الرغبة في الانفصال غواية قديمة شكلت أساسا لرزية العالم..كبرياء وأنانا كائن يجهل ويتجاهل دائما مسؤوليته تجاه الوجود..يجعل من الخيال مطيّة لمحق الواقع..الخيال هنا بات آلية من آليات تبسيط الواقع وتجاوزه..مع أن مهام الخيال الخلاّق أن يكون واقعا يصار إليه بذوق رفيع واجتهاد نفسي كبير..هو إذن ضرب من الخيال الأدنى الذي لا يقع بين المادة والعقل بل هو تحت المادة وشبه منها..الوجود في متخيل الخيال الأدنى هو ضرب من الخواء أو لنقل ضرب من العماء لأنّه ينحدر نحو العدم..إذا ما تلاشى الكائن المستقوي بالخيال الأدنى فإنّ وجوده الشقي أو شبه وجوده يصبح تشويشا على الوجود..وللخيال الأدنى عالمه الذي يستقل بمفاهيمه ورغباته ورموزه..هي ذات المفاهيم والرغبات والرموز المتوافرة في العوالم أو لنقل في المراتب الأخرى من الوجود، غير أنّها تمتحي من رزايا الوجود الضحل وتتلبّس بالشّبه لتبني عالما من الحصر والأعدام..في مراقي الوجود يستطيع الخيال أن يلعب أدوارا كثيرة..إنّ الكائن في مدارك الوجود الضحل يملك بحكم قابليته ومسؤوليته الأولى في الوجود صور مراتب الوجود الأعلى..إنّه من هذه الناحية هو حيوان عاقل يملك تعقّل الصور جميعها إن أراد..وحيث أنّه غير راغب في التّرقّي فهو يستطيع أن يماحك بصور الوجود الأعلى لتعزيز ومنح شرعية الوجود الأدنى..لا تحتاج البهيمة إلى شرعية لمزوالة وظيفتها في وجودها ذاك، ولكن الإنسان يتطلع إلى تبرير كل مراتبه ومنح الشرعية لوجود يدرك سلفا أنه لا ينبغي له..وجود صور مسبقة في الخيال الأدنى لما عليه الوجود الأعلى يفتح مجالا لممارسة نفاق الوجود..نعني بنفاق الوجود التبرم من مسؤولية التّرقي في الوجود بوصف الإنسان كائن وجد للترقي لا للحفاظ على مرتبته الأولى المعطاة..ليس المطلوب من الحيوان أن يكون حيوانا مفرطا في حيوانيته، لكن الإنسان لا يرسوا على حال، بل الرسو على حال واحد يوشك أن يحرمه ماهيته الإنسانية..للوجود الضحل أوهامه التي تجعل الكائن يراوح رموزه وطقوسه الدنيا في استشعار حالة من الهروب من الرغبة في التّرقي..إنّ التّرقّي هو نفسه يأخذ في الوجود الضحل معاني توهم الكائن بإمكانية التحرر، لكن هو شكل من الهروب..يتمثّل الوجود الضحل صور الوجود الأعلى ويسعى من خلال هذا التمثل الذي عادة ما يتغذّى على نفاق اللغة لمنح شرعية مزوّرة للوجود الضحل..هنا تتعزز مفارقات اللغة وفوضاها وتصبح وظيفتها تزييف الحقيقة التي هي من وظائف مكر الوجود الضحل..الكائن في الوجود الضحل يستند إلى مرض اللغة والخيال الأدنى والرغبة في الهروب فيبشّع صور الوجود الأعلى ويختزله في لعبة المفارقات التي اكتضّ بها العالم..كم هو هزيل هذا الوجود..كم هو ضحل.. بكائنه صانع الرزايا ..قاتل المعنى الجميل برسم الترقي الحقيقي في الوجود وليس الهروب الأدنى تحت أقدام الخيال الأدنى الذي هو ما قبل عالم المادة أو شبهها..الخيال الخلاّق هو خيال يتوسّله الكائن المهيّأ للتّرقي في مراتب الوجود وليس المتقلّب في دروب الوجود الضحل..هذا الخيال الخلاق ولهذا السبب ولتلك الوظيفة بات أرقى عند البعض من العقل نفسه.. مع أنّ هذا التصنيف في ذائقتي غير مقبول..كل ذلك هو من شأن النفس التي هي في شؤون..بمقدار الانفصال عن ماهية الإنسان التي هي ماهية الترقي حيث تحدد بالحركة لا بالثبات، كونه الكائن القابل للتخارج النوعي، فإنه بمقدار تحقق انفصاله تنشأ الشرور..لا تسألوا عن الشرور في صندوق باندورا ولا عن الشرور في قصة زيوس، بل ابحثوا عنها في قصة الانفصال عن ماهية الترقي في الوجود والانفصال عن الكوني..إن جدلية الخير والشّر هي بتعبير آخر جدلية الانفصال والاتصال..