النص الجيد يحمل جواز سفره وتأشيرة دخوله لقلوب القرّاء .
حاوره عبدالحسين بريسم
عرفته قبل اكثر من عقد من الزمن هناك في السلمانيه ذلك الشاعر الذي يعشق الشعر والاصدقاء والسليمانية يكتب الشعر بلغتين الكردية والعربية ولديه حضور فاعل في المشهدين تراه يوزع الابتسامة والشعر على محبيه شاعر ومترجم ويكتب ايضا للاطفال واصدر العديد من المنجزات منها ديوان ( الامتزاج -١٩٩٢)
ديوان( الفصول الانقطاع-١٩٩٧)
ديوان (المويجات-١٩٩٩)
ديوان( معطرة بأنفاسك -٢٠٠٠)ـ ترجم دواوين (كاظم السماوي ود- خزعل الماجدي ود- محمد حسين آل ياسين وأمل الجبوري واسكندر حبش) الى الكردية .
شاعر ومترجم وصحفي يكتب منذ الثمانينات من القرن الماضي وينشر في الصحف والمجلات كردية وعربية داخل وخارج كردستان . له عشرين كتاب مطبوع موزع بين دواوين شعرية ومسرحيات شعرية و دواوين مترجمة وكتب لأطفال وأنطولوجيات شعرية ولقاءات صحفية عن كل ذلك كان هذا الحوار معه
-قبل البداية لابد ان نحاورك عن – البدايات ومن اخذك الى محرقة الشعر
----
لا أكتمك سرا .. إذا قلت منذ الطفولة وانا احس بنفسي باني ميال الأدب ومنذ فتحت عيني على هذه الحياة ، ارى الأشياء بنظرة مختلفة وبعيدة عن سائد الأشياء .. وهذا جعلني منذ الصغر في مرحلة الابتدائية بأن يكون لي قدرة على التعبير في شرح مكامن الأشياء وان ابصر الكتل وماورائها ، طبعا في اول الامر ليس بالعمق المطلوب ولكن رويدا رويدا كبرت هذه الموهبة وفي بادي ء الامر احست بقدرتي الشفهية على التعبير وبعدها نمت عندي قدرة الكتابة ، وأتذكر اول محاولاتي الشعرية في نهاية السبعينات وكنت طالبا في المرحلة الخامس الابتدائي .. فكتبت قصيدة نوعا ما بسيطة ولكن استحسنت رأي أساتذتي آنذاك وكانت تحت عنوان ( الطالب) قصيدة للأطفال وقرأتها في تجمع طلاب مدرستي ليوم الخميس .. وهذا كانت البداية .
- هناك علاقة كبيرة نجدها مع المكان في اشتغالات الشاعر اوات كيف تقراء هذا وماذا يعني المكان لذيك
-----
انا مسكون بالمكان منذ بداياتي الشعرية وهذا واضح وجلي في تجربتي التى قاربت ٣٦ سنة .
وحتى في سفراتي الكثيرة والبلدان التي زرتها يسكنني المكان وتحتويني بالصورة التي كلما حل ركابي في آية أرض يكون لها موقع على خريطة تجربتي . وأن داخل أعمالي الشعرية والنثرية والتي كتبتها بالكوردية او العربية .. تجد محطات كثيرة وانا توقفت عنها وو صفتها بجمالها وقبحها بأناسها وجمال نسائها ومناظرها الخلابة ... فقد سكنني المكان وانا عشت تفاصيلها الدقيقة .
- السليمانية المدينة اخذت منك واعطتك – ماذا تقول في ذلك
.....
سليمانية مدينتي وجنتي المعهودة .. وأرض مولدي ومكان انطلاقتي الادبية ، عشت صغري فيها وكملت مراحل دراستي فيها لغاية انتقالي الى المرحلة الجامعية .
وإنها بالنسبة لي كتاب مفتوح وحضن دافيء ومنبع ثقافي ... بجمالها وطيبة اَهلها وكرمهم وعدم انغلاقها على الغرباء .. فهي بحق مدينة ناشنال كوردية وانتر ناشنال للزائرين .
وعلاقتي بها .. علاقة طفل بأمها. فكلما اسافر وابتعد عنها بمجرد ان أوصل البلد التى سافرت لها يبداء حنيني لها وكتبت اكثر من قصيدة في مديحها .
- انت تكتب الشعر بالعربية والكردية وكيف يحصل ذلك
... لأجادتي اللغتين ، كتبت بالكوردية والعربية ... وكذالك لمعرفتي بأن قراء لغة الضاد اكثر عددا و تلمست انتشارا اكثر في المساحتين ، ولكن دون اغفالي لغتي الأصلية فأنا في الأساس شاعر كوردي ولي جمهوري ومتابعي وقد نمت هذه العلاقة لأنشغالاتي الطويلة في مجال الأدب الكوردي .. وحتى هذا انعكست على نتاجاتي ، فمن خلال ٢٨ كتاب مطبوع لي وزعت بين الشعر والترجمة والمسرحية الشعرية وكتب أطفال قصائد وقصص وأنطلوجيا شعرية ،حصتي باللغة الكوردية ٢٠ مطبوع والبقية ٨ ثمانية ، كتبتها لو ترجمتها الى الغربية . وهذا خدمني مثلما خدمت مثقفين غيري من خلال ترجمتي لأعمالهم الى العربية او بالعكس .
