العلم وما أدراك ما العلم . وقل ربي زدني علما.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شرط الله تعالى أن يكون الرد مرتكزا على (العلم) وحده وليس شيء آخر ، ولذلك نراه في كثير من الآيات يطلب من خلقه جميعا ان يتكلموا معه (بعلمٍ) ثم يصفهم بالصدق إن فعلوا هم ذلك فكان تعالى يطلب منهم ذلك على الدام كقوله : ( نبئوني بعلمِ إن كنتم صادقين).(1)
فجعل الصدق مُلازما للعلم . ولكن أيُ علمٍ نختار فالعلوم كثيرة جدا لربما اكثر من عدد البشر على هذه الأرض ولذلك قالت الحكماء : (ما أكثر الشجر! وليس كلها بمثمرِ، وما أكثر الثمار! وليس كلها بطيب، وما أكثر العلوم! وليس كلها بنافع، وما أكثر العلماء! وليس كلهم نافع).
فكثير من العلماء كالأشجار التي لا تصلح إلا أن تكون حطبا. وقد سُئل إعرابي من أسوأ الناس حالاً؟ فقال: (عالم يجري عليه حكم جاهل). وقيل لعالم كان عارفا بأحوال الناس . كيف عرفت الناس ؟ فقال : ( ما قرأت كتاب رجل او استمعت إلى كلامه إلا عرفت مقدار عقله).
ولذلك عندما يتم مدح عالم يُقال له : (كان الفهم منه ذا أذنين، والجواب ذا لسانين). ومن هنا فإن الله إذا أراد بعبدِ خيرا فقّههُ في الدين وإذا استرذل عبدا حضر عليه العلم كما في الحديث : (إن الله إذا استرذل عبداً حظر عليه العلم).
وفي عالم الشجاعة والرجولة والفحولة والبطولة فإن اسهل طريقة لقهر الأعداء هي (العلم) فقال سيّد الشجعان علي ابن ابي طالب عليه السلام : (إذا أردت أن تقهر عدوك فازدد علما). فجعل العلم سلاحا لا يُقهر.
فما احوجنا إلى تنمية عقولنا بدلا من تنمية اجسادنا. لأن تنمية الجسد إلى ذبول وكبر العضلات إلى افول والعلم باقٍ لايزول . حتى لو مات الانسان نسى الناس جسمه وشكله وبقى علمه. ولذلك قال الله على لسان نبيه : (اطلبُ العلم من المهد إلى اللحد). لا بل أن الله جعل طلب العلم فريضة مثل الصلاة والصوم والحج والزكاة فقال على لسان نبيه : (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلم ومسلمة). فلا تعجب إذا كان أول اتصال للسماء بالأرض بكلمة واحدة ذات أربع حروف : (إقرأ).نزلت على قلب رجل يحمل اسما ذا اربع حروف (محمد). في كتاب ذا اربع حروف (قرآن) في غارٍ ذي أربعة حروف (حراء) على جناح ملك ذو اربعة حروف (جبريل). فما اصغر واقل هذه الحروف وما اكبر حجمها وخطرها في موازين العلم.
ومن لم يذق مُر العَلُّمِ ساعةً ــ تجرع ذُل الجهلِ طُول حياتِهِ
ومن فاتهُ التعلِيمُ وقت شبابهِ ـــ فكَبِّر عليه أربعاً لِوفاتِهِ
وذاتُ الفتى والله بالعِلمِ والتُّقى ـــ إذا لم يكونا لا اعتِبارَ لِذاتِهِ.
أما آن لنا أن نقرأ. يا أمة لا تقرأ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سورة الانعام آية : 143.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى الهادي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat