مَنْهَجُنْــــــا ... ( 2 )
نبيل محمد حسن الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
العدل والمســاواة العادلة:
العدل والمساواة العادلة هي التي تأسس عليها الفكر الاسلامي المحمدي ، وهي من اهم ما يجب ان تتصف به جماعتنـــــا. المساواة العادلة التي تعطي لكل ذي حق حقه.
المساواة والعدالة التي قوامها تعاليم اهل البيت الاطهار (عليهم السلام) وسيرتهم العطرة ، والفقه المستنبط من القرآن الكريم واحاديثهم الشريفة ، فقه الثقلين المطهرَين الشريفَين.
فأما في القرآن الكريم فنقرأ في سورة الحديد: (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )).
وقال الله عزَّ وجلَّ في سورة النساء: (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )).
وقال تعالى في سورة النساء أيضاً: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )).
وقال سبحانه في سورة المائدة: ((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللهَ )).
وقوله تعالى في سورة النساء: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )).
وفي سورة الحجرات قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما في بحار الانوار ، أنه قال: (أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلّكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلاّ بالتقوى).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (الناس سواء كأسنان المشط).
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: (إن الناس من آدم إلى يومنا هذا، مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى).
ويروى عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) ، كما في سفينة البحار ، أنه قال: (العدلُ أحلى من العسل).
وفي نهج البلاغة: عن الإمام عليّ (عليه السلام) في عهده المعروف للأشتر النخعيّ : (ولا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة).
فهي النظرة المتساوية الى جميع الناس على اساس العدل ، إنَّه العدل وإنَّها المساواة العادلة.
لذتا النصر والشهادة:
للنصر لذته وللشهادة لذتها ، فاما لذة النصر فهي لذة تتحقق في الدنيا وإنْ كانت في نفس سبيل الله الذي يضحي من اجله المؤمنون. هي لذة دنيوية ولكنها ضمن إطار الهداية للصراط المستقيم. هي لذة الانتصار على الباطل وإحقاق الحق والانتقام العادل للمظلومين والاخذ بثأر الشهداء ، لذة الاستحواذ على الارض كما وعد الله سبحانه ((أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون)) ، لذة انتشار مباديء الاسلام المحمدي في الارض كلها ، لذة قطف الثمار الايمانية لتضحية إمامنا الحسين (صلوات الله عليه) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام).
واما لذة الشهادة فهي الاعظم ، حيث الجنّة التي وعد الله عباده المتقين ، حيث الخيرات والنعيم ...
قال الله سبحانه وتعالى: (( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـرُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَـفِرِينَ النَّارُ )) [سورة الرعد: 53].
وقال عزَّ من قائل: (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ )) [سورة محمد (صلى الله عليه وآله): 15].
وقال سبحانه: (( وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَـلِدُونَ )) [سورة البقرة: 25].
وقال تبارك اسمه: (( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِـَانِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً )) [سورة الإِنسان: 14 20].
وقال جلَّ وعلا: (( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) [سورة الغاشية: 10 16].
وقال سبحانه: (( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )) [سورة الحج: 23].
وقال عزَّ وجل: (( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَـهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً )) [سورة الإِنسان: 21].
وقال تبارك وتعالى : (( مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ )) [سورة الرحمن جلَّ شأنه : 76].
وقال تعالى: (( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الاْرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً )) [سورة الإِنسان: 13].
وقال تعالى: (( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ * فِى جَنَّـتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَـبِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَـهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَـكِهَةٍ ءَامِنِينَ )) [سورة الدخان: 51 55].
وقال تعالى: (( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ا لْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) [سورة الزخرف: 70 74].
وقال تعالى: (( فِيهِنَّ قَـصِرَتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ )) [سورة الرحمن (سبحانه): 56 58].
وقال تعالى: (( فِيهِنَّ خَيْرَتٌ حِسَانٌ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ )) [سورة الرحمن (جلَّ جلاله): 70 72].
وقال تعالى: (( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) [سورة السجدة: 17].
وقال تعالى: (( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَـبُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـلِدُونَ )) [سورة يونس (عليه السلام): 26].
الا تستحق احدى هاتين اللذتين التضحية بكل شيء من اجلهما ؟ بلى وربي ...