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الرغبة في الانفصال غواية قديمة شكلت أساسا لرزية العالم..كبرياء وأنانا كائن يجهل ويتجاهل دائما مسؤوليته تجاه الوجود..يجعل من الخيال مطيّة لمحق الواقع..الخيال هنا بات آلية من آليات تبسيط الواقع وتجاوزه..مع أن مهام الخيال الخلاّق أن يكون واقعا يصار إليه بذوق رفيع واجتهاد نفسي كبير..هو إذن ضرب من الخيال الأدنى الذي لا يقع بين المادة والعقل بل هو تحت المادة وشبه منها..الوجود في متخيل الخيال الأدنى هو ضرب من الخواء أو لنقل ضرب من العماء لأنّه ينحدر نحو العدم..إذا ما تلاشى الكائن المستقوي بالخيال الأدنى فإنّ وجوده الشقي أو شبه وجوده يصبح تشويشا على الوجود..وللخيال الأدنى عالمه الذي يستقل بمفاهيمه ورغباته ورموزه..هي ذات المفاهيم والرغبات والرموز المتوافرة في العوالم أو لنقل في المراتب الأخرى من الوجود، غير أنّها تمتحي من رزايا الوجود الضحل وتتلبّس بالشّبه لتبني عالما من الحصر والأعدام..في مراقي الوجود يستطيع الخيال أن يلعب أدوارا كثيرة..إنّ الكائن في مدارك الوجود الضحل يملك بحكم قابليته ومسؤوليته الأولى في الوجود صور مراتب الوجود الأعلى..إنّه من هذه الناحية هو حيوان عاقل يملك تعقّل الصور جميعها إن أراد..وحيث أنّه غير راغب في التّرقّي فهو يستطيع أن يماحك بصور الوجود الأعلى لتعزيز ومنح شرعية الوجود الأدنى..لا تحتاج البهيمة إلى شرعية لمزوالة وظيفتها في وجودها ذاك، ولكن الإنسان يتطلع إلى تبرير كل مراتبه ومنح الشرعية لوجود يدرك سلفا أنه لا ينبغي له..وجود صور مسبقة في الخيال الأدنى لما عليه الوجود الأعلى يفتح مجالا لممارسة نفاق الوجود..نعني بنفاق الوجود التبرم من مسؤولية التّرقي في الوجود بوصف الإنسان كائن وجد للترقي لا للحفاظ على مرتبته الأولى المعطاة..ليس المطلوب من الحيوان أن يكون حيوانا مفرطا في حيوانيته، لكن الإنسان لا يرسوا على حال، بل الرسو على حال واحد يوشك أن يحرمه ماهيته الإنسانية..للوجود الضحل أوهامه التي تجعل الكائن يراوح رموزه وطقوسه الدنيا في استشعار حالة من الهروب من الرغبة في التّرقي..إنّ التّرقّي هو نفسه يأخذ في الوجود الضحل معاني توهم الكائن بإمكانية التحرر، لكن هو شكل من الهروب..يتمثّل الوجود الضحل صور الوجود الأعلى ويسعى من خلال هذا التمثل الذي عادة ما يتغذّى على نفاق اللغة لمنح شرعية مزوّرة للوجود الضحل..هنا تتعزز مفارقات اللغة وفوضاها وتصبح وظيفتها تزييف الحقيقة التي هي من وظائف مكر الوجود الضحل..الكائن في الوجود الضحل يستند إلى مرض اللغة والخيال الأدنى والرغبة في الهروب فيبشّع صور الوجود الأعلى ويختزله في لعبة المفارقات التي اكتضّ بها العالم..كم هو هزيل هذا الوجود..كم هو ضحل.. بكائنه صانع الرزايا ..قاتل المعنى الجميل برسم الترقي الحقيقي في الوجود وليس الهروب الأدنى تحت أقدام الخيال الأدنى الذي هو ما قبل عالم المادة أو شبهها..الخيال الخلاّق هو خيال يتوسّله الكائن المهيّأ للتّرقي في مراتب الوجود وليس المتقلّب في دروب الوجود الضحل..هذا الخيال الخلاق ولهذا السبب ولتلك الوظيفة بات أرقى عند البعض من العقل نفسه.. مع أنّ هذا التصنيف في ذائقتي غير مقبول..كل ذلك هو من شأن النفس التي هي في شؤون..بمقدار الانفصال عن ماهية الإنسان التي هي ماهية الترقي حيث تحدد بالحركة لا بالثبات، كونه الكائن القابل للتخارج النوعي، فإنه بمقدار تحقق انفصاله تنشأ الشرور..لا تسألوا عن الشرور في صندوق باندورا ولا عن الشرور في قصة زيوس، بل ابحثوا عنها في قصة الانفصال عن ماهية الترقي في الوجود والانفصال عن الكوني..إن جدلية الخير والشّر هي بتعبير آخر جدلية الانفصال والاتصال..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat