صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

عندما تلد البغال حميراً..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تطرق الدكتور علي شريعتي الى الأستحمار في عدة مواضيع حيث يقول(يعتمد الإستحمار القديم غالبا على الدين بينما يعتمد الإستحمار الحديث على الإلهاء و المعركة الإلهائية و التمويهية – على حد تعبير شريعتي – كإثارة الخلافات الطائفية و المذهبية و النزاعات الدينية من أجل تمرير مشروعه).
لاتفكر لاتناقش, هذه المرحلة الأشد خطورة من الأستحمارالديني, التي وصل اليها, بعض المجتمعات, فهذه المرحلة أنتجت جيلاً جديد, خليط بين الأستحمار, والأستغباء, لينتج لدينا جيلاً جديد في الحياة العامة يعاني"الأستبغال".
هذه الحالة الفريدة من نوعها, لم يألفها الشارع العراقي, لاقديماً ولاحديثاً, أبتلينا بها حالها حال الفتن والمشاكل التي يمر بها البلاد, نتج لدينا جيلاً جديداً عقيم التفكير, ليس له القدرة على أتخاذ القرار, جل مالديه هو حمل الأثقال والسير بها في الطرق الوعرة والخطرة, تبعا لرغبات السائس الموجه لها.
نمت هذه الحالة في عديد من الأحياء الفقيرة والمعدومة, نتيجة الفراغ الفكري والثقافي, في تلك المناطق,ونتيجة عدم الأهتمام الحكومي بتقديم الخدمات, وكذلك حالة الشحن العقائدي الموجودة لدى هذه الفئة, ضد باقي أبناء الوطن الواحد, جعل منهم يعيشون حالة من الأنعزال الفكري ومن ثم تشكيل منظومات خاصة بهم, جمعت مابين النطيحة والمتردية, لتنتج جيلاً جديد من المستبغلين.
أشد الأنواع خطورة تلك التي يكون فيها الفرد, مجرداً من كل صفات الأنسانية, والشعور بالمسؤولية أتجاه أبناء جلدته, فتجده مرة يرقص واخرى يغني, وتارة يرقص,وأخرى يقتل بأسم الدين, ومرة يناقش العلماء في جزئيات المسائل الشرعية,واخرى سياسي محنك خبركل دهاليز السياسة, حتى أختلط علينا الألون والبغال فالكل يدعي أن لونه أبيض خالي من الشوائب , ونسي أنه بغل من نسل حمار.
تختلف هذه الحالة من منطقة الى أخرى, ففي الغرب نجد أن الحالة أنتشرت منذ عام 2003, ,اصبحت من الصعوبة أيجاد الحلول لها الا بالقضاء على تلك القطعان, لكونهم توالدوا أجيالاً جديدة, وأضافوا جينات عديدة مختلفة من جنسيات مختلفة, حتى أن الجيل الجديد أصبح الأبن يقتل أباه, والأخ يقدم شقيقته جارية للأجانب, وأمراءة سبعينية تفجر نفسها, بدل أن تجلس في محرابها طالبتاً التوبة, وكثيراً من الحالات التي أصبحت ماركة مسجلة بأسم الغرب العراقي.
بدءت بوادر هذه الحالة, في الأنتشار في المناطق الأخرى من البلاد, تزامناً وتضامناً مع غربه, حتى أن هناك ردود أفعال كانت بتوجيه من غربه, الشارع العراقي متخوف من هذه الحركات التي لاتعرف الى ماذا ترمي وماذا تريد, في كل حركاتها المشبوة, التي تريد خلط الأوراق وأراقت الدماء وأدخال البلاد في الفوضى الخلاقة.
ساسة البلاد الا ماندر, ساهموا بشكل واخر, في أنتشار هذه الحالة المرضية, الفريدة والجديدة على مجتمعنا, بسب عدم تصديهم الحاسم لتلك الأفكار المنحرفة, والتعامل معها على أساس المصالح الحزبية الضيقة, في سبيل البقاء أطول فترة ممكنة في سدة الحكم, ولو على حساب دماء العراقيين, ففوضت البغال لتلد حميرا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/02



كتابة تعليق لموضوع : عندما تلد البغال حميراً..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net