الإمام الحسن عليه السلام و تحرير الوعي المجتمعي
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد كان للإمام الحسن ( عليه السلام ) الدور الكبير و الفعال في الحفاظ على الأمة ، و توعيتها بشكل عام ، و تحرير الوعي المجتمعي للشام ، و يمكن لنا ان نجمل دوره ( عليه السلام ) بموارد هي :
1ـ تحرير الوعي الذاتي :
إن الإمام الحسن ( عليه السلام ) حرر الوعي الذاتي للأمة الإسلامية بشكل عام ، و لأهل الشام بشكل خاص ، فالشام التي كانت مغلقة ، و التي لما وصلها خبر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في محراب صلاته قالت متعجبة و بالإجماع ـ كما نقل لنا التاريخ ذلك ـ : أو عليٌ يصلي ؟
فكم كانت الشام مغلقة ، و كم كانت الإرادات مصادرة ، و كم كان معاوية قد استمكن منها كياناً و اشخاصاً .
لقد كان عمل الإمام الحسن ( عليه السلام ) و هدنته مع معاوية بن أبي سفيان سنة ( 41 هجري ) من اجل اختراق الشام ثقافياً و نفسياً ، من أجل تحرير الوعي الذاتي للأفراد ليرقى إلى وعي مجتمعي متفتح .
و الدليل على ذلك : انه و في واقعة الطف و عندما قدمت سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) كان الإعلام الأموي اليزيدي يروج بأنهم خوارج أو أنهم سبايا من الديلم ! لماذا ؟
أولاً : لأن الوعي الذاتي ( المجتمعي ) في الشام قد تطور ، و صاحب الفضل الأول في ذلك هو الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، فكان لهدنته أن اخترقت حصون الشام المنيعة ( بين مرتحل و مستقر ) لأفراد الطرفين مما سبب تداخل معيشي توضحت من خلاله حقيقة أهل البيت ( عليهم السلام ) التي كانت مغيبة عن أهل الشام ، و الذين وصفهم معاوية يوماً بأنهم ( لا يميزون بين الناقة و الجمل ) .
ثانياً : أنهم قد عرفوا من هم أهل البيت ( عليهم السلام ) و ذلك ليس في صالح يزيد و لا في صالح بني أمية ، لذلك نجد بأنه و بفضل ذلك الوعي الذي أسسه الإمام الحسن ( عليه السلام ) وقع انقلاب في الشام لما عرفوا بأن السبايا هم من نسل محمد ( ص ) ، بل قد وصل الانقلاب إلى داخل قصر يزيد بن معاوية من تعنيف و ملامة .
2ـ اطلاقه ( عليه السلام ) منظومة حديثية تقابل المنظومة الحديثية المزورة التي وضعها معاوية بمساعدة وعاظ السلاطين من اتباعه ، و يمكن الرجوع في ذلك و إلى الكم الحديثي للإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى كتاب ( مسند الإمام الحسن للعطاردي ) و ما شاكله من كتب .
3ـ سيرته ( عليه السلام ) على مدار ما يقارب التسع سنوات ، أي من يوم الهدنة ( 25 ربيع الأول سنة 41 للهجرة ) ، و حتى شهادته في ( 7 صفر سنة 50 للهجرة ) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

لقد كان للإمام الحسن ( عليه السلام ) الدور الكبير و الفعال في الحفاظ على الأمة ، و توعيتها بشكل عام ، و تحرير الوعي المجتمعي للشام ، و يمكن لنا ان نجمل دوره ( عليه السلام ) بموارد هي :
1ـ تحرير الوعي الذاتي :
إن الإمام الحسن ( عليه السلام ) حرر الوعي الذاتي للأمة الإسلامية بشكل عام ، و لأهل الشام بشكل خاص ، فالشام التي كانت مغلقة ، و التي لما وصلها خبر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في محراب صلاته قالت متعجبة و بالإجماع ـ كما نقل لنا التاريخ ذلك ـ : أو عليٌ يصلي ؟
فكم كانت الشام مغلقة ، و كم كانت الإرادات مصادرة ، و كم كان معاوية قد استمكن منها كياناً و اشخاصاً .
لقد كان عمل الإمام الحسن ( عليه السلام ) و هدنته مع معاوية بن أبي سفيان سنة ( 41 هجري ) من اجل اختراق الشام ثقافياً و نفسياً ، من أجل تحرير الوعي الذاتي للأفراد ليرقى إلى وعي مجتمعي متفتح .
و الدليل على ذلك : انه و في واقعة الطف و عندما قدمت سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) كان الإعلام الأموي اليزيدي يروج بأنهم خوارج أو أنهم سبايا من الديلم ! لماذا ؟
أولاً : لأن الوعي الذاتي ( المجتمعي ) في الشام قد تطور ، و صاحب الفضل الأول في ذلك هو الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، فكان لهدنته أن اخترقت حصون الشام المنيعة ( بين مرتحل و مستقر ) لأفراد الطرفين مما سبب تداخل معيشي توضحت من خلاله حقيقة أهل البيت ( عليهم السلام ) التي كانت مغيبة عن أهل الشام ، و الذين وصفهم معاوية يوماً بأنهم ( لا يميزون بين الناقة و الجمل ) .
ثانياً : أنهم قد عرفوا من هم أهل البيت ( عليهم السلام ) و ذلك ليس في صالح يزيد و لا في صالح بني أمية ، لذلك نجد بأنه و بفضل ذلك الوعي الذي أسسه الإمام الحسن ( عليه السلام ) وقع انقلاب في الشام لما عرفوا بأن السبايا هم من نسل محمد ( ص ) ، بل قد وصل الانقلاب إلى داخل قصر يزيد بن معاوية من تعنيف و ملامة .
2ـ اطلاقه ( عليه السلام ) منظومة حديثية تقابل المنظومة الحديثية المزورة التي وضعها معاوية بمساعدة وعاظ السلاطين من اتباعه ، و يمكن الرجوع في ذلك و إلى الكم الحديثي للإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى كتاب ( مسند الإمام الحسن للعطاردي ) و ما شاكله من كتب .
3ـ سيرته ( عليه السلام ) على مدار ما يقارب التسع سنوات ، أي من يوم الهدنة ( 25 ربيع الأول سنة 41 للهجرة ) ، و حتى شهادته في ( 7 صفر سنة 50 للهجرة ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat