صفحة الكاتب : عمار العامري

الشهيد كنوش وتحية الشهادة
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   هزتني من الاعماق؛ صورة الشهيد السعيد علي عبد الكاظم الساعدي, والملقب بـــ(كنوش) كما يحب أن يُسمى, أحد شهداء سرايا عاشوراء ضمن عمليات تحرير الفلوجة, وهو يؤدي تحية الوداع الأبدي لوالدته.

   ذلك الفتى البغدادي؛ الذي نهض ملبياً لنداء المرجعية الدينية بالجهاد المقدس, حيث عرف بنقاوته روحه الطاهرة, ونفسه المرحة, واللطافة في تصرفاته, والمواظبة بأداء واجباته, وتفانيه في عمل الشاق والخطر؛ وهو تفكيك ورفع العبوات والمفخخات أو كما يسمى عسكرياً (الجهد الهندسي).

   كنوش؛ ذات العشرين ربيعاً, وقف مبتهجاً أمام والدته مؤدياً لها التحية العسكرية, ليس مجرد صدفة, وانما كما يبدو هي من موارد ظرافته المعتاد عليه, كلما نزل مجازاً بعد انتهاء واجبه أو كان ملتحقاً بعد استكمال أجازته, كما بصورة نشرت له.

   الشهيد علي؛ والذي كان لا يعلم إن تلك هي أخر لحظة من لحظات الوداع مع من كانت الجنة تحت قدميها, ومع إن تلك الصورة بقيت عالقة في ذكريات للوداع, ومورد للملاطفة أو ظرافة, لكنها بقيت ومضة تحاكي الضمائر والعقول الواعية.

   إن الأجل هو من دفع الشاب كنوش لان يأخذ التحية لذلك الجبل الشامخ, ليحتفظ بها الدهر حتى يجعلها لنا درس من دروس فتوى الجهاد الكفائي, لنتعرف على سلوكيات أولئك الذين تخلقوا بأخلاق الاولياء, وتنزهوا بثياب الاتقياء حتى نالوا رضا الله.

   والحقيقة التي يجب أدراكها؛ إن والدة علي لم تكن أم كبقية الأمهات, انما والدة لملاك من سكان الجنان, اختاره الله حيث يشاء خلقاً وأخلاقاً وشهادة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/01



كتابة تعليق لموضوع : الشهيد كنوش وتحية الشهادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net