الدكتور عبد الرزاق العيسى ماذا انت فاعل بوزارة التعليم؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحكى أن البعثيين عندما أستلموا السلطة مرة ثانية عام 1968 طلبوا من الدكتور المرحوم (أبراهيم كبة) أن يستلم وزارة الأقتصاد!
للتوضيح: (د. ابراهيم كبة شخصية أقتصادية مرموقة وكبيرة وله اكثر من 80 كتاب بين تاليف وترجمة عن الأنكليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية، وشغل منصب وزير التجارة أبان فترة الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم، كما شغل أضافة الى ذلك منصب وزارة النفط والزراعة وكالة، وله يعود الفضل الكبير في أصدار قانون رقم 80 الذي ضرب كل المصالح البريطانية والأمريكية في العراق وكذلك يعود له الفضل في أصدار قانون رقم 30 للأصلاح الزراعي والذي وجه ضربة قاصمة للأقطاعيين، والدكتور كبة/ يساري ماركسي ديمقراطي
ولاقى الكثيرمن التعذيب بعد سقوط نظام الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم بأنقلاب عام 1963 على يد البعثيين، والدكتور حاصل على دبلوم العالي في القانون ودبلوم عالي في الاقتصاد من جامعة القاهرة عام 1952 وهو من مواليد 1919 وتوفي عام 2004).
نعود للموضوع وافق الرجل على طلبهم بعد أن أوضحوا له بأنهم ليسوا بعثيين 1963 ! وأنهم أصحاب ثورة بيضاء ويريدون بناء العراق!، فما كان من الرجل ألا أن يقبل طلبهم مادام لمصلحة الوطن والشعب، ولكن الدكتور طلب منهم بأنه هو من يقوم بأختيار الكوادر الوظيفية القيادية والوسطى ومن ذوي الأختصاص, من وكيل وزير والمدراء العامون وبقية الكوادر، ولما رفض البعثيون طلبه! أعتذر هو أيضا عن قبول منصب الوزير!؟
أن سبب طلب الدكتور بأنه هو من يقوم بأختيار القيادات الوظيفية، لأنه هو يعرف تماما بأنه لا فائدة مما سيخطط له ويوجهه أذا كانت القيادات التنفيذية التي تعمل تحت أمرته ليست بالكفاءة والمهنية والتخصص؟
أما البعثيون فقد رفضوا طلبه لأنهم يريدون (تبعيث) كل دوائر الدولة ومؤسساتها وبالتالي تسيس وتبعيث المجتمع ككل؟! والبداية لا شك ستكون من دوائر الدولة بتعيين الكوادر البعثية في المناصب بعيدا عن أية كفاءة أو مهنية وخبرة؟.
فما أشبه البارحة باليوم يادكتور؟؟ وما الذي تغير؟؟ تلك كانت كارثتنا أبان فترة النظام السابق واليوم نعيش نفس الكارثة منذ 13 سنة ولحد الآن حيث الأحزاب الأسلامية تعمل لأسلمة المجتمع!!؟ بعد أن أمتلأت وزارات الدولة ودوائرها بأحزاب الأسلام السياسي؟!
ثم ما فائدة علميتك وأنت المتخرج من جامعة (ليفربول) وخبرتك والتي يعرفها القاصي والداني والتي ستضعها في وزارة نخرتها أرضة المحاصصة السياسية، وسرطان الطائفية والمذهبية كبقية وزارات الدولة ومؤوسساتها؟!،
ثم ألم تكن مستشارا فيها؟ ما الذي فعلته؟ وهل غابت عنك وأنت أبن النجف البار والعارف ببواطن الأمور، بأن المحاصصة السياسية والطائفية، تدخل حتى في تعيين( الجايجي)!، ثم كيف ستقضي على دودة الفساد التي أتت على كل دوائر الدولة ووزاراتها وعشعشت فيها ومنها وزارتك!
ثم هل انك تمتلك الشجاعة! لرفض ضغوط الأحزاب الأسلامية الشيعية عليك في أية أمر؟ لأنهم يعتبرونك أبنهم!!! لكونك أبن مدينة النجف؟!. لا ادري كيف جازفت بتاريخك العلمي والوظيفي الرائع والمشهود له بالكفاءة والنزاهة،
وانت تقبل بمنصب الوزارة قي ظل الفوضى العارمة التي يعيشها العراق، وغياب القانون وسقوط هيبة الدولة واستفحال القوانين العشائرية بدل قوانين الدولة، وسيطرة مليشيات الأحزاب على كل مقدرات البلاد ومفاصل الحياة!،
هل أغراك المنصب ووجاهة الوظيفة؟ هل أغراك المال والراتب؟، وهل أنت في عوز الى ذلك؟ مالذي أقنعك بقبول المنصب؟ فالأنسان النزيه والكفوء والمهني والتكنوقراط الحقيقي من مثلكم، يفترض به به أن لايزج نفسه ويضعها في مواقف ومواقع قد يندم على نتائجها وتجلب له وجع الرأس فاليد الواحدة لا تصفق!، اقول هذا ليس من باب التشاؤم وأحباط الهمم ولكن هذا واقع الحال الذي أصبحنا فيه والذي لم يعد خافيا على أحد.
أخيرا أقول: عندما كنت عضوا في مجلس محافظة النجف أنسحبت بعد أربعة أشهر؟ وعندما كنت عضوا في اللجنة الرئيسية لمشروع ( النجف عاصمة للثقافة الأسلامية) أنسحبت بعد أربعة أشهر أيضا؟ ترى هل ستفعلها ثالثة مع وزارة التعليم العالي وتنسحب بعد أربعة أشهر أيضا؟ أم سيطيب لك المقام فيها وتبقى؟! وانت تعلم جيدا لربما الأسباب التي دفعتك للأنسجاب من مجلس المحافظة ومشروع النجف عاصمة الثفافة الأسلامية، قد تجدها نفسها في الوزارة بل ولربما تجد من الأسباب أكثر مع تغير في الوجوه والشخوص؟ فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر!، فماذا انت فاعل يا دكتور في وزارة التعليم؟.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علاء كرم الله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat