صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

أعقلوها برأسه.. وأخرجوا منها صاغرين!
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أسوأ ما يشجي الحياة، ويملأ الأفئدة ألماً، عندما تقطر القلوب وجعاً، وتشق الصدور سكاكين الحسرة وزفرة الندم، فترى مصيرك بيد تافه! أسكره الفساد حد الثمالة! لا هو من الرجولة شيء، ولا ممن يعي نفسه بأنه أمعة أحمق! تركته باغية المجتمع لقطة عارية، وحملته صدفة السياسة من مستنقع الدناءة، ليلف بخرقة التملق صغيراً، ويتجمل بقميص المسؤولية كبيراً، وربطة عنق يحسبها من مدلولات الثقافة في المجتمع!
رحم الله " نبي الشعر" إذ يقول:
إنّــي نَـزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَـنِ - القِــرَى وَعَــنِ التـرْحالِ محْدُودُ
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُـودُهُمُ - منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ - إلاّ وَفـي يَـدِهِ مِـنْ نَـتْـنِـهَا عُــودُ
ولأنهم عبيدٌ لغير الله، طلبا لإرضاء أسيادهم، يتعبدون على دين ملوكهم! فحرموا من أدنى مستلزمات الحياة، ولعل الإستحمام من درن الفساد، معجزة لا يدركها إلا من له شأن عظيم، ولأن المثل ضُرب بنتانة العبيد، فحكاية الأبيات تصفهم! في حين أن نتانة أبدان العبيد من مشقة العمل، أجل وأرفع من قدر عروشهم، وعلى هذا أكمل "المتنبي" قائلاً:
نَامَتْ نَـوَاطِيرُ مِصرٍ عَـنْ ثَعَالِبِها - فَـقَـدْ بَـشِـمْـنَ وَما تَـفـنى العَنَاقيدُ
الـعَـبْـدُ لَـيْـسَ لِـحُـرٍّ صَـالِـحٍ بـأخٍ - لَـوْ أنّـهُ فـي ثِـيَـابِ الحُـرّ مَوْلُودُ
لا تَـشْـتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ - إنّ الـعَـبـيـدَ لأنْـجَـاسٌ مَـنَـاكِــيـدُ
ما كان قاسياً في هجائهِ، إذ يرى تفكك الدولة العباسية بات وشيكاً! رغم ما عانته الأمة من ويلات دولتهم! إلا أن سقوطها، فتح مجالس السياسة لمن هب ودب! حتى لمن كان لا يقوى على رفع رأسه أمام الناس، تزاحمت على دكاكين السياسة الذكور والإناث! وغيبت رجال السياسة من "آهل البيت" بين طوامير "بني العباس" وزهد المجتمع بهم!.
(ما أشبه اليوم بالبارحة)،ما أشبه العباسيين بالبعث! تساقطت أركان دولة "الصداميين" وتزاحمت على العراق الأكف، كان للسياسة رجال "صدقوا على ما عاهدوا الشعب عليه في الجهاد" بأي صورة يتدافع على الحكم غيرهم؟! ومن كان ليعرف فلان؟ ومن كان يتصوره رئيساً للوزراء؟ ولطالما كان حلمه منصب قائممقام في مدينته! أليس الصدفة باغية؟ والعبيد تجملت بثياب سادتها؟
لا نوبخ القدر فيما نحن فيه، بقدر ما نوبخ أنفسنا فيما صرنا عليه، صغيراً وكنت أسمع "العباسيين" بلسان صدام يلعنون آل "الحكيم"! كما فعلها أجدادهم بسب "علي"، ولطالما عرفت ويعرف الجميع، أن صدام كرسي فساد، ولأنه صراع الخير والشر، إذن "الحكيم" منبر إصلاح، فهل حفظنا أنفسنا بالحكيم؟ كما حفظ "أباذر" نفسه بعلي! أم طاشت ألسنتنا سهاماً تضربهم، كما ضُربت خيمة علي في صفين؟!.
وراء سياسيِ الصدفة، وزعماء الجهل، وأشباه الرجال، إنحرف المجتمع! كم يوسف غُيب؟ وكم بئر ألتهم يوسف؟! وكم من ذئب يتفرج من خارج الحدود ضاحكاً! يرى إصرار القوم على الذنب، واللائمة تُلقى عليه، وكأنه أخذ ريعه وتكفل نزعه، بلا مشقة أو تعب، وأيقن أن العراق بين فكي حزب حاكم! يخضم المال كنبتة الربيع! وبين عمامة تقلدها زعيم السذاجة!
أما وبعد إن تولوا عن الحق، فيا أسفي على العراق، ورقة ربيع يتقاذفونها بخريفهم! كلما تيبست وكادت أن تلامس الثرى لحداً، رفعها الحكيم بكفه! وأرجعها حدائق الحكومة، فمتى يعي المجتمع أن السياسة لا تدار بالعمامة الخاوية؟ ولا القميص المتمدن؟ إن لم تكن هناك (رؤية وروية, وتجربة)، فلا نتوقع نجاح للعملية السياسية، وأخيرا قالها الحكيم "كتلة وطنية,عابرة للطائفية" فعقلوها برأسه، وأخرجوا من السياسة صاغرين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/03



كتابة تعليق لموضوع : أعقلوها برأسه.. وأخرجوا منها صاغرين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net