صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

العاهرة والسياسي
اسعد عبدالله عبدعلي

عاد الأستاذ إلى قصره بالمنطقة الخضراء, بعد يوم طويل من السياسة, حيث كانت الاجتماعات السياسية على أشدها, في محاولة للخروج من أزمة البلاد, فالسياسي الإرهابي يقترح حكومة جديدة, وتكون فقط من الصقور السياسية, فلا مكان للحمائم, وفريق سياسي أخر يفكر بحكومة محاصصة جديدة, للحفاظ على المكاسب, لكن تحت عنوان حكومة متنوعة من كل الطوائف, وسياسي بعثي يقترح أن نجري انتخابات مبكرة, كي تضيع البلد, أنها حمى السياسة التي لا تنتهي مشاكلها.

كان يفكر بعمق بأحاديث الساعات الأخيرة, (( مشاكل السياسة هي الباب الذي نكسب منه دوما, فلا احد يبحث عن حل حقيقي, لأنهم يدركون أن في نهاية المشاكل زوال نعمتنا, لذا استشعر أن جهود الكتل السياسية تتجه نحو ديمومة المشاكل, هاهاهاها, كم أنت مسكين أيها الوطن والشعب )).

دخل الأستاذ إلى غرفته الخاصة, وشرب كأسا من الخمر, عسى أن تزول همومه السياسية, جلس ليطالع كتاب عنوانه "الحكومة الإسلامية"! وكان يوميا يطالع فيه مع رشفات متتابعة من كؤوس الخمر.

الساعة تقرب من الواحدة صباحا, قرر أن يعيش ليلة حمراء, قلب صور بعض الفتيات في حاسوبه, فاختار واحدة لهذه الليلة, حيث بقي يتطلع في تفاصيل الصورة, سمراء ذات عينين واسعتين, أعجبه تفاصيل جسدها, فصاح على خادمه المطيع جويسم.

-         جويسم, جويسم.

-         نعم سيدي.

-    ألان تذهب بال( الجكسارة*) على وجه السرعة, نحو عنوان أعطيك إياه وتأتيني بهذه الفتاة, هذه صورتها, أنها عاهرة, واسمها شهد. 

-         تدلل أستاذ.

-         لك نصف ساعة أن زادت دقيقة أعاقبك.

بقي يقلب صفحات الكتاب مع كؤوس الخمر, وينظر بين فترة وأخرى إلى الساعة, حتى دخل عليه جويسم مع فتاة الليل شهد.

-         سيدتي جئتك بالفتاة, قبل أن تنتهي النصف ساعة, الا  استحق مكافئة مجزية.

-         أيها الأحمق, اخرج وأغلق الباب.

-         بالعافية سيدي.

-         يا ابن الكلب يا جويسم ,اذهب قبل أن افرغ مسدسي براسك.

واخذ الفتاة للفراش, ليمارس جنونه السياسي, فالعهر والسياسة يغلب عليها الارتباط, لتنتج كل الأفعال غير الشرعية.   

وقفت شهد للمغادرة, بعد ساعة من اندماج العهر بالسياسة, ملئت جوفها من كؤوس الخمر, عسى أن تسكر وتفقد الإحساس, كي تنسى رائحة العجوز السياسي ونتانة جسده, وطالبته باجرها:

-         ادفع أجرة الليلة.

-         وهل تخافي أن اغدر بك, أو امتنع عن منحك أجرك؟

-         بالتأكيد, فأنت سياسي والسياسي العراقي دوما لا يؤتمن!

-         هذا كلام خطير, اتهام يستحق محاكمة عسكرية, لكن يبدو انك سكرانة, سأسامحك.

-         بربك’ ههههه, أضحكتني أيها السياسي.

-         ولماذا تدعيني بالسياسي؟

في تلك اللحظة, كان الخمر قد أطاح بكل محذورات شهد, وتحولت لفارس لا يهاب الموت, فقالت للأستاذ.

-    لأنها شتيمة, عندما يريد احد أن يحقر شخص فيقول له أنت سياسي, أي كذاب ومنافق ولص وداعر وحقير, هكذا يفهمها الناس. 

-         أيتها العاهرة, تشتمينني! أذن لن أعطيك أجرك, اغربي عن وجهي.

-         أيها "السياسي" أنا اشرف منك, فلا اخذ حقوق الناس ولا اسرق خزينة البلد, ولا أريد فلوسك القذرة.

فاشتاط غضبا الأستاذ السياسي, وقررت أن يعطي العاهرة درسا.

-         جويسم, جويسم أين أنت أيها الأحمق؟

-         نعم سيدي, قل فأطيع.

-         خذ هذه العاهرة وادفنها في حديقة القصر الخلفية.

-         حاضر سيدي, سيتم دفن العاهرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/08



كتابة تعليق لموضوع : العاهرة والسياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net