صفحة الكاتب : كفاح محمود كريم

كتاتيب الديمقراطية وحيلة الأرزاق!
كفاح محمود كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   كثرت هذه الأيام وخاصة بعد النجاح المنقطع النظير الذي حققه فلم  الربيع العربي، باستبداله أنظمة دكتاتورية بمنظمات إرهابية أو جهادية أو دينية ومذهبية، إلى جانب مئات المنظمات التي غصت بها قاعات الفنادق وشوارع ومنصات الخطابة، وامتلأت من ضحاياها رفوف أقسام الطب العدلي في المستشفيات، حيث يرقد هناك مئات أو الآلاف من ضحايا تلك المنظمات بكل أشكالها الفسلجية أو الفكرية، خاصة وأنها تنتشر كالنار في الهشيم أو الفايروس في جسد منهك وضعيف، بعد أن أزالت الدكتورة أمريكا كل إشكال المناعة فيه لاستقبال الكائن الجديد!

 

     أقول قولي هذا وأنا أراقب مجاميع من الأحزاب التي تحكم باسم الرب والدين، ومنظمات بمختلف التسميات التي تلف وتدور حول حقوق الإنسان والتعايش بين المختلفين، و( كتاتيب ) تعليم الديمقراطية وممارساتها، لشعوب أدمنت حكم الواحد الأحد، ربا للأسرة كان أو إماما للجامع أو مختارا للقرية أو شيخا للعشيرة، وصولا للقائد الضرورة الذي يتعرض لذاته من فاقدي العقل والإيمان، يشوى على نار هادئة حتى يعرف الحق من الباطل؟

 

     هذه المجاميع أو المنظمات أو المراكز ( الإستراتيجية ) التي يقود معظمها أولئك الذين ينطبق عليهم الدارج العراقي البليغ ( لحاسين الغيم ) وهو دارج يطلق على ( الكلاوجية ) أو ( الفهلوية ) بالدارج المصري، من العاطلين عن العمل، الذين جربوا كل الأعمال وفشلوا فبدأوا ( بلحس  الغيوم ) لتلقيط رزقهم، من خلال تلك المنظمات والمؤسسات والمراكز التي أنتجتها انتصارات الربيع العربي وباكورتها في بغداد، حيث أنها وبعد إن تجاوزت شهادات سوق مريدي أو بعض الجامعات المنتجة في دكاكين البقالة الأكاديمية وشهاداتها، بدأت بالاندساس إلى عالم سياسيي المصادفة أو برلمانيي النصبة أو مسؤولي الأحزاب والميليشيات الذين تحولوا بقدرة قادر إلى أعلام اجتماعية وسياسية بعد أن فقدوا بوصلة الحكمة والحلال وتمثيل الأهالي بشكل حقيقي.

 

     لقد غصت كوردستان والعراق وبقية دول الشرق الأوسط بآلاف المنظمات والمراكز الإستراتيجية التي تشبه إلى حد كبير دكاكين البقالة، وباستثناء القلة القليلة منها التي لا تخضع لهذا التوصيف فان الغالبية منهم  يعزفون على أوتار لا يهتم بها إلا تجار وبقالي الربح السريع من أصحاب دكاكين المنظمات واللف والدوران لإكمال عملية النصب والاحتيال برؤوس الغالبية المخدرة أو المسطحة أو الأمية، حيث تجاوزت أعداد هذه المنظمات والجمعيات الخمسة عشر ألف منظمة مدنية ومركز دراسات ومؤسسات بمختلف التسميات والعناوين لا يعلم بها إلا الله والراسخون في علم العمولات والذي منه!

 

     الزبدة كما يقولون ليس الاعتراض على العدد رغم انه يقع في باب المشبوهات، لكننا نستغرب هذا الكم الهائل من سفراء السلام وأصحاب الشهادات التي انتشرت هذه الأيام وتحولت إلى جسور للفاشلين، يعبرون عليها أو من خلالها إلى عالم المناصب، في دول لا تمتلك لحد اللحظة احترام سكانها، فما بالك من كونها مصنفة أفشل دول العالم، وأنت سفيرها للسلام، أو حامل شهادة من تلك المنظمات ومراكز الفهلوة والكلاوات!

 

     إنها أمراض وأوبئة لا تختلف عن تلك التي كانت تفتك بالناس أيام الطاعون والتيفوئيد، والفرق بينهما إن الأولى تسببها جراثيم وفايروسات والثانية أي ما نتحدث عنها تقف وراءها عصابات للمافيا ومجاميع من السراق والنصابين الذين يعتمدون الديمقراطية وحيلة الرزق في جمع سحتهم الحرام!

 

     حقا إن السرطان ليس المرض الوحيد الذي لا علاج له إلا الموت!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كفاح محمود كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/03



كتابة تعليق لموضوع : كتاتيب الديمقراطية وحيلة الأرزاق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net