صفحة الكاتب : قيس النجم

عندما يستبدل العراقيون خلف بخلّيف!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الكرسي الملون بالدم والخيانة، لا يمكن أن يدرك معنى الطهر والقداسة، التي يحملها العراقي الشريف، الذي ضحى بأغلى ما يملك، من أجل الكرامة، فأشباه الرجال من ساستنا، لا يمتلكون أدنى مقومات الشرف والرجولة، من أن يعرفوا عن الحرية والمقدسات، فإسلامهم صوري لا أكثر من ذلك، وهم في حقيقتهم، مجرد دمى تؤدي دورها، بمسلسل إثارة الخراب والفوضى، بعراق الحضارة.
لم ولن يستطيع السياسي الغبي، أن يدرك القوة الولائية، التي ولد منها الحشد الشعبي المقدس، لأن العنف والتطرف، سمه من سماته الرئيسية، لهذا فهو ينظر بمنظار بالكاد يرى نفسه، ولا يرى أو يشعر، بما يمر به الأخرين.
نعم بعد التغيير باتت ذاكرتنا مفخخة، بالألم والفوضى، وثمة لاعب محترف واحد، يسعى للنيل من الوطن، بزرع طائفيته وأحقاده المقيتة، إنه السياسي، الذي أقرح جفون الثكلى، وأدمى قلب التأريخ، وكأنه وحش بلباس ملائكي! فلا رابط حقيقي بين التغيير والمتغير، اللذين أمسكا بخيوط العراق، رغم الفساد والإرهاب، فترى الأول يركض نحو التاريخ، ليتوسل الفرح ويلونها بألوان الطيف العراقي العريق، لكنه أمسى دكتاتوراً، أما الطامة الكبرى، تكمن في المتغير وهي السلطة السياسية الحاكمة، التي باتت تصرفاتها تتناسب عكسياً، مع الوضع السائد في البلد، حتى جعلوه على حافة هاوية مرعبة، من دون مبالاة بشعبهم الأصيل.  
معركة خاسرة على أجساد النساء، تسجل لحظات الوداع للزوج، والإبن، والأخ، الذي لن يعود إلا بتابوت قاتم، ليبقي الكرسي فارغاً، والشجرة يابسة، والبيت بلا معيل، أيام لا تملك سوى ذكريات البؤس، والحرمان، تركت آثارها على أجساد الناس، من كل الأصناف.
أما تأريخ السلطة، التي تمناها العراقيون بعد التغيير، هو أن تمحو ما مر بهم، من صراخ التوسل، بسبب قساوة جحيم البعث، ولغسل الماضي ونسيانه، بماء ورد سياسي رقيق، كما يظنون، فالعراقيون يحتاجون الى بناء الأمل، ولو بحجر صغير وكبير على السواء، بعدما تركت حروب طويلة، لا طائل منها، الحسرة في قلوبهم.
ختاماً: إن الذين جعلوا من التغيير معبراً لهم، ليتسلقوا على ظهور شعب منكوب، بعد أن جاءوا على دبابات أمريكية، فأمسوا كما تصوروا أنفسهم، محررين بواسل،  وهم مَنْ أسقط النظام الصدامي الدكتاتوري، ليأتوا لنا بنظام فاسد حتى النخاع، فأصبح شعورنا اليوم محبطاً، لأننا قد غيرنا خلف بخلّيف!
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/29



كتابة تعليق لموضوع : عندما يستبدل العراقيون خلف بخلّيف!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net