صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

اين قبور ألكاظمية .. حقائق يدفنها الإعلام الفاسد
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماذا يحتاج الضميرلكي تكتمل صورة موته؟ جسدٌ مُسجى، جراحاتٌ جسديةٌ أم نفسية؟ هل سيحتاج إلى فقدان حركته؟ أم سكون صاحبه؟ ومن سيعي الضمير ميتاً داخل الإنسان؟ وكيف ستكون دلائل الموت؟ كل يتظاهر،بأن ضميره حيٌ، فما الذي يفسر ما نحن فيه؟ نحن نجزم بأن موت الضمير وراء إبتلائنا، هل إعتقادنا ليس في محله؟ وجزمنا يخلو من الحقيقة؟.
سياسةٌ متحركةٌ؛ وحكومةٌ مفسدةٌ، بقائمةِ بعض المسؤولين، كانت ولازالت حاضرة، خلف ألأثاث المستوردة، في مباني الحكومة الفارهة، والسيارات المصفحة، في حين إن قبور الكاظمية المكتظة بملفات الحكومة وحقائق ملفات الفساد، تخفي بين قبورها، قائمة بعشرات الضمائر الميتة، حيث يرقد جثمان رئيس اللجنة المالية البرلمانية السابق، (الدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي).
خطورة ما توصل إليه الدكتور الراحل، كانت تُحتّم على الحكومة السابقة، تغيّبه إلى حيث دفن الحقائق معه، وهنا لابد للإعلام أخذ دوره، بشكل ملفت للنظر، ويتعامل مع تلك الحقائق بجدية، ولكن الإعلام، الذي يمتهنه أصحاب بعض القنوات، والصحف والفضائيات، لم يكن بمستوى المهنية، والتعامل بالضمير الحي، لأن الفساد فيه أعم وأشمل، من الفساد الذي إبتدعته الحكومة نفسها، لذلك تجد الإعلام، لا يعالج الفساد، لكونه غير مصلح بالمره، و فاقد الشيء لا يعطيه.
إستئجار بعض الألسن، بعقول فاقدة الشرعية، وأجساد منمقة بالستر والجاكيتات الثمينة، والأربطة الأنيقة، في أستديوهات القنوات الفضائية، بين إفراط التأثيث، الذي يُمول من خارج البلد، هي جزء من كارثةِ الفساد، التي يتباكون عليها اليوم، في الوقت الذي كان يتطلب تسليط تلك الألسن، ومكائن الإعلام، على قضية ملفات الفساد، التي صرح بها الدكتور (الجلبي)، قبل وفاته، راح الإعلام يسلط الضوء وبشدة،على قضية دفن جثمان( الجلبي)، في مقبرة عائلته في الكاظمية المقدسة، بإعتبارها أكبر قضية فساد، تهدد مصير الشعب.
أبعاد تلك الحملة، حول دفن جثمان (الجلبي)، أخذت صداها بالمجتمع، وراح عامة الناس، يهيمون بوادي تلك الحملة الإعلامية، دون التفكر إلى أسباب تواجدها، ودعمها، من قبل بعض المتسلطين بالحكومة، بعد إن هدأت تلك العاصفة، ليسأل كلّ شخصٍ ضميره، لماذا هذه الحملة ضد دفن الجلبي؟ ومن يقودها؟ ولماذا بذاك الوقت بالذات؟ ولِمَ هدأت الآن؟ هل أُخُرج جثمان المتوفى، لتنتهي وتكف ألسن هؤلاء عن القضية؟ أم لازال ( الفضلي, والطائي, والحمداني, ووجيه, ونفاق) يخصصون لها بعض برامجهم؟.
الجواب عن تلك التساؤلات، وحجم تلك الحملة، يكمن في حجم ملفات الفساد،التي ظهرت بذلك الوقت، وأختفت بوفاة (الجلبي)، فبدلاً من أن يمتهن الإعلام صنعته، في كشف الملفات، راح يفسد لكي يتستر عليها، وبدلاً من أن تُزهق أرواح المفسدين بالقضاء، إذا ما كشفت الملفات، راحوا يزهقون عامة الناس و البسطاء، بشخصية الدكتور الراحل، لإبعاد وصرف شبهات الفساد عنهم، ولعل اللعب على وتر العاطفة، في قداسة أرض الكاظمية، كان باب لإخفاء تلك الحقائق عن المجتمع.
وأخيراً؛ (إعلامٌ، ومسؤولون، وحملاتُ تسقيطٍ)، إتخذت من المجتمع وعامة الناس، قاعدة بناءٍ لها، في قضية دفن جثمان الدكتور (أحمد الجلبي)، في الكاظمية، وخُصصت وصُرفت ملايين من أموال الشعب، هل سأل المجتمع نفسه، عن تلك الملفات التي تكلم عنها الراحل، والتي تضمن حقوق الشعب؟ أم إن العائق أمام الإصلاح، وجود قبر الجلبي بالكاظمية؟وهنا لابد أن يعي الشعب، ما تم طرحه وتداوله في تلك الحملة التسقيطية، لم يكن إلا بدافع ٍواحدٍ، وهو إبعاد وصرف أنظار الشعب عن تلك الملفات، التي غيّبتها قبور الكاظمية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/18



كتابة تعليق لموضوع : اين قبور ألكاظمية .. حقائق يدفنها الإعلام الفاسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net