صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

الغلو والتقصير
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا غلو و لا تقصير بل معرفة بحقهم عليهم السلام .

الملاحظ في القرآن و كذلك الروايات هو تخطئة كلا المنهجين ( أي الغلو و التقصير )
و الأمر بمنهج واحد يعتمد فيه نفي الغلو الذي هو افراط و نفي التقصير الذي هو تفريط ، و أن هذا النهج الوسط من الدقة بمكان يصعب المحافظة على تجنب الوقوع في أحد الطرفين .
فكما أن الغلو ذو درجات كذلك التقصير أيضا شدة و ضعفا و أن محذور التقصير لاسيما في بعض مراتبه ليس هو بأدون من محذور الغلو و أن النجاة في سلوك نهج التعرف و كسب المعرفة بكيفية مقاماتهم و مراتبهم عليهم السلام و التسليم الإجمالي أثناء ذلك السلوك .
و قد وقف أئمة أهل البيت عليهم السلام قبال ظاهرة التقصير في معرفة الأئمة عليهم السلام نظير وقوفهم أمام ظاهرة الغلاة حتى فشى و انتشر عند أصحاب الأئمة عليهم السلام أن الغلو و التقصير في الزيغ سواء .
و هذا المعيار تلقاه شيعتهم بتعليم منهم عليهم السلام .
و قد ورد مكررا تأكيدهم على زيارة قبورهم بحال كون الزائر عارفا بحق الإمام حق معرفته و ان أدنى حق معرفة الإمام كونه منصوبا منتجبا من قبله تعالى لهداية الخلق
فمحذور التقصير يؤدي بصاحبه إلى الإنكار و الجحود و بالتالي إلى نقص الإيمان أو المروق منه و من ثم ورد مستفيضا أو متواترا الحث على التسليم و أنه من صفات الإيمان الكبرى .
و من هذا الباب ما ورد من حرمة الرد للأحاديث المروية و إن كانت ضعيفة السند ، و هذا الحكم و إن لم يكن بمعنى حجية و اعتبار الروايات الضعيفة إلا أنه يعني فيما يعنيه وجوب التسليم الإجمالي لما صدر عنهم عليهم السلام فضلا عما يتولد من الأخبار الضعيفة نتيجة تراكم حساب الإحتمالات من تولد المستفيض و المتواتر أو الموثوق بصدوره .
و هذا الحكم قد اتفق عليه علماء الإمامية ، فاللازم في الخبر الضعيف رد علمه إليهم عليهم السلام و التسليم إجمالا بالواقع و حقائق الدين و إن لم نعلمها تفصيلا ، و لا يسوغ الرد و الإنكار و لا المبادرة بالنفي و الإنكار .
و لا يسوغ المبادرة بالإجابة بنفي ثبوت الأمر الكذائي أو زعم أنه لم يقم دليل عليه و نحو ذلك من التعابير مع عدم المراس و الخبرة المعرفية في تلك الأبواب و مع عدم الإحاطة بأقوال علماء الإمامية على اختلاف مشاربهم و مبانيهم .
فالحري في مثل ذلك التوقف قبل استتمام الفحص كما هو ديدن فتاوى الشيخ المفيد في المسائل العقائدية .
و هذا هو منهج السالك المتعلم من علومهم عليهم السلام على سبيل النجاة و أما المبادرة بالنفي و الإنكار فهو طابع و منهج التقصير و المقصرة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/11



كتابة تعليق لموضوع : الغلو والتقصير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net