النفاقُ فسقُ السلوك الجزء الأول
محمود الصافي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمود الصافي

إن النفاقَ يعد من المهلكات المندرجة من حيث يدري الإنسان أو لا يدري.. وهي صفة يتصف بها الإنسان، حين يكون ذا وجهين ولسانين، أي مخالفة السر والعلن، سواء كان في الإيمان، أو في الطاعات، أو في معاشرة الناس ومداراتهم.. وهذه الصفة تكون أعمّ من الرياء وغيره.. والمنافق: هو الذي أظهر إيمانه، واستبطن كفره وتستر عليه، وهذا من جهة الإسلام والكفر.
وأما من جهة الإسلام، فحسب المعروف عنه (سمي المنافق منافقا للنفق: وهو سرب في الأرض). (لسان العرب: نفق). وفي مفردات الراغب ص502، قال: النفاق، وهو الدخول في الشرع من باب والخروج عنه من باب.. حيث قال النبي (ص): آية المنافقين ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. (حلية الدار نهج1ص198).. وهذا وصف واضح لفسق السلوك.
وقال (ص) أيضاً: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.. (حلية الدارين ج1 ص198).
المنافق في القرآن:
لقد اهتم القرآن المجيد بأمر المنافقين اهتماماً بالغاً، وذكرهم مرات عديدة بذكر عنيف لمساوئ أخلاقهم، وأكاذيبهم، وخداعهم، ودسائسهم، وأنواع الفتن التي أقاموها على النبي (ص) وعلى الإسلام والمسلمين.. وقد جاء ذكرهم مكررا في كثير من السور القرآنية.. كما أنزل فيهم (عز وجل) سورة كاملة اسماها باسم (المنافقون).
وقد توعدهم الله في كلامه أشد الوعيد دنيا وآخرة؛ ففي الدنيا، توعدهم بالطبع على قلوبهم، وجعل الغشاوة على سمعهم وعلى أبصارهم، وإذهاب نورهم، وتركهم في ظلمات لا يبصرون.. وهذا لإعراضهم عن الله ودينه، واسترسالهم في شهوات أنفسهم الأمارة بالسوء، دون الالتفات إلى عواقب الأمور.. وأيضاً يبيّن الله عز وجل بأنهم هم العدو الحقيقي للنبي والإسلام والمسلمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat