صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

هل أنّ الدولة شَرِكة ؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القرن الحادي والعشرين يحمل في طياته تحولات جذرية في آليات ومعنى الدولة وأنظمة  الحكم , وما يجري في هذا العالم يؤكد الإنتقالات النوعية المطلوبة.

ويبدو أن الصين قد سبقت الدنيا في وعيها لمقتضيات هذا القرن , فأطلقت نظامها السياسي اللاديمقراطي اللاإشتراكي اللارأسمالي , وإنما خلاصتها والمولود من أرحامها جميعا.

وما يعزز هذا التوجه السلوكي العالمي ما يحصل في الإنتخابات الأولية لأقوى دولة , التي مالت فيها الإتجاهات نحو رجل أعمال من الأثرياء الذين يديرون شركة كبرى في العالم.

وهذا يعني أن إرادة البشرية قد وصلت إلى مرحلة إدراك أن الدولة عبارة عن مؤسسة أو شركة بحاجة لرجل أعمال يتدبر شؤونها , وما عاد هناك ما نسميه ساسة , فالسياسة عبارة عن قدرات ومهارات سلوكية لإدارة شؤون البلاد والعباد , وهذا يعني أنها في هذا القرن صارت من واجبات رجال الأعمال وحسب.

قبل عقود قال لي أحد التجار في سوق الشورجة أن فلان الفلاني قد بدأ بتجارة المفرد ومن ثم الجملة , وبعد سنوات قرر العمل بالسياسة , وعندما سأله صاحبنا عن هذه الإنتقالة , أجابه بأن السياسة أربح تجارة!!

وفي بعض البلدان النفطية تحوّل أصحاب الكراسي إلى أثرياء بين ليلة وضحاها فتوهموا التجارة والسياسة معا, برغم إفتقارهم لخبرات إدارة الأعمال والتعاملات التجارية , وبذلك أصبحوا ضحايا وصيدا سمينا في شباك رجال الأعمال المحترفين.

ومن هنا فأن المطلوب من المجتمعات التي لا تزال في متاهات الضلال والأوهام , أن تسترد وعيها وتدرك حاضرها فبل أن يضيع منها كل شيئ وبسرعة مذهلة جدا.

فعليها أن تولي أمرها لمن يفكر بتحقيق الربح المادي اللازم لإسعادها , وأن تمنع المغامرين والسذجة من إعتلاء سدة السلطة بذرائع سياسية وحزبية وغيرها من التصورات والتفاعلات الخسرانية , فمجتمعات الدنيا اليوم تدرك بأن القرن الحادي والعشرين يختلف تماما عن أي القرون , ولا بد من إنجاز التغيرات المطلوبة للمواكبة والتقدم والرقاء.

فالمنهج المعاصر منهج ربحية وإنتاجية وفرص عمل وقدرة على الإستثمار الإقتصادي والتطور الإبتكاري على جميع المستويات , ذلك أن سرعة التطورات ذات تعجيل فائق وإمتدادٍ خارق , وطاقة التبدلات ذات إتجاهات ومعطيات أصيلة ومتنوعة في وقت لا يوفر للأدمغة والنفوس الفرصة الكافية للتوافق والتفاعل الإدراكي الرشيد.

وعليه فأن المجتمعات الأقوى هي التي تتحرر من قيود القرون السابقة , وتستوعب معطيات القرن الحادي والعشرين , وتمسك بلجام الحصان المعاصر السريع الإنطلاق نحو أهدافٍ مطلقة!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/15



كتابة تعليق لموضوع : هل أنّ الدولة شَرِكة ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net