
عندما تحصل مناسبة أو حادثة أو متغير غير مألوف يتهافت الكتاب والمثقفين والمعلقين...الخ على نشر ما لديهم من معلومات بل يتبارون بعرض أفضل كتاباتهم على الاكبر عددا من الجمهور كما يحصل مع حلول شهر رمضان عندما يكثر الحديث عن فضائل الصوم والشهر الفضيل أو مناقب الثورة الحسينية واحداثها التاريخية مع اقتراب مناسبة شهر محرم الحرام.... واليوم تشهد منطقتنا صراعا في مختلف المجالات الفكرية والسياسية والايدلوجية تخوضه المتنافستين السعودية وايران أو بمعنى أخر صراع وهابي شيعي , ولا عجب عندما نرى التحشدات واقامة التحالفات والدخول في صراع عسكري بينهما وإن كان هذا أمرا غير محمودا لدى الطرفين. ولكن العجيب المؤلم عندما يظهر الغير متوقع ظهوره مثل برنامج الكتاب الناطق على قناة القمر الفضائية للمدعو الشيخ الغزي والملفت للنظر تدعي هذه القناة والغزي نفسه انهم زهرائيون بلا منازع في الوقت نفسه يخصص هذا البرنامج لمهاجمة كل ما هو عزيز و رمز محترم عند الشيعة بل يهاجم شخصيات بمرور الزمن غدت محصنة لدى الجمهور مثل سيد ابو الحسن الاصفهاني قائد ثورة العشرين ضد الانكليز أسلاف الذين يحتمي بهم اليوم الغزي ويبث سمومه من عاصمتهم لندن . وعميد الخطباء خادم الحسين الشيخ الدكتور الوائلي( رحم) والسيد العالم الجليل الفقيه الورع صاحب عشرات الكتب والمؤلفات السيد الخوئي (قدس) ...وغيرهم كثر, يهول أمور ويعترض على أمور أخرى تافهة رافضا لسلوكهم في شرب الدخان داعيا الناس الى نفي مناقبهم الجليلة في العلم والجهاد... . ومما لا شك فيه إن التدخين في زمن هؤلاء الافذاذ عادة غير مرفوضة بين القادة و العلماء والمفكرين والادباء حول العالم ككل؟, وهو ليس حراما في الاسلام ولا علاقة للتقوى بمن دخن ومن لم يدخن؟ أما عرض استراحة درس لحوزة الامام الخوئي وإعتبارها حلقة درس للطعن في نظام وانتظام دروس الحوزة يدفعنا الى القول كرد منطقي ؟ من أين أتت علوم هؤلاء الرجال سواء كانو أساتذة أوتلاميذ وكيف تواصلت الاجيال في تداول هذه العلوم المختلفة ؟؟ وهل كان الغزي من المعاصرين للسيد أبو الحسن الاصفهاني ؟ هل كان والده أو عمه لا يدخن؟؟
قوله سبحانه وتعالى (و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم )من ظاهر قوله تعالى الموجه الى النبي الكريم محمد (ص) نفهم وجود بلائين من أيات التكليف الالهي في الاختبار والصبر يتعرض لها المؤمنون والمجاهدين أحدهما (ونبلو أخباركم), ولنا مثال متداول بين الناس وهو مرجع الوهابية والارهابيين بن تيمية الذي ظهر بعد خمسة قرون من ظهور الاسلام سمح لنفسه بنقل ونفي احاديث وروايات منقولة عن النبي (ص) ووصف اهل البيت والزهراء (ع) بأقذع الاوصاف بالكذب والأفك والتلفيق وتضليل المجتمع وهو فجور بحد ذاته يعكس تشوها أخلاقيا و قيميا ينفر منه كل عاقل وسليم وهو أيضا جناية أخلاقية ودينية وأنسانية يحاسب عليها في الدنيا والاخرة .
وأخيرا وليس أخرا يمكن القول ليس تشكيكا بالنوايا ولكن لا يحق لأحد مهما كان؟ ولاغاية شريفة تبرر هذه الوسيلة؟ ولا مبرء الذمه؟؟ استعراض سيرة هؤلاء الفضلاء رموز المجتمع الدينية و العلمية بهذا الاسلوب والمحاولة للنيل من مكانتهم وهم عند رب عزيز مقتدر و بلا مبرر ولا مسوغ ولا وقت مناسب. والله اكبر على المعتدي