في رحاب شهر الله
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

الصوم من أركان الإسلام فرضه الله عز وجل في السنة الثانية لهجرة رسول الله ( ص ) ترسيخاً لملكة التقوى وإعلاءً لقيمة الصبر لما يقتضيه من كبح لجماح النفس البشرية وترويض لها .
ولذلك لم تختص أمة الإسلام بهذه الفريضة الربانية فلقد سبقنا إليها من كان قبلنا لقوله عز وجل في كتابه الكريم ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة : 183 .
و الصوم هو الحصن المنيع , و الجُنة الواقية , و أحد أبواب الجنة , و أجره و جزاءه عند الله تعالى عظيم جداً .
قال رسول الله ( ص ) : (( للجنة باب يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون )) .
و قال ( ص ) : (( قال الله عز و جل : كل حسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به )) .
و قال ( ص ) : (( لكل شيء باب و باب العبادة الصوم )) .
و قال ( ص ) : (( الصوم جُنة من النار ))
و قال ( ص ) : (( الصوم نصف الصبر )) .
فإذا كان الصوم نصف الصبر فقد أعد الله تعالى للصابرين الأجر الكبير , و الفوز العظيم .
قال تعالى : ( قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) الزمر: ١٠
و شهر رمضان المبارك هو شهر الله سبحانه و تعالى , و هو الشهر الوحيد الذي ذُكر أسمه في القران الكريم , و قد عرفه تعالى بأنه شهر القران .
قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة: ١٨٥
و الإنسان في هذا الشهر الكريم هو ضيف الله سبحانه و تعالى , و من أنواع البركات و الأطعمة التي نزلها تعالى في هذا الشهر الكريم هو ( القرآن الكريم ) , فليست كل الأطعمة مادية , فهنالك طعام للجسد , و هنالك طعام للروح , و طعام الروح هو : القرآن الكريم .
قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً ) الإسراء: ٨٢
..............................
1: المحجة البيضاء , ج 2 , ص 158 .
2: المحجة البيضاء , ج 2 , ص 157 .
3 : المصدر السابق , ص 158 .
4 : المصدر السابق .
5 : المصدر السابق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat