( نهج النصائح 2 ) / قراءة انطباعية في نصائح سماحة السيد علي السيستاني ( دام ظله الوارف ) /
علي حسين الخباز
علي حسين الخباز
سعى الاعلام الغربي وابواقه العربية من التغلغل داخل العقل العربي من اجل خلق مساحات فكرية تعمل على ابعاد السلطة الروحية عن الانسان بعنوان فتان وهو الحرية ، ويعني ان تلك الاعلاميات ركزت التناقضات الفكرية والاخلاقية من اجل خلق صراع اجتماعي يستهدف الواقع الايماني ،لتتمكن تلك الاشكاليات الاخلاقية المصنوعة من النفاذ الى المجتمعات وتتفاعل لتشكيل معطيات جديدة لمفهوم الدين الاسلامي ، فراحت تفسر اي تقدم عالمي يدل على تفسيره كنتاج انساني جاء عبر واقع له حيثيات فكرية بانه وليد واقع انتجته القوى المادية لتمويه العقل العربي فيسهل انقياده بواقع مموه ، وكل هذا الفعل المضني من اجل تفريغ المحتوى الايماني من الدين نفسه ، جعله اسلاما متحررا من قيود الدين والان هذه الحالة موجودة في اغلب البلدان العربية ، وتم ذلك باليآت نشطت خمول الايمان ، فجاءت وصايا سماحة السيد علي السيستاني /دام ظله الوارف / لتكشف هذا المنحى وتعرف الناس ببعض القيم الاسلامية المؤمنة مثل تنمية الايمان وهي تنشيط الوعي المدرك بالدين ليفتح بصيرة الناس على حقيقة الايمان ، لأن الايمان بطبيعته لا يمتلك الثبات وممكن يتلاشى ويصبح القلب فارغا منه اذا لم يدام وتجرى على قنواته الايمانية ادامة مستمرة ، العلوم التنموية اليوم أكدت على قضية تنمية الايمان ويعني ايقاظ روح الفطرة والارتباط المباشر بالله سبحانه تعالى والا فالايمان يبلى ويصبح كالثوب الرث ، التأكيد على هذه التنموية العالية للايمان ، ستصل بنا الى تشخيص الثاني وهو تهذيب النفس
والتهذيب يعني التنقية والتطهير وقد شخصه امير المؤمنين عليه السلام ( ان النفس كجوهرة ثمينة من صانها رفعها ومن ابتذلها وضعها ) ، سعي من مساعي اعمال البر المصروفة لرعاية الايتام واعتبرته منهلا مهما من مناهل الزكاة و الزكاة الطهارة سميت بالزكاة لانها تزكي الانسان وهي من المسارات المهمة لرعاية الايتام ، معنى من معاني الانفاق في سبيل الله ، تتجسد فيها اعلى صور التكافل الاجتماعي وتم التركيز على قضية مهمة وهي سن الفضيلة ان يجعل رعاية الايتام مؤثرا اجتماعيا يتاثر به الناس ،عمل قادر على ان يصنع تفاعلا اجتماعيا وهذا ما أكده علماء النفس بإن اي فعل انساني يؤثر تأثير مباشر على الوسط المعاش وهذا ماذهب اليه سماحته بان مثل هذا العمل قادر على ان يشكل القدوة الحسنة ويقدم التعاون على البر والتقوى ، الاعانة المؤازرة وهو احسان وله في الاسلام رصيد معرفي ضخم يدعو الى التعاون وائمة اهل البيت عليهم السلام سعوا ليرتقي للانسان المؤمن الى مستوى ايماني يضمن قيم التراحم ،اعتناء سماحة السيد بمفهوم الاداء الصامت وعلماء النفس اهتموا منذ عقدين بمرتكزات البحث عن الاشياء التي تجلب السعادة وسموه علم النفس الايجابي واكدوا ان اي عمل فيه رضا النفس يعكس للنفس راحة وطمئنينة ورعاية الايتام يساعد على الشفاء من الامراض بطرق غير عادية الشفاء بالفرح النفسي ويمكن مقاومة مختلف الامراض ( الطبيب الذاتي ) ورعاية اليتيم تمنح الانسان الشفاء والسعادة دنيا وآخرة وصدرت دراسات كثيرة تنصح من يعانون من اضطرابات نفسية واكتئاب ان يتوجهوا لعمل الخير وخاصة مشاريع التكافل الاجتماعي ورعاية الفقراء والايتام والملاحظ ان كتم الفرحة دون اشاعتها سيضيف لقلبه قوة تاثيرية داخل النفس ، ولو اردنا ان نتأمل في حيثيات الاداء الصامت لوصلنا الى قوة الايثار اثر المحافظة على مشاعر اليتيم ، كل انسان يود ان يعلن عن افعاله الطيبة وهو احتفظ بالصمت مداراة لمشاعر الاخرين وهذا هو اسس الصفاء للامر بالمعروف والنصائح الكريمة وفي محور مساعدة للأولياء الامور على حفظ النظام ورعاية المصالح العامة فسماحة السيد يرى ان المجتمع لايكون فاعلا اذا لم يكن فيه حاجة مستقرة مطمئنة من خلال تهيئة الظروف المناسبة التي تكفل حياة الانسان ، حماية الايتام من اي اذى انساني حماية وجدانية واحترام نفسيات هذه الشريحة كي يتنامى فيها روح الخير والطمئنينة والسلام ، ولايمكن من بعث هذا الاطمئنان دون ان توفر لهم سبل عيش كريم ، تعمل رعاية الايتام على تنمية الشعور بالانتماء الى المجتمع والولاء لبعث الروح المعنوية عند اليتيم ومثل هذه الرعاية ستكون رعاية اجتماعية اي رعاية مجتمع وليس رعاية فرد سترسخ مفهوم المودة ويضيف الى كل هه السعادات سعادة بركة الدنيا ورصيد للانسان في اخرته ،
( يتبع )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat