سياسي من هذا الزمان/ قصة قصيرة
علاء كرم الله

لم يعرف في حياته شيئا من القيم والأخلاق والمباديء والشرف، هرب من بلاده خوفا من التبعات القانونية والعشائرية والأعراف الأجتماعية، بعد ان أفقد الفتاة التي وعدها بالزواج أعز ما تملك!. حدثت ثورة عارمة أسقطت النظام الدكتاتوري الظالم في بلاده، عاد الى وطنه مع من عادوا من الخارج بعد زوال النظام السابق. أستغل حالة الفوضى والأضطراب  وضبابية المشهد العام في البلاد بسبب الثورة الجديدة، وأستطاع أن يندس بين الفصائل الثورية والثوريين والمناضلين الحقيقيين، باعتباره كان من معارضي النظام السابق الذي عان الكثير هو وعائلته من الأضطهاد!، ولأنه منافق وانتهازي ومفوه بالكلام!  فقد عرف كيف يتسلق المناصب بسرعة الصاروخ، ويصبح ذا شأن كبير وهام في حكومة الثورة الجديدة في خلال سنتين من عمر الثورة!.ومرة وبينما هو جالس في قصره الفخم المحاط بالحرس من الخارج والخدم من الداخل، كان رئيس الحكومة الثورية الجديدة يلقي خطابا جماهيريا هاما بمناسبة عيد الثورة، تحدث فيه على ضرورة القضاء على الفساد والتحلي بالنزاهة والأخلاق والقيم التربوية الشريفة والنبيلة. لم يعجبه خطاب الرئيس وعبارات الشرف والنزاهة والقيم، وسرعان ما أدار القناة الى قناة روتانا طرب! ليستمع بأرتياح كبيرالى المطربة هيفاء وهبي وهي تغني أغنية الواوا! ورفع كأس الويسكي وأطلق ضحكة عالية، وهو يرقص على انغام الأغنية  قائلا طز فيك وبكل قيم الشرف والمباديء!. 

الموضوع السابق المشغل النقدي في ميسان تبنى المشغل منهج النقد الثقافي لمعاينة النتاجات والنصوص الابداعية والثقافية بشكل عام لكشف انساقها المضمرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat