وقفة مع اية محو السيئات
ابو فاطمة العذاري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابو فاطمة العذاري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين
اقرا معي قوله تعالى :
(( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ))
وقوله تعالى :
(( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ))
هل التفتنا إلى حقيقة تأثير الأفعال على بعضها فمن الأفعال ما تكون له القدرة والهيمنة على غيره من الأفعال ويزيل اثارة .
فمما أعطاه الله تعالى بسعة رحمته هو القابلية للحسنة على محو وإذهاب السيئة فقد قال تعالى :
(( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ))
إن الله تعالى تفضل على عباده في محو السيئات ومن المعلوم إن الأفعال السيئة تترك أثرا في قلب الإنسان من الصعب إزالتها والأخطر انها تكسر في الإنسان رهبة الإقدام على السيئات وعدم الخوف من التعرض لغضب الله تعالى .
والمهم هنا ان الأعمال الحسنة تبعد السيئات عن الإنسان وتذهب بها إلى مكان بعيد ، ومن السيئات هو ما يسوء الإنسان من المصائب والبلايا ونقص الأرزاق وغيرها من الأمور .
و لا نغفل ان الحسنة مبعدة للأعمال السيئة حيث ان السيئات دائمًا قريبة من الإنسان لوجود النفس الإمارة بالسوء وإيحاءاتها إلى الإنسان بفعل السوء ولوجود الدنيا ومغرياتها والتزيين الشيطاني والمصالح والأهواء فيكون الإنسان بتماس دائم مع أسباب السيئات ودوافعها وبالتالي فان عمل الحسنات مبعد لهذه السيئات عن قلب الإنسان و عن الرغبة فيها .
وعلينا ان نعرف ان الإنسان عندما يأتي بالحسنة فهي تمحو السيئة التي ارتكبها قبل الحسنة ، قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ( واتبع الحسنة السيئة تمحوها (
فتكون الحسنة اللاحقة للسيئة غافرة لها .
إن السيئة إذا ارُتكبت خّلفت أثرًا معنويًا وهذا الأثر يكون حاجبًا ومانعا عن التقدم في طريق الإيمان ومن هنا فان بعض الأعمال الحسنة لها من القابلية لإزالة الأثر المعنوي للذنب من خلال تطهير القلب من اثر الذنب..
و من نعم الله تعالى إن القيام بالحسنات يكون مضعفًا لإرادة السيئات ومقويًا لإرادة الحسنات عن طريق إزالة الأمراض النفسية مثل الرياء والتكبر والحسد والعجب وغيرها فتكون الحسنات دافعًا لإزالة السيئات من قلب الفرد .
فالمؤمن الذي يسعى إلى رضوان الله تعالى عليه أن لا يهمل التقصير أو الذنب و يراقب نفسه كل يوم فان صدر ت منه سيئة أردفها بفعل حسنة لإزالة تلك السيئة بحيث ينتهي يومه احدنا وما من سيئة إلا و أعقبها حسنة .
قال الإمام الصادق الصديق (ع: (
( ليس شيء اشد طلبًا وأسرع دركًا للخطيئة من الحسنة , أما إنها لتدرك الذنب العظيم القديم المنسي عند صاحبه فتحطه وتسقطه وتذهب به بعد إثباته (
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat