صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

لن انساك سيدي عبد العزيز الحكيم يا عزيز العراق
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 رفرف القلب ...لوعة..وذهولاً...وهو يرثيك ..بعد أن أبكاه فقدك واستفاض مدامعاً ...مدماة...وشجاه ذكرك ليستهل عزاء بيت العلم والفضل -بيت آل الحكيم- البيت الذي رفع ركنه شرف يجر إلى السماء سلاسل من الولاء...والعفة...والكرامة...متواصلة الحلقات...لهم من كل صنديد ...قرم...ليث ...لا يشق له غبار ....يروي سفر الخلود ..فصولاً في ذاكرة السنين .....والسانحات من الخواطر ...أمست سكرى تداعب قلبي المذهول ...وهي ترنو لجلال روحك التي اقتضت التبجيل...والتعظيم ....وحياً تغشى العقول ..يستوحي من السماء فصائدا... تشق سبيلها في الخالدات ...وها هو أفق الفضيلة قد غسق....لأنك الشمس ..والفضيلة مشرقها....أثكلت - بفقدك سيدي - كنانة العلياء...وأخرست مجامع البلغاء...أخرسها الردى ...وأجدبت منابت الرواد خصبها ...والسحاب المغدق غادرها إلى المجهول....بعد أن أحدقت بك المكرمات....والمثل الجليلة ..التي التقت إطرافها عليك حلقات..تنعى مصاب آل الحكيم..قد رزأت بقائد من قادة النهضة ألوطنيه ..حيث بكى الفيلق....ولف اللواء ....وتناثرت ضمامة الخلق العظيم...وروداً عبق طيبها ..حين أظلمت آفاق طلاقة الوجه ..مع انفلاق الفجر الحزين...وتجهم بشاشة الثغر الضحوك ...حزناً ...فتساقطت جمرات فطنة الذهن الخصب ..كمداً...ولوعه ....يا أبا عمار ...يا بقية الحكماء ..يا قلباً أفاض عواطفاً من الحنان ..منهلاً يترقرق ...ذاب رقة وشجواً للأيتام..والمساكين...والثكالى ...والمعوزين....من فرط إشفاقه وحنوه... متواضع ... متضرع....خاشع....تعادلت بروحه المخافة والرجاء...واستقام بضميره مطلق اليقين...هابته الليوث خشية سطوته...وتسابقت الصقور هيبة لعزيمته...
إيه أبا عمار..لقد أعرت الدهر إقداما والتقطت القلوب أحاديثك قبل المسامع ...وأنت تنطق لغة أودعت منطق الخالدين.... جدول أنت من الفضائل يتدفق ...وشعلة أنت تحترق لتضيء ...أيتها النفس المباركة ...أيها الضمير الطاهر ..يا صفحة من صفحات سفر آل الحكيم ...جبلت على التقوى ..فأضحت حياتك ..إيثار ..وزهد ..ونسك...تألقت في ضمير الكون ...يا دنيا الأولياء ..ودنيا الخالدين...خلقت بالمآثر ..وان اختطفك المنون في ميدان الحياة....ها هو الدهر يرعد بالخطوب ....ويبرق في وعي النفوس والضمائر يخلق روح الجهاد ..على دروب حرية الأجيال...لأنك مع آل الحكيم ..اسستموا دوله....وشيدتموا وطناً....ورفعتموا علماً.....بناة المجد ..والمجد ينسب للبناة....انتم يا ال الحكيم ...ومجد العراق ومجد حريته ...وثورتنا الكبرى - وانتم أبطالها - تتشوق ساحاتها لمثلكم ...يا بهاليل الكون ....والسمو العربي....والالق العراقي.....عذراً سيدي عبد العزيز ...ها هو التاريخ وأشلاء الشهداء من سلالتكم ألطيبه ..قد بعثرها نظام ألقتله المأجورين...لكنها غدت صعيداً للأمجاد ...تدفقت منها لجج الدماء الزاكيات ...أبا عمار ...يا شفقاً يشع ...ويشرق افقاً رحيباً على صفحات الخلود...طوفي أيتها الروح....على دنيا المكرمات ...فهناك أنت في العلياء ...واتركيني في ظل الذكرى ..وأنت سيدي عمار الحكيم ..أجلُ من المصاب - وان كان جللاً - وأجدر بالعزاء ...لأن لك في ميادين المحامد والعزم.... سبق ...وأمجاد آباؤك ..هي سورك العالي ...وان تحشدت ذكريات الأسى في الأذهان لفقد سليل الدوحة العلوية.....فنم قرير العين سيدي عبد العزيز الحكيم في مثواك ..حيث اجتمعت حشودها لوداعك ....تردد القول بالسلام عليك يوم ولدت .....ويوم رحلت......ويوم تبعث حيا....ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/11



كتابة تعليق لموضوع : لن انساك سيدي عبد العزيز الحكيم يا عزيز العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net