صفحة الكاتب : زهير مهدي

الكرادة ( محرقة الشيعة .. يدلسونها و استيقنتها قلوبهم الجزء الثالث
زهير مهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكرادة ديموغرافياً هي مدينة (شيعية) تحتوي على اقليات (سنية) و (مسيحية) 
 
و اذا طُرِح السؤال على اي داعشي :
لماذا استهدفتم الكرادة ؟
سيجيب على الفور ( لانهم رافضة ).
 
و بما ان المنطقة المستهدفة هي من اهم اسواق بغداد فمن المؤكد ان تشهد سقوط افرادا من الشهداء مسيحيين ، سنة ، اكراد ، تركمان  جنبا الى جنب مع المئات من اخوتهم الشهداء الشيعة.
 
و حين يبادر بعض الشباب الواعي بتدويل تلك (المحرقة الحقيقة) على انها (حرب ابادة ضد الشيعة) ينبري لهم بعض مستطرقي المنطق و فاقدي الموضوعية بالاتهامات المعلبة ( انت طائفي ) ( انت مدفوع ). 
 
من المخزي و المعيب على تلك الادمغة ان لا تسعفها تلك الفاجعة على التمييز ما بين 
( التحشيد الطائفي ) و ( التصنيف الموضوعي ) و بعد كل تلك السنين من حرب الابادة ضد المكون الشيعي.
 
حين يسقط بعض الضحايا الابرياء في مناطق سنية ( مثلا ) تندلع مباشرة الابواق السياسية السنية من منابر اربيل و عمان بالصراخ و النعيق لتدويل الحادثة و اعتبارها جريمة ضد الانسانية حتى لو كان عدد الشهداء لا يتجاوز ال (١٠).
حتى ان المجتمع الدولي سرعان ما تفاعل معهم بتداول مشروع اقليم (سنيستان ).
 
في حين ان محرقة الكرادة لوحدها حصدت من الشيعة اكثر من ضحايا (المسيح و السنة) مجتمعين لسنوات 
ناهيك عن الانفجارات اليومية في الاحياء و الاضرحة و الاسواق الشيعية ابتداءا من سنة ٢٠٠٣ و لحد هذه اللحظة. 
   
القضية المسيحية و الايزيدية و حتى  ( السنية على هشاشتها)  قد دولت و كسبت تعاطف الرأي الدولي.
 
و ما عليك الا ان تكتب في افادتك في ملف الهجرة ( اني مسيحي اضطهدني المسلمون ) او (اني يزيدي اضطهدتني داعش ) او ( اني سني اضطهدتني المليشيات الشيعية )  عندها ستكسب صفة لاجيء محترم تتمتع بكافة حقوق اللاجيء في الدول الاوربية و كندا و امريكا. 
 
اما اذا كتبت انك ( شيعي وانك مضطهد من قِبل داعش ) فستنتظر ٥ - ١٠ سنوات قد تعود بعدها خالي الوفاق مرفوضا. 
على اعتبار ان الحكومة شيعية و توفر لك الحماية ! !
 
لم يتحرج التاريخ ان يكتب عن حرب الابادة التي مارسها هتلر ضد اليهود في محرقة الهولوكوست على انها ابادة دينية. 
 
و لم يستحي الامريكان انفسهم من الاعتراف بإبادتهم لجنس الهنود الحمر بدافع عنصري.
 
و لم تتوانى الامم المتحدة في تسمية المجازر العثمانية (الاسلامنجية) بحق الارمن على انها حرب ابادة للمسيحيين.
 
و الغريب ان المجتمع الدولي يُقر بجرائم الابادة التي مارسها صدام ضد اخوتنا الكرد ولا يُقر بإبادته للشيعة.
 
ياناس .. الحرب ليست بين ( الشيعة ) و ( السنة ) لكي نتحرج من الحديث بمظلوميتنا 
الحرب حرب ابادة مارسها و يمارسها الفكر الوهابي ضد الشيعة اينما حلوا في ( العراق) (سوريا) (اليمن).
 
نعم اشتركت مدن سنية بتسهيل مهمة الوهابية في قتل الشيعة كالفلوجة و تكريت و الرمادي و غيرها و  كان رد فعل الشيعة ردا عقلانيا يميز بين العدو و الصديق و غير متهما للسنة بالاجمال. 
 
لكن ان نصل بالعقلانية الى تحريف التاريخ و تدليس العناوين فهذا نقص و غباء. 
 
ماذا سنجيب لو سألنا احفادنا عن سبب اختيار داعش مدناً مثل الكرادة و مدينة الصدر و بابل و كربلاء كمسرحاً يوميا لتفجيراته ؟ 
هل سنجيبهم لانه ضد الانسانية ؟ 
سيسألوننا : لماذا لا يفجر في الفلوجة و الرمادي و تكريت ؟ 
فماذا سنجيب ؟ 
 
مالذي يضير اخي السني إن انا صدرت مظلوميتي على انها ابادة للنوع الشيعي على ايدي (داعش الوهابية) لكي ينتفض بوجهي متهما اياي بالتحريض الطائفي؟ 
 
مثلما له الحق في توثيق معاناته و معانات طائفته بحرية فالشيعة اولى بالتوثيق لكثرة المجازر التي طالتهم و التي تعتبر حرب ابادة لا تُقارَن بغيرها في القرن الواحد و العشرين.
 
التوثيق الموضوعي  حق مشروع للجميع بعيدا عن الحساسية.
٨/٧/٢٠١٦

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير مهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/09



كتابة تعليق لموضوع : الكرادة ( محرقة الشيعة .. يدلسونها و استيقنتها قلوبهم الجزء الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : د.علي الموسوي ، في 2016/07/10 .

احسنت , عزيزي
هي حرب وهابية ضد الشيعة .
 
لن تحل الامور الا بظهور الامام المهدي عجل الله فرجه






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net