صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

سفارة سفارة.. نفرين ونقبّط سفارة!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في حكومات دول أوربا وامريكا وكندا، واليابان، وبقية الدول التي تحترم نفسها، بل وحتى الحكومات التي لا تحترم نفسها مثل حكومة صدام والقذافي وعيدي أمين، وغيرها، هناك قوانين، وآليات معروفة في عمل السفارات الأجنبية بعواصم تلك الدول، وقد خصصت الكثير من هذه الدول، أجهزة مخابراتية نشيطة وفعالة لمراقبة عمل السفارات.. (وليس للتجسس عليها).. فثمة فرق كبير بين مراقبة أداء جميع السفارات، لاسيما سفارات البلدان المعادية.. وبين التجسس عليها. فهذه المراقبة لا تتقاطع مع جوهر التقاليد الديمقراطية، ولا تتخالف، أو تقلل من مساحة الحريات في الدول الدستورية، إنما هي أمرٌ تقره وتؤكده القوانين وتشترطه الكرامة الوطنية في جميع البلدان.

فالديمقراطية، وحماية البلد لا تتقاطعان، وصيانة أمن الشعب، وتمتين النظام الوطني، أمور دستورية، ليس ثمة خطأ، أو مخالفة في تحقيقها، بل على العكس من ذلك، فالمخالفة تحصل في عدم تحقيقها، لأن إغفالها سيهدم دون شك أركان الدولة الديمقراطية، ويعرض نظامها السياسي والإجتماعي والإقتصادي للتدمير.

والتاريخ يذكر لنا أجهزة مخابراتية قوية، سواء أكانت في الدول الديمقراطية مثل أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، واسرائيل، أم في الأنظمة الشمولية كالأتحاد السوفيتي والصين وكوريا ومصر والعراق وايران والسعودية، أو في غيرها، حيث قامت بأداء دورها الرقابي الصارم تجاه انشطة السفارات الأجنبية وملحقياتها في بلدانها.. ففي بريطانيا ثمة مراقبة مخابراتية دقيقة لعمل السفارة الأمريكية في لندن.. على الرغم من دفء العلاقة بين البلدين، ونفس الشيء تقوم به أمريكا تجاه السفارة البريطانية في واشنطن. كما أن حكومة تل أبيب المحمية من قبل امريكا، تقوم بمراقبة دقيقة لعمل السفارة الأمريكية في اسرائيل. وليس غريباً أن نسمع بين فترة وأخرى إعتقال جاسوس اسرائيلي يعمل لصالح تل أبيب في امريكا.. أو نسمع إن اجهزة مخابراتية في بلد أوربي معين تلقي القبض على شبكة تجسسية تعمل لصالح بلد صديق لبلادها..

أما في الدول الشمولية، فالأمر يكون عادة أكبر من ذلك، فمثلاً كان صلاح نصر رئيس المخابرات المصرية في عهد ناصر يحصي أنفاس السفراء الأجانب ومساعديهم في القاهرة والأسكندرية، وبقية المدن المصرية.. بينما نرى حكومة البعث (برعاية صدام شخصياً) تؤسس لأول مرة في العراق عام 1968 شعبة مخابراتية جديدة تحمل إسم (مكافحة التجسس، ومراقبة السفارات)!!

ولعل الأمر الذي أريد أن أقوله هنا، والأسى يقطع نياط قلبي، أن العراق اليوم، وفي ظل نظام مستهدف، يحظى للأسف بعداء حاد من قبل أغلب الدول العربية والإسلامية – والأسباب معروفة طبعاً – بحيث يترجم هذا العداء كل يوم الى لغة قتل وتدمير وإبادة تمارس بحق العراقيين.. وبرغم كل هذا التوجه المعادي للعراق من دول كثيرة، فإن حكومتنا العتيدة، تكاد تكون الحكومة الوحيدة في العالم، بدءاً من حكومة أمريكا العظمى، وانتهاء بحكومة قابوس الأعظم، ليس لديها كاميرا واحدة، تراقب بها باباً لسفارة في بغداد، أو عين تتابع بها موظفاً في قنصلية اجنبية بالبصرة، أو أن تعرف على الأقل كم مسؤول عراقي بارز يدخل هذه السفارة كل يوم.. وكم قطعة سلاح تدخل لتلك القنصلية!!

وإذا كان لأجهزتنا الأمنية والمخابراتية – حفظها الله – كلام غير كلامي، فستكون البلية هنا أشد ضحكاً. إذ ما معنى أن تراقب سفارة، أو تتابع قنصلاً، ولا يكون لك موقف بعد كل ذلك؟

ودليلنا على ذلك سفارة السعودية في بغداد، التي باتت اليوم أقوى من كل قوي في بلادنا.. في وقت كان يتوجب أن تصبح هذه السفارة مثل جحر ضيق يلبد فيه سفيرها الفأر، وليس العكس.. بسبب جرائم السعودية بحق الشعب العراقي، وبحق شعوب العالم قاطبة.. لكن المصيبة أن السفير السعودي اليوم – وهو رجل امن.. وعسكري إستخباراتي – قد جعل من سفارته ( گهوة عزاوي)، او (خان جغان) يدخل اليها حيدوري الملا في الصباح، ويخرج منها ظافر العاني في الظهيرة.. ويأتي اليها سلمان الجميلي وصالح المطلگ في المساء، وتخرج منها لقاء وردي في (آخر الليل) أو عند الفجر.. نعم فعشرات النواب والسياسيين المأجورين يدخلون ويخرجون من هذا الوكر المعادي كل يوم دون أن يقال لأحد منهم أفّ، او على عينك دولار، وليس (حاجب)!!

هل تريدون أن أذكر لكم بالأسماء، والأوقات أسماء السياسيين، وغير السياسيين من قوادي العهر الطائفي، وشحاذي البعث المهزوم، ونواب الصدفة.. وعملاء الرياض الذين يتوافدون على سفارة السبهان في بغداد..؟

لذلك، فإني أقترح على الأخوة (سواق الكيات) إنشاء خط من باب الشرقي الى (باب السبهان)..والنداء، او الصيحة، تكون:

سفارة سفارة.. سعودية سفارة.. نفرين ونقبط حبيبي.. تفضلوا!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/30



كتابة تعليق لموضوع : سفارة سفارة.. نفرين ونقبّط سفارة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net