صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

مأساةٌ تُنهي مُعاناة قصة قصيرة جداً
حيدر حسين سويري

   كانت مباراةٌ ملتهبةً بين ألمانيا وإيطاليا، في الدور النصف نهائي من بطولة الأُمم الأوربية، وكان الأبُ مندمجاً جداً، مع تحركات اللاعبين، وكأنهم يسمعونهُ، فتارةً يحركُ قدمهُ وأخرى يومأ براسه وكأنهُ يضرب الكرة، وكانت عينُ زوجتهُ عليهِ، مبتسمةً تضحكُ من حركاتِ زوجها...

   لكنَّ عينها الأُخرى، كانت على إبنهما الوحيد، كانت تنظرُ إليهِ نظرة حزن، فهو مصاب بمرض الكآبة، الذي تمكن منهُ، بعد رؤيتهِ ذَبحُ عناصر داعش لأحدِ أصدقائهِ، عبر شبكات الإنترنت...كان جالساً في الشرفة، ولكنه لا ينظر إلى الشارع، بل يجلسُ مطأطأً رأسهُ إلى الأسفل...

   تقدمت الأم قرب إبنها وقالت:

- هل أُحضرُ لك عصيراً بُني

- لا أمي لا أُريد أن أُتعبك، يكفي أن تلبي طلبات أبي

- بُني كيف تقول ذلك، ليس لديَّ غيركما، أنتما سلوتاي من الدنيا

- أعلمُ أُمي..لكن دعنيي وحدي إذا سمحتي

- إلى متى بُني؟!

تسيل دموعهُ على خديه، ويَحشرُ رأسهُ بين ركبتيه:

- ما زالت صورتهُ عالقةٍ في ذهني

- حاول أن تعود إلى الحياة وعليك أن تتقبل ذلك

- لا أستطيع، كم أتمنى أن ألحق به

- إنك تؤلمني بكلامك هذا بُني، ليس لي غيرك، يا قرة عيني... حاول أن تخرج وتمشي قليلاً... إذهب إلى المقهى، فإن لك أصدقاء كثيرون، يودون رؤيتك، عسى أن يجدوا لك حلاً...

- سأفعل ذلك أُمي

يُقبل يديها، ويذهب لِيُغير ملا بسهُ.... يخرجُ مُبتسماً، فيقبل جبهة أمهِ:

- سأذهب

- إبتسامتك جميلة جداً، أنت أشدُ وسامةً من أبيك هههه، حاول أن تأتي قبل السحور

- نعم أُمي سأحاول

يخرجُ من البيت، مُتجهاً صوب المقهى، وكأنهُ يَسمعُ صوت صديقهِ الذبيح، فيلتفت يميناً وشمالاً، ثُمَّ يتمُ مسيرهُ، وبعدُ لم يصل المقهى لم يَعد يَشعرُ بشى، لقد تناثرت أجزاء بدنهِ، هو وجميع مَنْ في الشارع، الذين خرجوا ليتهيئوا ويستعدوا لإستقبال عيد الفطر، فـ(الكرادةُ) تحترق.....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/04



كتابة تعليق لموضوع : مأساةٌ تُنهي مُعاناة قصة قصيرة جداً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net