ذاتـنــــا :
ذاتنا الفردية هي:
ذات تمتلك عقيدة راسخة ،
ذات تمتلك طموح جارف بالسيطرة الفكرية على العالم ،
ذات تشعر بالظلم التاريخي والحالي ،
ذات يختلط ويتجانس معها شعور دائم بالندم على ما اقترفته من معاصي وما اكتسبته من ذنوب في مسيرة حياتها من المهد الى حيث هي الان ... انه ندم التوبة وندم اللاعودة الى المعاصي مجدداً مهما كانت الظروف إنْ شاء الله سبحانه ،
ذات تخلت عن خصوصياتها ... تخلت عن آرائها الشخصية ... تخلت عن ممتلكاتها ... في سبيل الله عزَّ وجلَّ.
ذات تعجز عن التأقلم مع واقعها المرير البعيد عن الله سبحانه وتعالى بل لا يمكن ان تسمح لنفسها بالتأقلم مع ذلك الواقع المخزي ،
ذات تنمي في نفسها الانفصال عن الواقع وكراهية الواقع ورفض الواقع ، انه الواقع المخزي المبني على معصية الله تعالى شأنه.
من الذات الى الجماعة ... كيان واحد :
الجماعة الايمانية هي البديل لكل الكيانات الاجتماعية ، مع ابقاء الاحترام لها وفق الضوابط الشرعية. فالجماعة الايمانية هي المقدمة على العائلة ، وهي المقدمة على القبيلة والعشيرة ، الجماعة لها الاولوية لانها قائمة على رابطة ايمانية مرتبطة بالله سبحانه.
قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران (عليهم السلام): ((إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ)).
وقال تعالى في سورة لقمان (عليه السلام): ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )).
وفي الحديث الشريف: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)[1] .
والجماعة الايمانية هي الطرف الذي يفترض انه يقوم على طاعة الله سبحانه ، فمن السهولة الجزم ان الانتماء للجماعة الايمانية هو أشد وأقوى ترابطاً بين افرادها من الانتماء للعائلة او العشيرة.
التخلـي عـن الـذات هو مسلك المؤمن لتأسيس جماعة مؤمنة قوية يذوب فيها ويكون جزءاً منها وتكون هي جزءاً من شخصيته ... فالمؤمن الذي يعيش في كيانه الايماني مع اخوته المؤمنين ضمن جماعة ايمانية قوية العقيدة وراسخة الارادة واضحة الهدف محبة للموت والتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى ، جماعة لا تعني لها الحياة شيء سوى ان بنائها وإعمارها هو هدف مطلوب لنفسه ولكنه ايضاً مقدمة لاعمار الاخرة حيث السعادة الدائمة التي لا انحسار لها ولا ضمور فيها. هذا المؤمن يبدأ بإكتساب مجموعة صفات تتعلق بطبيعة تفكيره ومنجه وقراراته ، حيث من الضروري ان يتخلى المؤمن عن آرائه الشخصية في مقابل الآراء الايمانية التي تصدر عن القيادات الدينية التي ينتمي اليها ، كالمرجعية الدينية التي يرجع اليها بالتقليد. وعليه ان يتخلى تدريجياً عن خصوصياته الفكرية ليستبدلها بالمنهج الاسلامي المحمدي العام والتفصيلي. وحيث ان المؤمن ينتمي الى الجماعة الايمانية فعليه ان يكون قادراً على البذل والعطاء من اجل الانتصار لقضيته الاسلامية.
على المؤمن ان يهذب نفسه لقبول الرأي المخالف لرأيه ولاسيما الذي يذكره اخوه المؤمن. وعلى المؤمن ان يهذب نفسه لقبول نصيحة المؤمنين بل ان يطلبها ايضاً من اخوانه المؤمنين.
على المؤمن ان يهذب نفسه لقبول ما يوجهه له اخوانه المؤمنين من امر بمعروف او نهي عن منكر او تذكير بما ينبغي او لا ينبغي ويناقش معهم قضاياهم الايمانية برحابة صدر.
________________________________________
[1] رواه الشيخ الصدوق (قدس سره) في كتاب (من لا يحضره فقيه) ضمن الالفاظ الموجزة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والتي لم يسبقه اليها احد ، وكذلك رواه مسنداً في نفس الكتاب عن الامام علي السجاد زين العابدين (عليه السلام) ، وروي الحديث الشريف ايضاً مسنداً في وسائل الشيعة عن الامام علي الرضا (عليه السلام).
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نبيل محمد حسن الكرخي

بسم الله الرحمن الرحيم
العدل والمســاواة العادلة:
العدل والمساواة العادلة هي التي تأسس عليها الفكر الاسلامي المحمدي ، وهي من اهم ما يجب ان تتصف به جماعتنـــــا. المساواة العادلة التي تعطي لكل ذي حق حقه.
المساواة والعدالة التي قوامها تعاليم اهل البيت الاطهار (عليهم السلام) وسيرتهم العطرة ، والفقه المستنبط من القرآن الكريم واحاديثهم الشريفة ، فقه الثقلين المطهرَين الشريفَين.
فأما في القرآن الكريم فنقرأ في سورة الحديد: (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )).
وقال الله عزَّ وجلَّ في سورة النساء: (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )).
وقال تعالى في سورة النساء أيضاً: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )).
وقال سبحانه في سورة المائدة: ((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللهَ )).
وقوله تعالى في سورة النساء: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )).
وفي سورة الحجرات قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما في بحار الانوار ، أنه قال: (أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلّكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلاّ بالتقوى).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (الناس سواء كأسنان المشط).
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: (إن الناس من آدم إلى يومنا هذا، مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى).
ويروى عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) ، كما في سفينة البحار ، أنه قال: (العدلُ أحلى من العسل).
وفي نهج البلاغة: عن الإمام عليّ (عليه السلام) في عهده المعروف للأشتر النخعيّ : (ولا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة).
فهي النظرة المتساوية الى جميع الناس على اساس العدل ، إنَّه العدل وإنَّها المساواة العادلة.
لذتا النصر والشهادة:
للنصر لذته وللشهادة لذتها ، فاما لذة النصر فهي لذة تتحقق في الدنيا وإنْ كانت في نفس سبيل الله الذي يضحي من اجله المؤمنون. هي لذة دنيوية ولكنها ضمن إطار الهداية للصراط المستقيم. هي لذة الانتصار على الباطل وإحقاق الحق والانتقام العادل للمظلومين والاخذ بثأر الشهداء ، لذة الاستحواذ على الارض كما وعد الله سبحانه ((أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون)) ، لذة انتشار مباديء الاسلام المحمدي في الارض كلها ، لذة قطف الثمار الايمانية لتضحية إمامنا الحسين (صلوات الله عليه) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام).
واما لذة الشهادة فهي الاعظم ، حيث الجنّة التي وعد الله عباده المتقين ، حيث الخيرات والنعيم ...
قال الله سبحانه وتعالى: (( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـرُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَـفِرِينَ النَّارُ )) [سورة الرعد: 53].
وقال عزَّ من قائل: (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ )) [سورة محمد (صلى الله عليه وآله): 15].
وقال سبحانه: (( وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَـلِدُونَ )) [سورة البقرة: 25].
وقال تبارك اسمه: (( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِـَانِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً )) [سورة الإِنسان: 14 20].
وقال جلَّ وعلا: (( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) [سورة الغاشية: 10 16].
وقال سبحانه: (( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )) [سورة الحج: 23].
وقال عزَّ وجل: (( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَـهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً )) [سورة الإِنسان: 21].
وقال تبارك وتعالى : (( مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ )) [سورة الرحمن جلَّ شأنه : 76].
وقال تعالى: (( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الاْرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً )) [سورة الإِنسان: 13].
وقال تعالى: (( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ * فِى جَنَّـتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَـبِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَـهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَـكِهَةٍ ءَامِنِينَ )) [سورة الدخان: 51 55].
وقال تعالى: (( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ا لْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) [سورة الزخرف: 70 74].
وقال تعالى: (( فِيهِنَّ قَـصِرَتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ )) [سورة الرحمن (سبحانه): 56 58].
وقال تعالى: (( فِيهِنَّ خَيْرَتٌ حِسَانٌ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ )) [سورة الرحمن (جلَّ جلاله): 70 72].
وقال تعالى: (( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) [سورة السجدة: 17].
وقال تعالى: (( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَـبُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـلِدُونَ )) [سورة يونس (عليه السلام): 26].
الا تستحق احدى هاتين اللذتين التضحية بكل شيء من اجلهما ؟ بلى وربي ...
