صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

تناقض
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لماذا جامعة النهرين ؟ تساءل احد اساتذة هذه الجامعة التي تم احالة عدد من اساتذتها الى التقاعد بسبب قرار من هيئة المساءلة والعدالة باعتبارهم كانوا من المنتمين لحزب البعث خلال فترة النظام السابق ..ويواصل الاستاذ تساؤله فيقول ان اغلب العراقيين لم يتمكنوا في تلك الفترة المظلمة من تجنب الانتماء الى الحزب الواحد لأنه كان بمثابة جواز مرور الى تحقيق احلامهم في التعيين او اتمام دراساتهم العليا او في اشغال مناصب هامة في الدولة فلماذا الاساتذة الجامعيين والكفاءات النادرة بالذات ؟ ...ولأننا سبق واثرنا هذه القضية في هذا الحيز بالتحديد ولم يلق الأمر قبولا من الهيئة فطالبتنا بذكر اسماء الاساتذة واماكنهم وابدى الاساتذة استعدادهم للمثول امام الهيئة وتاكيد شكواهم وهكذا كان ..فاننا نعود لاثارة القضية من جديد بعد أن صدرت قرارات فعلية باحالة بعض الاساتذة الى التقاعد الاجباري رغم عدم اتمامهم المدة القانونية ورغم نصاعة تاريخهم العلمي وتقديمهم على الحصول على درجة الاستاذية ورغم انهم قضوا اشهرا عديدة في خدمة طلبتهم دون ان يستلموا رواتبهم بانتظار ان يتم اسقاط القرارضدهم لكن ماحدث هو العكس ، وهاهم الاساتذة الذين لم يصدر قرار تقاعدهم حتى الآن ينتظرون دورهم في التسقيط ومعهم اساتذة آخرون من جامعات مختلفة وكل جريمتهم انهم كانوا كاغلب العراقيين مجبرين على الانتماء الى حزب البعث !..
بالمقابل ، يفاجئنا مجلس النواب العراقي الذي يفترض ان يمثل اصواتنا ويعبر عن قضايانا ومعاناتنا بالتصويت على قرار العفو العام بعد سنوات من تأجيله وفي نفس اليوم الذي يتم فيه التصويت على قرار اقالة وزير الدفاع خالد العبيدي وكأن في الامر تزامنا ستكشف عنه الايام المقبلة ..واذن ، يمكن ان تخلو الساحة من اساتذة كل همهم تقديم اجيال علمية للمجتمع وتمتلأ بالمجرمين والفاسدين ومن قاموا بالتزوير وبارتكاب جرائم مختلفة فلن تشكل بعض الجرائم مستقبلا مشكلة لمرتكبيها مادام هناك أمل بالعفو عنهم ، وهكذا تنقلب الآية وبدلا من تنظيف المجتمع من ادران الفساد –كما يدعي رجال السياسة المولعون بنظرية الاصلاح الجديدة – سنسمح للجريمة ان تزدهر اكثر في مجتمعنا المتهالك بفعل خيبات الساسة ومناطحاتهم وتناقضات قراراتهم ...
يقول لي كوان يو رئيس سنغافورة :" حينما يسير اللصوص في الطرقات آمنين فهناك سببين : اما النظام لص كبير واما الشعب غبي أكبر " ...ولأننا اعتدنا على تواجد اللصوص بيننا في كل مناحي حياتنا وبدء عمليات الاستجواب للوزراء وفضح ملفات النواب يؤكد ازدهار اللصوصية والفساد حتى بين المتنفذين في السلطة فالنظام اذن لص كبير لأنه يسمح بتواجد اللصوصية بيننا والشعب غبي أكبر لتقبله كل مايبدر من المسؤولين ..سرقاتهم ، فسادهم ، تنافسهم على المناصب ، فنحن جميعا نشارك في ممارسة عملية تجارية خاسرة تقوم على تصدير كفاءات قديرة وعقول مخلصة للخارج واستيراد شرائح فاسدة ومشاريع اجرامية ..نحن متناقضون اذن ؟ قد لانكون كذلك لكننا صامتون ..وحين "يسكت أهل الحق عن الباطل ..يتوهم أهل الباطل انهم على حق " كما يقول الامام علي (ع)...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/29



كتابة تعليق لموضوع : تناقض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net