صفحة الكاتب : محمود كعوش

تجلياتُ أنثى استثنائية !!
محمود كعوش
في تلك اللحظات دارت بيَ الدنيا كاملَ الدوراتِ، 
وتَمايَلْتُ زهواً فتعثرت خطواتي، 
ومَعَ الربيعِ تَنَهَدَتْ خطراتي، 
وهام خاطري ثملاً بكاتم العبراتِ،
 
وتَلَوْتُ خلالها أيةَ حبنا مَعْ حِمَمٍ منَ الآهاتِ، 
واخْتَلْتُ في غَنَجٍ كأن خيالي حُلُمٌ تهادى سارحَ الصبواتِ، 
وتواترت في ذهني صورُ الجمالِ بأعذبِ القسماتِ، 
  
وقابَلْتَني بأصدقِ وأزهىِ البسماتِ، 
وغمَرْتَني بأرقِ وأرقى النظراتِ،  
وأغرقتني بألطفِ وأعطرِ العبراتِ، 
ودَسَسْتَ في أُذُني أدفأ وألطفَ الهمساتِ!!
 
كل ذلك حدث دفعة واحدة بعد طول ظمأ وفيضِ لظىً، 
ومرارة وجدٍ وشوقٍ عاصفٍ، 
فتحركَ بداخلي كل شيئ إسمه أُنثى 
وبدأ يدب في الأوصالِ دبيبَ كائن يمشي على أربعٍ 
وأكثر كثيراً!!   
  
وقتها تخيلتَني تلك الحسناء تتمخطر وتتبختر بثوبها البنفسجي الشفاف، 
تراقبك بارتباكٍ وحيرةٍ وبوجنتين كباقي الغروبِ يذوبُ في أفقِ السماءِ، 
وأنت تحدق فيها بذهول وفي نفسك أشياءٌ كثيرةٌ تثير ما لا يقال !!
  نظراتك كانت تلهب كل مشاعري وتُحيي ما مات منها وتوقظ ما غفى ودخل في غيبوبة أو غط في سباتٍ عميق منذ أمدٍ طويل.
  
كان كل شيء يعاندني ويدس في أنفي رغبة لم أشعر بها من قبل، 
رغبة كانت تثور حيناً وتهدأ أحياناً لتختفي بين ما كنتُ أتخيله وما كان حاضراً.  
أنفاسك كانت تلاحقني في كل الاتجاهات وفي كل المرئيات والمخفيات، 
وكلماتك كانت تلامس بعضاً من بعضي فتبهرني وتثيرني كلي على كلي، 
وتثير جنوني وتحضنني برقة ولطف وحنان وتغمرني بنشوة أعجز عن وصفها الآن.
 
 كنت ألمس كل شيء وقعت عليه يدي وكل شيء وقع عليه نظري ولم يقع، 
وكنت أعانق وألثم وأتقاسم معك كل كبيرة وصغيرة بتناسق تام وإيقاعٍ رائع غير مدروسين وغير مُخطط لهما.
 
كان كل شيء فيك ومنك يعانق نبضات قلبي ويعزف على شغافه معزوفة "العشق الممنوعِ"، الذي اجتاحني على غير موعد متوقع، 
والذي ما كان لحظة في الحسبان، 
ذلك العشق الذي كان على الدوام غاية مستحيلة فبات معك واقعاً ممكناً وسهل المنال.
 
 قُلْ لي يا أنت كيف اقتحمتني هكذا فجأة وعلى حين غرة...كيف؟! 
وكيف اخترقت سكينتي وسكوني بلا إيذان أو استئذان...كيف؟!
وكيف أبحرت في يمي برغم المد والجزر وكل هذا الموج العاصف...كيف؟! 
بربك قل لي كيف غُصْتَ هكذا في أعماق أعماقي...كيف!! 
 
يا أنت كيف استطعت الوصول إلي...كيف وكيف وكيف؟!
 ومن هداك إلى سبيلي لكي تقطع علي خلوتي التي طالت وطالت وطالت؟!
 
 كم كان جميلاً ما شعرت به وأنت تهمس في إذني بتلك الكلمات الشاعرية الدافئة صعبة المنال،
 وكم كانت جميلة تلك الغيرة التي انتابتني ولم ألبث طويلاً قبل أن أصُرَها في صدري لتفعل فعلها، 
فهي مذ اخترقت أضلعي بقيت كالنار تحت الرمادِ ولازمتني كالظل المستكين، 
ولم تفارقني لحظة واحدة.
لا لا لا بل لازمتني كنبض الفؤاد والرقصِ على عزفِ أوتارهِ ونقر الدفوف على شغافه
لازمتني هكذا وأكثر كثيراً كثيرا!!
 
 أحسست كأني أغوص بداخل صدرك أبحث عن شيئ ما أو عن لا شيئ، 
وأغرق في شيئ ما أو لا شيئ.
أحسست كأني أبحث وأبحث وأبحث، وأحسست كأني أغرق وأغرق وأغرق. 
أحسست وأحسست، لكن ما أذكره ولا أنساه أني كنت أسترق النظر إليك، 
ولم أرَّ شيئاً إلا ما أحسست به و خالج صدري في تلك اللحظات الحالمة.
أحسست وأحسست، لكن ما أذكره ولا أنساه أني كنت وإياك وحدنا هناك، 
وأني عِشتُ معكَ لحظاتٍ غيرَ كُلِ اللحظات، 
يا لها من لحظاتٍ، يا لها من لحظات
كانت لحظاتُ تجلٍ نادرة لأنثى استثنائية !!
أتراها تعود وتتكرر مثنىَ وثلاثاً ورباعاً؟
ربما نعم وربما لا،
وعلى الأرجح لا، لأن ما هو جميل وخاص وممتع المذاق نادراً ما يتكرر،
بل من المستحيل أن يتكرر، 
من المستحيل لأنه المستحيل بعينه،
نعم هو المستحيل،
لكنه المستحيل الذي يُصبح مع الأحبة جائزا كما اعتاد على ترديد هذا صديق لي:
ألمستحيل مع الأحبة جائزٌ ... لا تجزموا أني أقولُ المستحيلْ
والشهدُ يَحْلو طعمُهُ في قِلَةٍ .. والوجدُ مهما زادَ يكفيهِ القليلْ
 
انتهت......
 
 كوبنهاجن
kawashmahmoud@yahoo.co.uk

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود كعوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/17



كتابة تعليق لموضوع : تجلياتُ أنثى استثنائية !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net