ذاتـنــــا :
ذاتنا الفردية هي:
ذات تمتلك عقيدة راسخة ،
ذات تمتلك طموح جارف بالسيطرة الفكرية على العالم ،
ذات تشعر بالظلم التاريخي والحالي ،
ذات يختلط ويتجانس معها شعور دائم بالندم على ما اقترفته من معاصي وما اكتسبته من ذنوب في مسيرة حياتها من المهد الى حيث هي الان ... انه ندم التوبة وندم اللاعودة الى المعاصي مجدداً مهما كانت الظروف إنْ شاء الله سبحانه ،
ذات تخلت عن خصوصياتها ... تخلت عن آرائها الشخصية ... تخلت عن ممتلكاتها ... في سبيل الله عزَّ وجلَّ.
ذات تعجز عن التأقلم مع واقعها المرير البعيد عن الله سبحانه وتعالى بل لا يمكن ان تسمح لنفسها بالتأقلم مع ذلك الواقع المخزي ،
ذات تنمي في نفسها الانفصال عن الواقع وكراهية الواقع ورفض الواقع ، انه الواقع المخزي المبني على معصية الله تعالى شأنه.
من الذات الى الجماعة ... كيان واحد :
الجماعة الايمانية هي البديل لكل الكيانات الاجتماعية ، مع ابقاء الاحترام لها وفق الضوابط الشرعية. فالجماعة الايمانية هي المقدمة على العائلة ، وهي المقدمة على القبيلة والعشيرة ، الجماعة لها الاولوية لانها قائمة على رابطة ايمانية مرتبطة بالله سبحانه.
قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران (عليهم السلام): ((إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ)).
وقال تعالى في سورة لقمان (عليه السلام): ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )).
وفي الحديث الشريف: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)[1] .
والجماعة الايمانية هي الطرف الذي يفترض انه يقوم على طاعة الله سبحانه ، فمن السهولة الجزم ان الانتماء للجماعة الايمانية هو أشد وأقوى ترابطاً بين افرادها من الانتماء للعائلة او العشيرة.
التخلـي عـن الـذات هو مسلك المؤمن لتأسيس جماعة مؤمنة قوية يذوب فيها ويكون جزءاً منها وتكون هي جزءاً من شخصيته ... فالمؤمن الذي يعيش في كيانه الايماني مع اخوته المؤمنين ضمن جماعة ايمانية قوية العقيدة وراسخة الارادة واضحة الهدف محبة للموت والتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى ، جماعة لا تعني لها الحياة شيء سوى ان بنائها وإعمارها هو هدف مطلوب لنفسه ولكنه ايضاً مقدمة لاعمار الاخرة حيث السعادة الدائمة التي لا انحسار لها ولا ضمور فيها. هذا المؤمن يبدأ بإكتساب مجموعة صفات تتعلق بطبيعة تفكيره ومنجه وقراراته ، حيث من الضروري ان يتخلى المؤمن عن آرائه الشخصية في مقابل الآراء الايمانية التي تصدر عن القيادات الدينية التي ينتمي اليها ، كالمرجعية الدينية التي يرجع اليها بالتقليد. وعليه ان يتخلى تدريجياً عن خصوصياته الفكرية ليستبدلها بالمنهج الاسلامي المحمدي العام والتفصيلي. وحيث ان المؤمن ينتمي الى الجماعة الايمانية فعليه ان يكون قادراً على البذل والعطاء من اجل الانتصار لقضيته الاسلامية.
على المؤمن ان يهذب نفسه لقبول الرأي المخالف لرأيه ولاسيما الذي يذكره اخوه المؤمن. وعلى المؤمن ان يهذب نفسه لقبول نصيحة المؤمنين بل ان يطلبها ايضاً من اخوانه المؤمنين.
على المؤمن ان يهذب نفسه لقبول ما يوجهه له اخوانه المؤمنين من امر بمعروف او نهي عن منكر او تذكير بما ينبغي او لا ينبغي ويناقش معهم قضاياهم الايمانية برحابة صدر.
________________________________________
[1] رواه الشيخ الصدوق (قدس سره) في كتاب (من لا يحضره فقيه) ضمن الالفاظ الموجزة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والتي لم يسبقه اليها احد ، وكذلك رواه مسنداً في نفس الكتاب عن الامام علي السجاد زين العابدين (عليه السلام) ، وروي الحديث الشريف ايضاً مسنداً في وسائل الشيعة عن الامام علي الرضا (عليه السلام).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat