صفحة الكاتب : علاء كرم الله

تفجير كربلاء وتحدي داعش الكبير؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أن نسمع عن وقوع أنفجار في احد أحياء العاصمة بغداد لا نستغرب ذلك! حتى وأن كان بشكل يومي، لأن بغداد صارت (منخل)! من كثرة التفجيرات التي تعرضت لها  منذ (13) عام ولحد الآن ،
 ولأن بغداد أصلا تائهة! والحياة تسير فيها بشكل مضطرب وهوسة وهايسة كما يقال، كما لا توجد أية حصانة وأمان للناس الذين يعيشون فيها من أي شيء، ويكفي أن رئيس الحكومة يعترف بأن هناك أكثر من (100) مليشيا في بغداد وحدها!، فتصور كيف تسير الأمور فيها؟!.
 وأن تقول لي بأن أنفجار ضخما وقع في أحد الأحياء في محافظة البصرة ثالث أكبر المدن بعد بغداد العاصمة والموصل المحتلة من قبل داعش! وراح ضحية ذلك الأنفجارالعشرات بل المئات من الأبرياء، فلا أستغرب! من ذلك أيضا، فهذه المحافظة هي الأخرى تائهة تماما وتعيش تحت رحمة العشائر المتسلطة هناك بشكل قوي وفاعل!،
 وحكومة المحافظ (النصراوي) لا تستطيع أن تسيطر على أي نزاع عشائري هناك الذي قد يطول لأسابيع ويسقط جراءه العشرات من الضحايا، وتنقطع بسببه مناطق كاملة!!.
 ونفس الشيء يمكن قوله وبلا أي أستغراب في حال وقوع أي انفجار في أية محافظة أخرى من محافظات العراق المنفلته والمنخورة بالفساد!.
 ولكن أن تقول لي ان أنفجار هز محافظة كربلاء المقدسة ووقع في وسط أحد أحيائها (حي الموظفين)، فذلك هو الأستغراب والحيرة والتي تجرنا الى طرح العديد من الأسئلة عن هكذا تفجير؟ وكيف حدث؟ ومن وراءه؟
 ليس لقدسية هذه المحافظة التي تظم قبر الأمام الحسين وقبر اخيه أبو الفضل العباس عليهم أفضل السلام فحسب ،بل لكونها  تعتبرالمعقل الأهم للشيعة في العراق مع محافظة النجف على السواء،
 كما أن هذه المحافظة تعتبر محافظة السياحة الدينية الأولى بالعراق حيث يقصدها الألاف من الزوار يوميا وعلى مدار السنة، ناهيك عن المناسبات الدينية كالزيارة الشعبانية، حيث يصل عدد الزوار فيها الى أكثر من (عشرة) مليون زائر! فيهم الألاف من العرب والأجانب( وهنا لا بد من الأشارة بأنه لا يعرف على وجه التحديد والوضوح والدقة أين تذهب الواردات المليونية أو المليارية! لهذه المحافظة ومحافظة النجف من زوارهاتين المحافظتين المقدستين؟؟)،
 نعود لنقول بأنه وبسبب كل ذلك طالما حظيت هذه المحافظة بخصوصية أمنية كبيرة ودائما ما توضع لها الخطط الأمنية الخاصة وتحديدا أثناء المناسبات الدينية، وبالتالي هي تحظى بالأمن والأمان  فكيف يحدث مثل هكذا أنفجار وفي وسط المدينة وبسيارة مفخخة؟.
 أن تبني عصابات (داعش) الأجرامية مسؤوليتها عن التفجير نقلا عن فضائية السومرية، يعتبرتحدي كبير من مجرمي داعش للحكومة العراقية بكل أجهزتها الأمنية بأنها أستطاعت ان توقع تفجيرفي اكثر المحافظات أمنا؟!
 ومن الطبيعي سنكرر السؤال التقليدي والذي ندور فيه بحلقة مفرغة منذ 13 عام ولحد الآن!، أين أجهزة السونار للتفتيش؟ أين السيطرات التي مرت من خلالها هذه السيارة؟ والسؤال الأهم هل تم نفخيخها خارج المحافظة؟
 وأذا كان كذلك فكيف مرت من كل هذه السيطرات؟ وأين أجهزة التفتيش (السونار) وهل الموضوع هو غفلة ؟ أم أهمال من قبل تلك السيطرات؟ وهل هناك تواطؤ في الأمر؟ أما أذا أستبعدنا أن أمر تفخيخها لم يكن من الخارج لصعوبة مرورها من كل هذه السيطرات وأجهزة الكشف (السونار)!
 وأن الأمر دبر بليل وأن تفخيخها تم من داخل المحافظة! فتلك مصيبة اكبر!!، فهذا يعني أن هناك في هذه المحافظة خلايا نائمة تابعة لداعش؟؟ أستطاعت ان تفخخ السيارة،
 وهذا يجرنا الى سلسلة من المتاهات والأسئلة والأستفسارات التي لا تنتهي عن كيف استطاع الأرهاب او أعداء العراق من التسلل الى هذه المحافظة المقدسة والمحصنة امنيا؟
 الذي نريد أن نقوله بأنه لا بد من وقفة أمنية كبيرة من قبل كل القادة الأمنيين في المحافظة لأعطاء اجابة مقنعة لما حدث!وبتفسير أمني وأستخباري يحمل المنطق والعقل،
 لكي يتم اتخاذ كافة الأجراءات بذلك وسد كل الثغرات لعدم تكرار وقوع مثل هكذا أنفجارفي المحافظة!، فهل سيتم ذلك فعلا؟ ونسمع عن نتائج تحقيق سريعة ومحاسبة مقصرين، واحالة البعض للعدالة لثبوت تورطهم بالتفجير؟
 ام سيتم تمييع الأمر ويطويه النسيان بسبب كثرة الأحداث السياسية والأمنية اليومية في العراق وتداخلها؟
 أخيرا نقول: مع الأسف لم تستطع كل الحكومات التي توالت على أدارة الحكم في العراق من بعد سقوط النظام السابق في003 2 ولحد الآن من السيطرة على الملف الأمني لا في العاصمة بغداد ولا في بقية المحافظات، ولا أعتقدها ستستطيع ذلك!!.    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/10



كتابة تعليق لموضوع : تفجير كربلاء وتحدي داعش الكبير؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net