المجتمع العراقي ... والسير الى المجهول
حيدر عباس الطاهر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر عباس الطاهر

سرد لنا التاريخ المعاصر ، العديد من القصص والحالات التي مرت بها الشعوب ، من حروب وكوارث واوبئة ، وحجم التأثيرات النفسية و الاجتماعية على سلوك الشعوب .
على الرغم من قصر تلك الفترة ، قياساً بما مر على الشعب العراقي من حروب وويلات ، تمثلت بحرب الخليج الاولى ،وحرب الخليج الثانية ،الحصار الاقتصادي الجائر ، بحجة سلاح الدمار الشامل ، وما اعقبه من اسقاط النظام ، ومرحلة الفوضى الخلاقة على منظور كوندليزا رايس .
حقبة زمنية طويلة امتدت الى اكثر من جيلين ، استخدم بها ابشع وسائل القتل ،ومناظر الدمار والخراب ، والتجويع الجماعي ، كل هذه العوامل ، ادت الى ايجاد مجتمع مريض ، يعاني من افرازات ، فترة زمنية عصيبة ، كان نتاجها ارتفاع في نسبة الجرائم البشعة، وارتفاع حالات الانتحار ، والشذوذ الجنسي ، وحلات المثلية ، وزنى المحارم ، وتعاطي الحبوب المخدرة ، وارتفاع حالات الطلاق التي وصلت الى ٧٠% خلال العشر سنوات الاخيرة ،
والعنف الاسري والتحلل الخلقي ، والاتجار بالجنس ، وغيرها من الحالات التي لم تطفو على السطح بشكل واضح خوفاً من تصفيتها ، من قبل الحركات والجماعات المتطرفة .
تنتظر الوقت الذي تظهر فيه الى العلن مثيرة استغراب المجتمع ، لفداحة الظاهرة وخطورة اتساعها .
وما ستشكله من خطراً كبيراً على الاجيال المقبلة ، فلا نستغرب من نشوى جيل متحلل اخلاقياً ، غير قادر على الابداع والتجديد ، غارقاً في دوامة ضياع الشخصية ، لا يعير للقيم والعادات والتقاليد اي قيمة ، وخاصة ان العراق مستهدف من دول الاقليم لتدميره وتفكيك النسيج الاجتماعي ، للوصول الى تقسيمه على اساس طائفي وعرقي ليكون دويلات صغيرة بشعوب محطمة ، غير منتجة ، لا تعلم اين محلها من الاعراب.
يجب ان نعترف إن الوطن يمر بمنعطف خطير يهدد هويته ، يحتاج منا الى وقفة واعادة الحسابات ودراسة شاملة للواقع ومعرفة النتائج التي ستأول اليها الاوضاع .
يتطلب الامر الى وضع خطة شاملة تستند على تجارب الشعوب للخروج من حالة التحلل والاندثار ، وتظافر جميع الجهود ، ابتداءً من الاسرة والبيت ،الى مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني ، والنخب المثقفة ، للعمل على تصحيح المسار والاتجاه نحواستعادة القيم ،والعادات الاصيلة التي حفظها لنا اسلافنا من جيل الى اخر ، ولولاها لما كانت هنا دولة وتاريخ بحجم العراق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat