صفحة الكاتب : علاء كرم الله

حسنا فعلتم بالأمريكان أيها الروس؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكثير من شعوب العالم يكرهون الأمريكان لأنهم لم يتركوا شعبا ووطنا بحاله ألا وتدخلوا بشأنه وألحقوا به الأذى، فمثلا لا ينسى الشعب الفيتنامي ما فعله الأمريكان بهم ولربما أصوات قنابل النابالم المحرقة لا زالت تصم آذانهم وصورضحاياها لا زالت ماثلة أمام أعينهم،

 وهل ينسى الشعب الياباني ذكريات وصور ومشاهد ما خلفته القنبلتين الذريتين التي أفتعلسقطها الأمريكان على مدينتي (هيروشيما ونكزاكي) أبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945 )

 وهل تنسى (تشيلي) ذكريات الأنقلاب الأسود الذي وقع في سبعينات القرن الماضي والذي قاده العسكر بدعم أمريكي لأنهاء حكم الزعيم الوطني (سلفادور أليندي), والأمثلة كثيرة على تدخل الأمريكان في الشؤون الداخلية لشعوب وحكومات العالم.

الشعب العراقي ولسوء طالعه كان أحد ضحايا الأمريكان في بداية الألفية الثالثة الجديدة عندما أحتل الأمريكان العراق في 2003 ، ولربما يرى العراقيين أنفسهم  بأنهم من أكثر شعوب الأرض كرها وحقدا على الأمريكان!،

 لأنهم دمروا وطنهم وقتلوهم وشردوهم ونهبوا ثرواتهم وأذاقوهم كل الويلات والمصائب وعملوا فيهم كل فاعل ، والأقسى والأمر من كل ذلك أنهم نصبوا عليهم ساسة و حكاما لا يرحمونهم!!

 وفتحوا عليهم أبواب الجحيم منذ أحتلالهم للعراق في 2003والتي لم تغلق لحد الآن!، وكأن لديهم مع هذا الشعب والوطن ثأر قديم؟!، ويعود التاريخ السيء للتدخل الأمريكي في الشأن العراقي الى عام 1963!

 عندما أستطاعت المخابرات الأمريكية وبالتعاون مع (أيران الشاه)، و(تركيا مندريس) وباقي زعماء دول الخليج وعلى رأسهم حكام الكويت والسعودية، و(مصر عبد الناصر)، ومعهم أعداء الداخل من زعماء العشائر الأقطاعيين والقومييون،من أسقاط نظام الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم لأنه ضرب المصالح الأمريكية والغربية في العراق!

  ويعد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم من أكثر الزعماء العرب وطنية ونزاهة وحبا وتضحية لشعبه ووطنه، وقد أكد ذلك الجاسوس الأسرائيلي (كوهين)! بعد أكتشاف أمره في سورية بداية الستينات من القرن الماضي، حيث قال وقبل أعدامه من قبل الحكومة السورية، بأن الزعيم عبد الكريم قاسم هو من أكثر الزعماء العرب وطنية والوحيد الذي ليس له أرتباطات أجنبية مع أمريكا أو غيرها من دول الغرب!.

لقد أزدادت الغطرسة الأمريكية بتفردها وسيطرتها على العالم وتدخلها في الشان الداخلي لشعوب العالم بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق عام 1990 حتى أصبحت وكأنها  وصية على شعوب العالم!!،

 فهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة تحدث هنا وهناك على طول وعرض الكرة الأرضية!، ليس حبا لمصلحة تلك الشعوب والدول بل من أجل مصالحها القومية العليا والأهم من أجل مصلحة وضمان أمن أسرائيل!، فهي الحاضنة الأم لهذا الكيان الصهيوني منذ وجوده عام 1948.

أقول فلا عجب بعد كل ما ذكرناه: أن نشمت! بأمريكا ونفرح حتى أن خسرت مباراة في كرة القدم، أو الطائرة ، أو السلة!, فما بالك بفرحتنا أذا ضربها تسونامي أو هبت عليها أحد الأعاصير القوية أو أهتزت بها الأرض أو أصابها أي مكروه،

 فسرعان ما يقول الكثيرون من شعوب العالم وبالأخص منهم الشعب العراقي والسوري والليبي واليمني(هذه حوبتنا) و(هذا أمر الله) عليهم بسبب ما فعلوه و يفعلونه  بشعوب العالم! ولا عجب في هذه الشماتة فهذا هو طبع الناس، وهذا هو أضعف الأيمان في محاربة الباطل والمنكر!!.

ولكن على الشعب الأمريكي أن يفهم بأن غالبية شعوب العالم تكره زعماء أمريكا وساستهم وسياستهم اللاأنسانية وليس الشعب الأمريكي ، ولكن الشعوب في النهاية هي من تدفع ثمن سياسة  زعمائهم وهذا هو قدر الشعوب!.

