لا بارك الله بكم ولا بجمعكم
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

أقولها ملء الفم وبأعلى صوت لا بارك الله بكم ولا بجمعكم وحشركم الله جميعا مع الشياطين في قعر جهنم , لأنكم فاسدون وسارقون ومجرمون , سلبتم منّا فرحتنا , سلب الله منكم أعماركم .
تدّعون النزاهة وأنتم جميعا فاسدون , وتدّعون الوطنية وأنتم أبعد الناس عن الوطن وهمومه , وتتحدثون عن الكفاءة وجلّكم لا يستحق المكان الذي هو فيه , حملتم الدين غطاءا واختبأتم خلفه وأنتم جميعا لا دين لكم , أي بلاء أكثر من هذا ؟ أنا لا أدري هل أنتم فعلا تؤمنون بالله واليوم الآخر ؟ وهل هيأتم أنفسكم لهذا اليوم ؟ والله أنا في شك منكم جميعا .
الشعب الذي أوصلكم للبرلمان يريد أن يعرف لماذا لم تحجبوا الثقة عن مفوضية الفساد ؟وهل أنتم فعلا غير مقتنعين بفساد هذه المفوضية العار ؟ أم أنكم تنطلقون من مبدأ أن الفساد هو لباس الجميع فإذا خلع عن هذه المفوضية فسيأتي الدور على الآخرين وستبان عوراتهم واحدا بعد الآخر ؟ كيف سيصدقكم الشعب العراقي بعد الآن ؟
أنا أتفهم موقف التحالف الكردستاني باعتبار أن رئيس هذه المفوضية العار ينتمي للحزب الديمقراطي الكردستاني , وأتفهم أيضا موقف القائمة العراقية فهو نكاية بدولة القانون , وحتى حضور أياد علاوي شخصيا لهذه الجلسة وهو المنقطع عن كل جلسات البرلمان وتصفيقه الهستيري لعدم حجب الثقة , هو تشفيا بنوري المالكي الذي جرده من كل استحقاق انتخابي .
لكن الذي يثير الغرابة والاستهجان معا هو موقف المجلس الأعلى والتيار الصدري وحزب الفضيلة الحلفاء في التحالف الوطني , والذين صوتوا لعدم حجب الثقة عن هذه المفوضية , فهذا الموقف أصاب الجميع بصدمة لا لأن الواجب الوطني والشرعي والأخلاقي يوجب عليهم تغليب المصلحة الوطنية على كل الخلافات الثانوية فحسب , بل إن هذا الموقف أوضح بشكل جلي طبيعة هذا التحالف الهش والغير متجانس , واظهر حقيقة هذه القوى السياسية والتي تعتمد الكذب والخداع منهجا في سلوكها السياسي , وهذا لا يعني أن تحالف دولة القانون خارج هذا السياق , فهو الآخر يعتمد ذات العقيدة والسلوك السياسي , فجميع الفخار هي من صنع ذلك الفخّار .
أما بالنسبة لما تردده بعض القوى السياسية المعارضة لحجب الثقة عن مفوضية الفساد , بأنها ما كانت لتتردد عن سحب الثقة عن هذه المفوضية لو توفر البديل , فهذا عذر أقبح من فعل , وكأّن إيجاد بديل لهذه المفوضية الفاسدة هو معضلة من المعضلات الكبرى التي ليس حل , فإذا كانت هذه القضية البسيطة بهذه الدرجة من التعقيد , فكيف سيتم حل الخلافات المعقدة والشائكة فعلا كقضية كركوك والمناطق المتنازع عليها ؟
أما كان بالإمكان حجب الثقة عن هذه المفوضية الفاسدة وإيجاد مفوضية بديلة تقوم بواجبها الوطني بشرف ونزاهة وتصون الأمانة التي أولاها الشعب العراقي لهم ؟
أما أنت يا فرج الحيدري فلا تفرح بخيبتك , وتيقن إن تصويت الكتل السياسية على عدم حجب الثقة عنك وعن مفوضيتك الفاسدة , هو نكاية بالمالكي وحزبه وليس لأنك نزيها ومخلصا وحريصا , وتيقن أيضا أن الذين صوتوا لجانبك لا يقلون فسادا عنك وربما أنت اشرف منهم .
اقسم بعزة الله أني كعراقي أشعر بالخيبة والخزي منكم , فتبا لكم ولا بارك الله بكم جميعا .
أياد السماوي / الدنمارك
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat