صفحة الكاتب : هشام شبر

طفل في السبعين عام
هشام شبر
 رجل  في السبعين عاما  يجلس  وسط محله  الذي تشير اللافتة الموضوعه واجهته انه يبيع الهواتف  الحديثة  دائم الهذيان هو مع نفسه  ودائم الحزن الذي   ظهر على شكل احمرار في عينيه  نهض  واتجه صوب الباب  نظر الى حيث  نقطة بعيده  حيث اللا هناك   لا يراها سوى هو  ابتسم   وهو يخرج من جيب  قميصه علبة السجائر  اخرج  منها واحده  واعدا العلبه  الى جيبه  ثم اشعلها  وراح يدخن   وهو عائد الى حيث مقعده وسط المحل  وهو يسحب انفاس سيجارته التي قبلت انفاسه   سمع صور رنين هاتف   مد يده وتحسس  هاتفه في جيبه  وتاكد انه ليس هاتفه   عاد الى حيث  دهشته واجترار الذكريات  وهو يرسم من دخان سجارته  دوائر عمره  وفجاه سمع صوت رنين الهاتف مرة اخرى  نهض ربما كان هاتف احد الماره  لكن الصوت  استمر   التفت الى حيث  معرض الهواتف  في منتصف محله  وهنا تصاعدت دهشته  لان الرنين كان صادرا من المعرض اي من احد الهواتف المغلفه  في علبها  والتي هي دون  بطاريه  تقدم  وفتح باب المعرض  دنا من العلبة الاولى ثم الثانيه والرابعه والعاشرة وتوقف حيث العلبة الثالثة والعشرون  حيث الصوت  امسك بالعلبة بيد ترتجف  خوف  لهفة دهشه  فزع  وفتحها  وازال عن الهاتف  الاغلفه التي تحفظه   ومن ثم فتح هيكله  وتاكد من انه بلا بطاريه  لكنه كان يصدر رنين اتصل   ضغط على زر الاتصال  وقال  بخوف وفزع  الو   وهنا  تنهد سقوطا على الارض  وهو يسمع صوت فتاة تقول له  صباح الخير  تلعثم  وتعرق  وفتحت عيناه بكل مساحاتها  واخيرا اجاب  من معي  قالت  انا  من كنت اتلهف للحديث معك انا معجبة بك حد الجنون  انتظر مني اتصال   قال لها  لحظه لحظه  من انت  ومن اين تتصلين  قالت  انا ميته  واتصل بك من عالمي من العالم الاخر  انتظر اتصالي  ف سوف اشتاق اليك بقدر الله   مع السلامه حبيبي اغلقت الهاتف واغلق هو عينيه  وهي تمطر دموع  طفل في السبعين عاما هو  اول مااحب احب ميته  يالسخرية القدر  فتح عينيه  وادار الهاتف كان بلا بطاريه  ولا شريحه  ولا حتى شحن  تاكد من الاتصال  كان هناك اتصال في قائمة المكالمات  نهض  سريعا نهض  واغلق النور في المحل  ومن ثم خرج واغلق  باب المحل  واستدار وهو يهذي بكلاماتها التي رددتها على مسامعه  قالت  انا  من كنت اتلهف للحديث معك انا معجبة بك حد الجنون  انتظر مني اتصال   عشرون الف امراة قتلت في الحلم  ومات هو  ولكن الان حقيقة لقد سمع صوتها  وتبادل الحديث معها  تحسس جيبه  ليتاكد من ان الهاتف الجديد قد وضعه في جيب قميصه الملاصق لقلبه المتعب  هذيان  وصل بيته  وهو لا يعرف كيف وصل  فتح الباب  والقى بنفسه  بحضن اريكة تتوسط الغرفة المظلمه حد البكاء وبقي منتظرا اتصالها الثاني   طويلا انتظر سنينا انتظر  حتى قارب عمرة الثمانية والثمانين  حينها  رن الهاتف  هاتفه الذي بلا بطاريه  ولا شحن ولا شريحه  مد يده الى حيث هو  ووضعه على اذنه وقال الو   اين انت  اشتقت اليك اشتقت جدا وجدا وجدا   احبك  بقدر الله  كما تفعلين انت
الو الو  انا مذ اتصلت بي احسست بالحياة  الو الو  ..ولكن  لا اجابه  حينها  اعلن  البكاء وتيمم وراح يسبح بدموعه  عسى ان يتقبل منه الحزن بعض  تجربه  وياتيه بها  تلك التي سكنت فؤاده  وهو على هذه الحاله  رن الهاتف  وشهق هو شهقة الموت  وفارق الحياة  وسط صوت الفتاة وهي تقول الو الو حبيبي اين انت  الو الو .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/15



كتابة تعليق لموضوع : طفل في السبعين عام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net