 عذرا لهذه المقدمة الطويلة التي لا بد منها! وندخل الى صلب الموضوع، فقد طرت فرحا كغيري الكثيرين وأنا أقرأ خبر نشره مركز فيريل للدراسات/ برلين – ألمانيا، والذي أكدته فيما بعد صحيفة (لوس أنجلس الأمريكية)،

بأن طائرتين روسيتين من نوع سوخوي 34 قامت يوم 18/ حزيران الجاري  بقصف موقع للمسلحين يقع جنوب منطقة(التنف) السورية على الحدود الأردنية، وأصابت عدد قليل منهم!،

 وفي هذه الأثناء قامت طائرتان امريكيتان من نوع أف 18 انطلقتا من قاعدة الأزرق الأردنية لأعتراض الطائرتين الروسيتين وأرسلوا تحذير لهم بذلك، ألا ان الطيارين الروس لم يذعنوا لتحذيرات الطائرات الأمريكية واكملوا مهمتهم بقصف الموقع!،

 وبعد نصف ساعة عادت الطائرات الروسيىة لتثبت قوتها وأقتدارها وتحديها للأمريكان  لضرب معسكر المسلحين ثانية موقعة فيه الكثير من القتلى رغم أعتراض الطائرات الأمريكية لها واطلاق تحذيراتهم!،

 ولكسر غطرسة الأمريكان ولأظهار المزيد من التحدي والقوة عادت الطائرات الروسية ثالثة!! لقصف معسكر المسلحين وألحقت به المزيد من القتلى!

  الأمر الذي أستدعى أن تتدخل وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع الروسيىة على الخط الساخن تجنبا لحدوث أي تصادم بين الطيارين الروس والأمريكان قد لا يحمد عقباه! وأكتفى قائد المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي بالقول: بأننا تجنبنا التصادم مع الطائرات الروسية!!، وتصريحه هذا يأتي من باب الحفاظ على ماء الوجه ومداراتهم لخيبتهم وجبنهم!!.

أمريكا من جانبها  تدعي بأن الروس قد نقضوا أتفاق الهدنة المتفق عليه من جميع الأطراف المتحاربة في سوريا!، وهي تضيف بالقول أن المعسكر ليس للأرهابيين! بل لبعض الفصائل السورية المعتدلة!! حسب ما تطلق عليهم وأن المعسكر فيه ما يقارب 220 مقاتلا ويدربهم ضباط أردنيون وبأشراف الأمريكان!!.

 في حين يؤكد الروس من جانبهم بأن مقاتلي (النصرة) الأرهابيين في سوريا أستغلوا هدنة وقف اطلاق النار وحصلوا على أسلحة متطورة وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض جو من تركيا!، كما أن المعسكر هو لتدريب أرهابيين وليس هناك مسلحين معتدلين وغير معتدلين فالروس يصنفون الجميع بأنهم فصائل أرهابية!!.

ويذكر مركز فيريل الذي نقل الخبر بأن آخر أشتباك جوي وقع بين الروس والأمريكان كان في عام 1970 ! أبان فترة الأتحاد السوفيتي السابق عندما أسقطت طائرة روسية طائرة أمريكية فوق أرمينيا أحدى دول الأتحاد السوفيتي السابق.

أمريكا بكل جبن! تقبلت كل تفاصيل الحادث لأنهم يعرفون بأن كل العالم يعرف وليس الروس وحدهم بأنهم يدعمون الفصائل الأرهابية في سوريا كما يدعمون داعش في العراق وكم من مرة شوهدت الطائرات الأمريكية تلقي المساعدات على مقاتلي داعش في الأنبار والفلوجة وصلاح الدين!!، حيث لم تعد تنطلي أكاذيبهم وأدعائاتهم على أحد!.

 أن روسيا القيصيرية الان بزعامة الرئيس القوي (بوتين) والذي اعاد الهيبة والقوة لروسيا والذي نجح في ذلك الى حدود بعيدة صار مصدر ازعاج كبير للأمريكان لأنه تحدى كبريائهم وصلفهم وأستهتارهم وتفردهم بالسيطرة على العالم.

  أن عالم اليوم  لا يحترم الضعيف ويقيم ألف حساب وحساب للقوي والشجاع أكان شخص أم دولة!، فها هو الرئيس التركي الجبان (اردوغان) يقدم أعتذاره للرئيس بوتين وللشعب الروسي ولعائلة الطيار الذي اسقطت طائرته الدفاعات التركية قبل سبعة أشهر

 عندما كان بمهمة قصف لمعاقل الأرهابيين  في سورية بحجة أنه دخل الأجواء التركية! ويتوسل بأعادة العلاقات مع روسيا بعد أن فرضت روسيا على تركيا عقوبات أقتصادية خسرت بسببها مليارات الدولارات!،

 ولم يستح الرئيس (اردوغان) من أظهار خسته وجبنه ليعلن ويطالب أسرائيل بأعادة علاقاتها المقطوعة مع تركيا! على خلفية حادث باخرة مرمرة ! التي كانت تحمل مساعدات لأهالي غزة في فلسطين والتي أعترضتها أسرائيل وقامت بأنزال جوي وقتلت طاقم السفينة الأتراك!، وتنازل عن طلب الأعتذار من قبل أسرائيل!!.

 أخيرا نقول ان العالم يعيش عصر القوة والبقاء والنجاح للأقوى ولتسحق الشعوب الضعيفة ولتذهب الى الجحيم!!، أن المال والعقل والعلم  هي مصدر القوة ليس للأنسان حسب بل لكل شعوب العالم،

 فأين العراق من هذا العالم وهو لا يمتلك أي شيء من هذه المميزات! فلا عجب أن احتلته أمريكا وتدخلت في شأنه باقي دول الجوار لأنه بات الأضعف بين جيرانه! وحسبنا الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/29



كتابة تعليق لموضوع : حسنا فعلتم بالأمريكان أيها الروس؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net