صفحة الكاتب : علي علي

طاولات مجالسنا الثلاث
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    مازال العراقيون يتصدرون المواقع الأولى في تحمل الضيم والاضطهاد وغمط الحقوق، ومازالوا يتبادلون فيما بينهم الأدوار بين متضرر ومنكوب، وصابر وصبور، وخاسر ومُضحٍ، ومظلوم ومغدور. على الرغم من عراقهم الجمهوري الفدرالي التعددي الديمقراطي. فيما لايزال ساسته وأرباب الحكم وأولو الأمر وأصحاب القرار فيه، يتبادلون فيما بينهم الأدوار بين سارق ومرتشٍ، وطامع ومغرض، ومتواطئ وخؤون، وكاذب ومماطل، ومسوف ومخادع، وناكث وحانث وغادر، وظالم و.. (ناقص). وعملا بمقولة (كن مظلوما ولاتكن ظالما) تكون كفة المواطنين راجحة على هؤلاء، لاسيما إذا كان ميزان العدل والحق هو الحكم. إذ يقول الإمام علي (ع):

        لاتظـلمن إذا ماكـنت مقتـدرا              فالظـلم مرتعـه يفضي الى النـدم

         تنـام عينـك والمظـلوم منتبـه             يدعو عليـك و عيـن اللـه لم تنـم

   فلو استعرضنا ماطرح من مشاريع وأعمال على طاولات المجالس الثلاث خلال أكثر من عقد مضى من عمر العراق الجديد، لانرى إلا النزر اليسير منها قد تحقق على أرض الواقع، وكأن الأمر متعمد ومقصود، إذ يتأخر البت في كل ما له صلة بمصلحة المواطن فيما يخص معيشته وأمنه واستقرار حياته الاقتصادية. وما من أحداث صغيرة او كبيرة تطرأ على البلد إلا وكان لها التأثير السلبي المباشر في يوميات المواطن، بدءًا من (خبزة جهاله) الى دواء مرضاه الى (خط المولدة) الى إيجار سكنه، الى مالاينتهي من متطلبات الحياة كحد أدنى للكفاف. ولو استعرضنا على ذات الطاولات في المجالس الثلاث ولاسيما مجلس النواب، تاريخ المشاريع والأعمال المطروحة التي تنتظر البت والإقرار، لتعود بالنفع والريع للمواطن، لتبين لنا بكل وضوح أسباب هذا الشح والقحط في الإنجازات التي كان حريا بالنواب ورئيسهم، الإسراع في إقرارها لتأخذ طريقها الى التنفيذ والتطبيق. ولو أردنا الاستيضاح أكثر عن هذا التقصير علينا النظر الى مايجري تحت الطاولات، المستديرة منها والمستطيلة والخماسية والسباعية والثمانية، فهناك تتضح بشكل جلي الأيادي المتعاضدة والأذرع الأخطبوطية، التي دخلت العملية السياسية على غفلة من الزمن، وصار أمر الملايين من أبناء البلد تحت رحمتها. كما سيتضح لأي مستقرئ على عجل السلسلة المترابطة من الشخصيات والـ  (صماخات) التي مافتئت تعرقل سير عجلة البلد بكل الاتجاهات إلا باتجاه الهاوية، والغاية من هذا قطعا معلومة. 

  إن البلد وهو يعيش أعوامه الثلاثة عشر من أعوام الحرية وزمن الحكومات المنتخبة بمحض إرادة الشعب، كان من المتوقع أن يكون بعد ذاك الصبر في مقام غير مقامه الذي آل اليه، ومن غير المعقول أن يستمر لعام رابع عشر او خامس عشر، وهو يرفل بسلبيات الديمقراطية نائيا عن أيجابياتها قسرا، ومن المؤكد ان تحقيق الإيجابيات مرهون بأولي أمره في بلده، والذين بدورهم -على مايبدو- مرهونون بيد الأحزاب والكتل والقوائم والشخصيات النافذة ليس بداخل البلد فحسب، بل من خارجه كذلك. 

    وبعودة الى الطاولات فأنا لم أشأ ذكر السداسي منها، ذلك أن السداسي يلوّح الى نجمة أخشى ان يكون لبعض أصحاب القرار العراقيين صلة.. وصلة وطيدة بها. والعاقل وغير العاقل يفهم والسوي وغير السوي يدرك هذا جيدا. وأظن الحال إن بلغ مبلغا كهذا، فإن السلام على الاستقرار والأمان والسلام في دار السلام قد آن أوان قراءته، إن لم يكن قد فات بعد..!

aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/18



كتابة تعليق لموضوع : طاولات مجالسنا الثلاث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net