- كيف تولد الفصيدة لديك وماهي طقوس الكتابة عندك
.....
القصيدة وليد لحضتها ، فليس لي وقت معين لكتابة قصيدة . ولكن هناك مخاض تبداء قبل البدء بكتابتها وفور انتهائي من عملية الولادة .. احس بنوع من الحنين الى الرجوع الى منابعي الأصلية ... طفولتي ... محلتي ... اصدقائي القدامى .. وهكذا .
- تعمل العلاقات الشخصية على بناء الشهرة الشعرية كيف تقراء هكذا طرح في المشهد الشعري العراقي
....
هذا السؤال ، خارج سياق الأسئلة السابقة ولكن يخدم متن النص الشعري ... لذا يثيرني بان أجاوبه ، نعم العلاقات الشخصية تلعب دورا كبيرا وفاعلا في تجمع القرّاء حول شاعر معين ولكن لايكون سبيلا الى وصول القرّاء آلى فهم النص ، بمعنى آخر الشاعر الخلاق يوصل فكرته حتى لو يكن قرأة متأخر .. مثلا لم نكن في زمن رامبو نحن ... ولم يكن يعرف إيجاد فن العلاقات العامة ، لان طرق التوصيل الحالية لم تكن متوفرة ...،ها قد وصل وشق طريقه الى قلوبنا .
فالنص الجيد يحمل جواز سفره وتأشيرة دخوله لقلوب القرّاء .
- هل من جيل جديد في الشعرية الكردية يولد الان
.....
حسب أعتقادي الشخصي ... تضائل الاهتمام بالشعر وتوجهت أنظار الشباب الى كتابة نصوص سردية من الرواية والقصة والاقصوصة، وهذا مرجوع الى أسباب كثيرة منها انعكاس حركة الترجمة الى اللغة الكوردية والتى جلت اهتمامها الى ترجمة روايات وسرديات عالمية الى لغتنا فذهبت الأنظار سوق صناعة الكتب والترويج لها الى هذا المضمار ... ولكن هناك ايضا مهتمين بكتابة الشعرية ومخلصين لهذا الفن الراقي والأزلي . نعم ايضا هناك كثرة ايضا يكتبون القصيدة ويكونون نوات جيل شعري مستقبلي .
- من هم الشعراء الذين تجد فيهم اخلاصا ومنجزا شعريا في كردستان بالاخص وفي العراق بالاعم
........
هناك ثلاثة انواع من الشعراء في كوردستان ... أولا : شعراء مهمين وجيدين وأخذوا حصتهم من الشهرة وانتشروا ولهم جمهورهم الخاص ومتابعيهم . ثانيا: شعراء جيدين ولكن لم تلتفت الاعلام الى منجزهم .. ولم يأخذو فرصتهم في الانتشار وهذا ما جعلني بان اصدر إنطلوجيا شعري لهم ولمنجزهم لكي يلتفت النقد والقراء لهذا ألكم الجيد من الابداع الهامشي ولكن مهم . ثالثا : شعراء يكتبون وينشرون .. ولكن ضمن سياق السائد ، فيكون دورهم وتأثيرهم كساحبة صيف .. ولا يمثلون مرحلة معينة ونوعية من الشعرية الكوردية .
وحسب رأي الشخصي ، ينعكس هذا على المشهد الشعري العراقي ايضا ... ولا أتطرق الى ذكر الأسماء لوضوح المشهد دون ذكر آيه شخصية للمتتبع الجدي .
- ماذا اردت ان تقول في لا ياتي احد بعد مجئ النهاية
.......
ديواني ( لايأتي أحد بعد مجيء النهاية ) وليدة قصيدة معينة عندما كنت راقدا في مستشفى إنعاش القلب لغرض إجراء فحص قسطرة ،وفي لحظة معينة أحسست بأحساس غريب جعلني أنتظر لا أحد لكوني منظر أجراء هذه التجربة المعقدة برأي .. وكونت لبناة الأولي لقصيدتي ..وسميتها ( لايأتي أحد بعد مجيء النهاية ) وبعدها كتبته في مرحلة لاحقة . وسميت ديواني بها تخليدا للحظة وللشاعرية الجملة ... ألا تتفق معي ....؟! .
- هل لديك خصوما في المشهد الشعري العراقي وخاصة في السليمانية
......
لا أعتقد ... فمحبتي للجميع ، هذا حسب رأي ، أما أختلاف ووجهات النظر واردة ... ومادام أنا مؤمن برأي ورأي الاخر ، والحوار .. فلا أعتقد هناك مساحة من الحقد في تكويني الشعري والشخصي .
- ماذا تريد من الشعر
......
الشعر سلواى ومدينتي الفاضلة ومكملة لتكويني الكينوني ، توازن مايدور في هذا الارض من خرق على الجمال و نوع من ممارسة حريتي الذاتية وكتابة مشاعري اتجاه الآخرين .
- ماذا تريد من الاخر
......
أنا كائن أجتماعي ... فالأخر مرآتي و ونيسي بهم تكتمل لوحتي وبدونهم لا أطيق هذه الحياة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat