كذبة تغيير اسم بابل.. خطأ يرتكبه محرر في موقع العتبة الحسينية المقدسة يكشف حقيقة الكثير من الذباب الإعلامي الذي يصور نفسه للناس بأنه فراشة!!!
جسام محمد السعيدي
تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي الخبر الخاطئ الذي نشره الموقع الرسمي العتبة الحسينية المقدسة هذا اليوم بخصوص ما اسماه (كرنفال لتغيير اسم محافظة بابل برعاية العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية)!!!
طبعاً المتتبع لسياسة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ونشاطاتهما على كافة الصُعد الدينية والثقافية وانجاز المشاريع بكافة صنوفها ومنها الخدمية، يعلم تمام العلم أنه من غير المعقول صدور مثل هذا القرار الأهوج منهما، بل ان العاقل المتتبع لسياستهما، ليعلم تمام العلم ان خبر سير ديناصور في المتنزه الكبير وسط كربلاء لهو أقرب للتصديق من هذا الخبر!!!
وقد كان حدث اليوم فرصة لإيضاح الأمور التالية، وأرجو التركيز على النقطة 9:
1. لا تقبل العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ولا المرجعية الدينية العليا، بالتدخل في تغيير اسماء أحياء مدينة ما فضلاً عن اسمها واسم محافظتها، فهو أمرٌ راجع لأهلها ووفقاً لأحكام القانون المنصوص في الدولة العراقية، ويشهد الجميع بأن هذين الكيانين لهما الأحرص على سيادة القانون على الجميع، وتطبيقهما إياه.
2. أساس الموضوع كان خطأ واشتباهاً من محرر الخبر في الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة، وفور صدور الخبر وتناقله من البعض بسرعة البرق، اتصلت برئيس قسم النشاطات الثقافية في العتبة الحسينية المقدسة الاستاذ (علي كاظم سلطان) وهو عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، لاستيضاح الأمر، وقد نفى الخبر جملة وتفصيلاً، وأكد ما قلته في تعليقاتي على الصفحات التي سارعت للشتم وكيل الاتهامات المشينة للعتبتين وللمرجعية ولرجال الدين عموماً!!! وكأنها وجدت ضالتها المنشودة، وذكر ان محرر الخبر كان مشتبهاً، ووعدني بإصلاح الخطأ، وفعلا صدر الخبر التالي على الموقع الرسمي للقسم المذكور:
وما يهمنا من الخبر الرسمي أعلاه عبارة :
"ان ماتداول في المواقع الإلكترونية حول تبني العتبات المقدسة مشروع تغيير اسم محافظة بابل الى مدينة الإمام الحسن عليه السلام هو خبر عار عن الصحة وغير صحيح ".
وقد وردت هذه العبارةعلى لسان الأستاذ علي كاظم سلطان، الذي هو نفسه من سيق الخبر المكذوب على لسانه!!!.
3. هذا المهرجان يُقام منذ 9 سنوات، ولا علاقة له بتغيير اسم المحافظة، بل هو خاص بالاحتفال بميلاد الإمام الحسن بدليل الأخبار واللافتات الخاصة به في السنوات السابقة، إليكم نموذجاً منها في هذا الخبر:
ارجو قراءة اللافتة في منصة المهرجان لتتبينوا الحقيقة، الصورة للمهرجان بسنته السادسة، أي قبل 3 سنوات.
وهذا خبر عن هذا العام من نفس الموقع الرسمي:
وهذا آخر، وأرجو الانتباه للصورة:
4. المهرجان يهدف لإحياء ذكرى ميلاد الإمام الحسن عليه السلام، وتم اختيار الحلة كون الكثير من ذريته يرقد فيها، وتبنى مثقفوا الحلة إضافة وصف لمدينتهم وجعلها هكذا مدينة الحلة(مدينة الإمام الحسن المجتبى)، كما ننعت مدينة كربلاء بـأنها ( مدينة الإمام الحسين)وليس في الأمر تغيير لاسمها ولا اسم المحافظة، الحلة ستبقى الحلة، وبابل ستبقى بابل، إلى ما شاء الله.
5. المرجعية الدينية العليا سبقت حتى منظمات المجتمع المدني بالتنديد بسرقة الآثار وتغيير الهوية الحضارية للبلد في عام 2003م، وكان ردها صاعقاً على من اراد تزوير تاريخ العراق، والمس باستقلاله وحضارته في آذار 2015 ، فقد ردت حين سكت المدنيون والسياسيون والمتشدقين بالوطنية، حيث قال السيد علي الحسيني السيستاني في 13/3/2015 ما نصه في خطبة الجمعة "إنّ الجيش العراقي والإخوة المتطوّعين إنّما يدافعون عن بلدهم العزيز، هذا البلد الحضاريّ بل الذي تجذّرت فيه مجموعةُ حضارات، هذا البلد الذي سيكون كما كان منيعاً عن أيّ محاولة لتغيير هويّته وتبديل تراثه وتزييف تاريخه"
6. اسم بابل لا فقط اسم تأريخي نعتز وتعتز المرجعيات به، كونه يمثل تأريخنا وحضارتنا، بل هو اسم ديني ويعني (باب الله) أو باب الإله، باللغة البابلية.
7. تهافت المواقع والوكالات والفضائيات على نشر الخبر المكذوب، يذكرنا بالذباب حين هجومه على جيفة لكلب بين حديقة أزهار غنّاء، تاركين ورودها الجميلة، وهذا يشمل كل من صدّق وروج لمن كذب وافترى على العتبة الحسينية المقدسة ونعتها بأتفه السباب واللعن، رغم ان من افترى فاسق معروف بالتلون والمصالح الدنيوية، واضح من صفحاتهم وتوجهاتهم، ولا تهمه الحضارة ولا بابل، بقدر ما يهمه تسقيط رموز الدين، مع احترامنا لكل من انتفض من أجل بلده وحضارته وأمته العراقية العظيمة، خوفاً عليها من التضييع، الذي لن يحصل ولا حتى بنية من ادارتي العتبتين المقدستين اللتين سعيتا ل13 عاماً لتأصيل كل ما هو خير في عراقنا، من بناء بنى تحتية وفوقية ورعاية رموز التاريخ والحضارة، بتأسيهما لمراكز البحث العلمي والتاريخي والحضاري في بابل وغيرها من مدن العراق، ورعاية كل فئات العراقيين بقطع النظر عن انتمائاتهم الدينية والقومية والمذهبية، والمقصودين بالذباب قطعا هم الموتورين ممن يكره الدين ورموزه، واستخدم الخبر كوسيلة للطعن برموز الدين ومعتقدات الشعب، لا الوطنيين المنتفضين لحضارتهم غير العالمين بسياسة العتبتين.
8. بعد حذف الخبر من موقع العتبة الحسينية المقدسة وانزال خبر بدله، يكذب الخبر السابق:
اعتبره البعض تراجعاً، عن قرار بسبب الضغط الإعلامي!!! وهذا ليس بالأمر الصحيح بلحاظ ما قلناه في (1)و (2)، فلو كان تراجعاً لماذا نفاه نفس الشخص المسؤول؟! في الرابط التالي، وهو موقع رسمي للعتبة الحسينية المقدسة:
9. ان العتبتين المقدستين لو كانت مقتنعة بمسألة تغيير الاسم فستتبع الطرق القانونية بذلك، كأخذ رأي ابناء المحافظة والموافقات القانونية لحكومتها المحلية والحكومة الاتحادية، أما ان تفعله بهذه السذاجة فهذا مما لا يصدقه أحد يعرف سياستيهما في احترام الناس والقانون، هذا كله لو كان الامر يخصهما، وشأنا من شأنهما، وهو ليس كذلك.
وعندها وبهذه الشروط التي لن تتحقق، فلن يغير رأيها هاشتاك هنا، او صراخ هناك، كما يظن البعض، فهي لا تمانع ان تفعل ما تريد ان اقتنعت به، ما دام شرعياً مطابقا لرأي الناس، اقتنع المعترضون ام لم يقتنعوا، فكلام الجهلة الرافضين لسيادة القانون ورأي الشعب ليس بوصلة للعتبتين.
ولكنهما لم تفعلا ذلك، لانهما لا تريدان تغيير الاسم، فهو ليس من شأنهما، ولا من صميم عملهما، ولانهما غير مقتنعتين بالفكرة اصلا، ولم يرد في خاطر ادارتيهما.
كل ما في الامر ان الخبر نسج خيال مدير موقع، اراد كتابة خبر يحمل الاثارة الصحفية ليكسب قراء اكثر، اخذه من معلومة صحيحة تخص وصفا للحلة بكونها (مدينة الامام الحسن ) ولا علاقة للامر بتغيير لاسم المحافظة، والدليل:
أ. لافتات المهرجان هذه السنة والسنوات السابقة، الحاملة للوصف ملحقا بالحلة لا بابل.
ب. صياغة الخبر الخاطئ المحذوف، ففيه اشارة لمدينة بابل!! لا الحلة وهي المقصودة، والكل يعلم انه لا توجد مدينة مسكونة بهذا الاسم في العراق، بل هو اسم لمحافظة اخذته من مدينة تاريخية مهجورة، محافظة مركزها مدينة الحلة، وهي التي قصدها المهرجان باضافة الوصف عليها، ولم يقصد المحافظة اصلاً، وهذا يكشف لا عن خطأ الخبر فقط، بل خطأ اللفظ أيضا.
ولو كان الامر من شأن واختصاص العتبتين، وأرادت تغيير الاسم او التفكير بذلك فهما لن تفعلاه بهذه السذاجة، وبلا رضا الشعب والقانون، وعندها لن تحتاجا التبرير، وستتخذان القرار رغما عن انف المغردين والصارخين، الرافضين لسيادة رأي الشعب والقانون معا، والكل يعلم ذلك.
اكرر وأقول (لو) كانت كذلك. وهي ليست كذلك، فالعتبتين لا تفكران بالامر وليس من شأنهما، ولا تتدخلان فيما لا يعنيهما، فمن السذاجة التصديق بما طرح، والمعاندة بكونه صحيحا حتى بعد الحذف، قلة معرفة بلحاظ ما ذكرناه من قوة العتبيتين بالتمسك بالحق، وما تتبناه وفقاً لمبادئهما الدينية والمصلحة الوطنية العليا، غير المرتبطة بأجندات خارجية وان اتفقت بالدين والمذهب معنا.
10. سرعة تناقل الخبر بين المرضى من المتسرعين الكارهين للدين ورموزه من عتبات ومواقع مرتبطة بها، يؤكد شغفهم القديم بإيجاد زلة تغطي فشلهم في اثبات معتقداتهم وأفكارهم، التي تدغدغ الغرائز فترضى بها، ولا تقنع العقل.
بل ان أكثرهم حزن لأن الخبر طلع مكذوباً وتمنى العكس!!! وراح يؤكد انه تراجع عن القرار ...الخ الكلام مما بيّنا كذبه في النقطة أعلاه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات: 6]
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جسام محمد السعيدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat