من الطبيعي اننا عندما نكتب حول موضوع التظاهر والثورة حتما هناك فرق بين الاثنين :-
المظاهرة : هو الخروج السلمي دون أي سلبيات ولم تؤول إليها سلبا من جوانبها المتعددة سوى الفشل أو النجاح. فيخرج المتظاهرون لبيان حقوقهم ومطالبتها من المسؤول دون الرجوع إلى العنف والشغب من الجانبين .
وأما الثورة : فهي الخروج المنظم أيضا لمطالبة الحق المضيع أيضا ولكن يتأول إليها الجانب السلبي بكل معانيه , أي انه إن يكون للثوار مطالب مشروعة كإخراج المحتل والمغتصب من البلاد أو غيرها. وهذه يكون فيها إما قاتل أو مقتول بل لربما تصل إلى حد الدم كما هو المعمول في الثورات التحررية في العالم , وهذه حتما تكون فيها بعض النقاط السلبية وتؤخذ بالتالي للانتهازيين والمتربصين الذين يغتنمون الفرص فيسحبونها إلى جانبهم وبالتالي تصادر الثورة بكل حقوقها المشروعة وتارة تكون انتفاضة .
والانتفاضة : هي ثورة مصغرة بدون تنظيم وترتيب حيث ينتفض الناس يوم أو ساعة أو شهر ولكن النتيجة لا يحصل على شيء لصالحه . ولكن تعود الأمور إلى مجاريها دون إن يتغير شيء من ذلك بل تكون اشد وأتعس.
لغة المتظاهرين
إن للغة والتعبير اثر كبير في إيصال المطلب أو الاعتراض أو الفكرة كما هو المعمول لدى الصم والبكم تراهم لم يتحدثوا, ولكن بلغة الحركات يمكن لهم فهم المطالب مع بعضهم ولكن مع من لم يفهم هذه اللغة يكون كالأعمى يسمع ولا يرى . ولكنه يرى ولا يسمع في الحالة الأولى ..
ولغة الإنسان لغة تختلف عن الحيوان وحركاته أيضا تختلف عن الأخرس والحيوان فيمكن للفرد إن يقلب الموازين بكلام ولربما بحركة , وهذه القدرة موجودة عند الإنسان ولكن لا يعرفها ولا يعرف استعمالها ..
جاء في المثل العربي .. المرء بأصغريه لسانه وجنانه .. وقال الشاعر العربي ( لسان الفتى نصف فؤاده ) فجعل اللسان الذي هو اللغة وأداتها احد المميزات الأساسية للكائن البشري والتي تجعله مختلفا عن باقي الكائنات فمن خلال اللغة ندرك العالم وبحور الكون ويتطور ونعمل آليات التفكير والذاكرة ونتواصل فيما بيننا ونشتغل وننتج ونترجم تجاربنا ومشاعرنا (اللغة والخطاب / لعمر أوكان ص 10 ) فهنا اريد ان ابين بعض الامور بالنسبة للمتظاهرين ولغتهم التي يلزم عليهم التحدث بها للتعبير عن مطالبهم واعتراضهم على المتظاهر عليه .
1. تهذيب الهتافات وعدم الألفاظ البذيئة والمنحطة التي لا تقدم ولا تأخر في مشروع المطالبة والمظاهرة .
2. الكلام يكون بشكل أشبه إن يكون سجعا ً أو شعراً إما نثرا ً أو قريضاً أو شعبيا ً وهذه الطريقة تكون لها أثرها للمطالب وللمتلقي.
3. التوحيد بالكلام ( أي أن يكون بصوت واحد وجامع ) وبهذا سيوصل هذا الصوت إلى إسماع السامعين من الطرفين المتظاهــِر والمتظاهــَر عليه.
4. تنسيق الهتاف مع المطلب كي لا يكون المطلب شكل والهتاف أو اللغة شكل آخر .
5. تجنب المساس إلى شخص دون آخر كي لا تسجل على المتظاهرين نقطة سلبية بل يلزم على المتظاهرين أن يسجلوا على الخصم المتظاهـَر عليه نقطة سلبية ومنه ايجابية وهذه ستعطي للرأي العام كما بينا الصورة الواضحة للمتظاهرين نحو الإيجاب وللمتظاهر عليه سلبية.
وهناك لغة أخرى وهي الحركات أيضا:
من المفروض على المتظاهرين أن يكونوا على بينة من إن هذه الحركات ستأتي نفعا ً بالنسبة لهم في هذه التظاهرة وهي:-
1. التوحيد بالحركات في حال الهتاف والنداء كأن يكون رفع اليد ووضعها معا ً دون تفاوت مع الآخرين .
2. رفع أشكال معبرة عن احتياج المتظاهرين ومطالبهم أثناء التظاهرة.
3. اللافتات يلزم أن تكون ذات علامة واضحة وبارزة للتعبير والمطالبة.
4. الرسوم الكاريكاتيرية وهذا النوع الأخر من لغة المتظاهرين للتعبير والمطالبة لحقوقهم وغيرها .
5. التشبيه الكاريكاتيري أيضا يلحق بنفس اللغة للتعبير أيضاً.