رب ضارة نافعة!!
كرار حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الاحداث والمواقف السلبية التي نمر بها كأفراد او مجتمعات تجعلنا نتعاطى معها بشكل آني انفعالي على طريقة الفعل ورد الفعل وذلك بسبب الضغط او الصدمة المتولدة عن ذلك مما يستدعي استجابة سريعة لأجل تخفيف ذلك الضغط او لأنهائه كليا , سيما اذا كان هذا الحدث من غير المتوقع حدوثه او لم يكن بالحسبان مطلقا, الا اننا غالبا ما يغيب عنا او نتغاضى عن الايجابيات التي تفرزها تلك المواقف والاحداث (السلبية) وهي كثيرة ومفيدة اذا ما نظرنا لها بشكل هادئ ومتبصر , ولنأخذ موضوع الاعتداء التركي على سيادة بلدنا كمثال على ذلك باعتباره موضوع الساعة.
صحيح ان هذا الحدث هو حدثا سلبيا بامتياز ,فهو انتهاك صارخ لسيادة العراق وكرامة شعبه، واهانة بالغة للحكومة العراقية واستخفافا بها ,الا انه لا يخلو من بعض النقاط الايجابية التي افرزتها سلسة المواقف وردود الافعال على مدى الايام التي تلت التوغل العسكري العثماني الاوردغاني في شمال العراق ,نذكر منها بعض النقاط على نحو الاجمال.
اولا: قد كشفت هذه العملية ثلاثة اصناف من الناس,الصنف الاول هو ذلك النوع من الرجال الشجعان الكرماء الذين لا يقبلون ان تهان كرامتهم او تدنس ارضهم, ولعل وقفتهم بساحة التحرير يوم السبت الماضي خير شاهد عنهم وخير بيان؟ وصنف اخر هو من اولائك الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا مجرد ذيولا واتباع وخونة وعملاء لكل من هب ودب وادوات طيعة ذليلة بيد اصحاب الاموال والاطماع والمشاريع المشبوهة من امثال آل الجيفي والبارزاني ومن على شاكلتهم وهذا يستدعي ان تقوم الجهات التنفيذية والقضائية بوضعهم امام المحاكم لينالوا جزائهم كخونة للشعب والوطن ولو بعد حين !, والصنف الثالث المتمثل بأشباه الرجال من الذين استحسنوا الوقوف على تل السلامة ؟ وانتظار النتائج وبالتالي المشاركة في حصد الغنائم وقطف الثمار أيا كان المنتصر؟.
ثانيا : هذا الاعتداء ازاح الستار عن حجم تعاون وتواطئي الاتراك وحلفائهم الدوليين والاقليميين (التحالف الدولي) مع الدواعش وامثالهم على العراق وسوريا كذلك بعكس ادعاءاتهم الكاذبة بمحاربة الارهاب , وهذا بدوره ينبغي ان ينبه المسؤولين ويحفزهم على ضرورة ان يلجئوا الى خيارات اخرى وحلفاء صادقين في محاربة الارهاب كروسيا وايران اللذان اثبتا جدارتهما في سوريا بضرباتهم الموجعة وهذا ما لم يحصل ولن يحصل بلحاظ النقطة الثالثة؟.
ثالثا:اثبتت الوقائع والاحداث وحالة التخبط والتردد والضعف بالافعال والاقوال الحكومية وعلى مستوى الرئاسات والمؤسسات كوزارة الخارجية والدفاع افرادا ومؤسسات اثبتت بما لايقبل الشك مطلقا ان هذه التشكيلة الحكومية الغير (منسجمة) لايمكنها ان تنهض بمهماتها ومسؤولياتها ولو بادنى مستوى يتناسب مع ماهو مطلوب منها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والتهديدات التي تحيط به من كل جانب وهو مايؤكد ضرورة ان يتحرك اصحاب الراي المسموع والمؤثرون على الساحة السياسية والاجتماعية بسرعة وقبل فوات الاوان لاجل تغيير السياسة المتبعة حاليا او لتغيير الاشخاص وحتى التشكيلة الحكومية برمتها ونكررها قبل فوات الاوان.