقُّ العشقِ بأرقى هيام الهيّامين .. أن نحيا في الحسين ، نَعْرف حقّ الحسين ، نعرِّف حقّ الحسين ، نموت في الحسين روماً لربّ الحسين .. نخلص من همّ الدنيا وغمّها حين نلقى الحسين .
السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
كريم الانصاري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat