صفحة الكاتب : علي السواد

الربيع العربي وقدره السيء(7) المصريون ينتفضون–القسم الاول
علي السواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لم يكن الرئيس حسني مبارك يتوقع نهاية حكمه بهذه السهولة، بعد قرابة الثلاثين عاما متواصلة من تسلطه على الشعب المصري، بحيث يكون هوهدفا سهلا لاقصائه من كرسي الحكم بفعل انتفاضة الفيسبوك التواصل الاجتماعي هو ومن معه حتى انتهى بهم الامر جميعا الى سجن طره وهم الان هناك مقيدين بجدرانه ممنوعين من الحركة والاتصال او التواصل مع الخارج. الا بموافقة السجان هذا هو حالهم المهين بعد ان كانوا دكتاتوريين صلفين الان ينتظرون المحاكمة بعد الحكم على كبيرهم بالمؤبد.
 
 بينما هو كان يستحق الشنق امام الجماهير لاستبداده الطويل وخيانته للشعب المصري والتسبب في تخريب حياته والحاق اشد الضرر به، فقط حتى يخدم مصلحة اسرائيل وامريكا والغرب محتقرا مصلحة المصريين والعالم العربي، وخصوصا القضية الفلسطينية التي همشها وانكر احقيتها وقيمتها  حتى تحولت الى قضية متنازع عليها بين الفلسطينيين انفسهم مما ادى بها الى الاندحار اعلاميا وقانونيا و ترك المتصرف الوحيد في شأنها وهو الاحتلال الاسرائيلي. كي يفعل كل ما يحلو له حتى فقدت الكثير من زخمها  في عهد مبارك وهذا هو ثاني اهم الاسباب التي جعلت الرئيس مبارك.
 
  يطرد  من صفتة كرئيس لمصر ليتحول بفترة ليست بكبيرة الى اشهر سجين في مصر وربما العالم بعد تامره الواضح على القضية الفلسطينية و على العرب كلهم والسبب الاول هو تمسكه بالسلطة وحرمان الشعب المصري من ان يكون مشاركا اوطرفا في السلطة  والحكم، وبالتالي انتفاضة خمسة وعشرين يناير كما سميت في الاعلام  المصري كانت هي الرد الطبيعي على سنوات الاقصاء والظلم من قبل فرد قرر ان يكون هو وحده في ادارة مصير اكثر من ثمانيين مليون مصري ومصرية، لكن الذي لم يكن في وارد التوقعات هو ان  يبقى النظام في اغلب مؤسساته القمعية.
 
 
 كما هو ولم يتغير منه اي شيء فهذا خارج سياق الفهم الطبيعي لمنطق الثورات هذا اذا اتفقنا انها ثورة وربما هو يحث على تخفيض نسبة الطموح والفرح ويحث على اعادة التقيم  ومعرفة اهم الاسباب التي عرقلة نجاح الثورة و عدم تحقيق اهدافها ولكن  انا اعتقد أن ما حصل في مصر ليس ثورة بالمعنى الاكاديمي لمفهوم الثورة بقدر ماهو احتجاج ادى الى الغاء نظاما دكتاتوريا فقط بينما كان نشاط الشارع المصري وحضوره في كل مكان من ارض مصر يوحي بأن المجتمع المصري بكل توجهاته كان يسعى لتغير كل معالم الواقع وملامحه وتاسيس واقع جديد له، بحيث لايمت باي صلة لما فات وقضى.
 
 
 
 
 
 من الفترة السابقة التي قد تجاوزت بمدتها مايقارب الستين عاما لكي يؤسس دولة حديثة دولة ترتكز على دستور وقوانيين تحفظ كرامة المواطن، وتثبت حقوقه المشروعة بعد قرون من الظلم والاستعباد والدكتاتورية الغاشمة التي استنزفته بقسوة ولكن الذي لم يحدث في الوقت الراهن في أي بلد عربي حصل فيه التغير اي شيء يلفت النظر و يؤكد على ان ماحصل فعلا هو ينتمي الى تحول وتبدل حقيقي ناشئ من فعل ثورة شاملة وكاملة في مشروعها الثوري بل هو حدث اقرب  الى مفهوم الاحتجاجات التي انتهت اليها هذه الثورات بين مزدوجين نتائج متواضعة،
 
 لا ترتقي لصالح مفهوم الدولة الحديثة بل لم تكن ذات قيمة ممكن ان تصبح مهمة بل هي نتائج مخيبة للامال ومثيرة للقلق والخوف. لما هو قادم وبعد ان تم السطو على هذه الثورات؟ وسرقة جهود من نهض بها من قبل الولايات المتحدة واخوان المسلمين الذين اصبحوا يحكمون في مصر وليبيا وتونس وربما حتى في سوريا واليمن والتالي هو اسلمة الوطن العربي  وعن قصد كله مكشوف، ليتم القضاء نهائيا على اي توجه يساري او علماني او اي دعوات تطالب بالديمقراطية كما تريده اغلبية الشعوب العربية  ولكن رغبة امريكا والدول الغربية هي ضد ما يتمناه المواطن العربي.
 
 وبالتالي يجب اخضاعه مرة اخرى لدكتاتورية الاحزاب الاسلاموية الفاسدة والرجعية في كل شيء والهدف اللامعلن في سياسة الولايات الامريكية المتحدة الجديدة بعد سقوط  عدد من انظمتها القمعية التي تخلت عنها كي تثبت هيمنتها من جديد. ولكن باسم الديمقراطية المشروطة هذه المرة فقط لصالح الحركات المتخلفة التي تدعي الاسلام لجعل العالم العربي يحكم عن طريق الاسلام المهجن الذي يخدم ويتماشى مع كل  مصالح الولايات المتحدة والغرب وهذا ما اكدت عليه سفيرة امريكا في مصر السيدة ان باترسون عندما التقت بقيادات الاخوان المسلمين في مصر.
 
 
 
 وطلبت منهم بكل استفزاز ان يحافظوا على مصالح امريكا ،والغرب ،واسرائيل، وهذه اللقاءات ليست غريبة او جديدة على اخوان مصر بل هم على علاقة مستمرة مع كافة الادارات الامريكية السابقة وهذا مايؤكده ايضا الدكتور سعد الدين ابراهيم استاذ علم الاجتماع ومدير مركز ابن خلدون كوسيط بين اخوان المسلمين وبين الادارة الامريكية وهو مصري الاصل والحاصل على الجنسية الامريكية و ايضا اعتراف الكثير من الدبلوماسسين الامريكان والغربيين بعلاقاتهم مع اخوان المسلمين وبالتالي الذي حصل هو لايخدم المواطن المصري البسيط ولا المواطن العربي.
 
 بشكل عام ولا المواطن الفلسيطيني الذي كان يتمنى ويطمح باستمرار لتغير القيادات العربية وانظمتها الفاسدة، كلها وبدون استثناء وخصوصا النظام المصري الذي كان سببا مباشرا في اهانتهم كشعب فلسطيني وتعرضهم الى الام كثيرة من جراء سياسته الظالمة لهم وكفلسطينيين هم بالاساس يعانون من تسلط  الاحتلال الاسرائيلي وفضلا عن محاصرتهم وتجويعهم والتفنن في اذلالهم كي يزيد ويضاعف المعاناة  عليهم وكأن  اجراءات الاحتلال اسرائيلي ليست كافية وليست قاسية كما يجب ان تكون عليها القساوة ولهذا هو تطوع نظام حسني مبارك بالنيابة عن حكومات اسرائيل.
 
 باحكام السيطرة على ما تبقى من الارض الفلسطينية والمبالغة في تشديد الحصار على شعبها المحتل .  كي يعوض اي نقص او اي فشل اسرائيلي ونتيجة لذلك تحول نظام حسني مبارك الى نظام متامر بكل وضوح على القضية الفلسطينية وعلى حقوقها التاريخية المغتصبة منذ عقود طويلة من قبل احتلال لايؤمن بالسلام ولايؤمن بحق الاخر اذا كان هذا الاخر ضعيفا لايملك كل اسباب المواجهة، كالشعب الفلسطيني الان لكنه مع كل ذلك كشعب اعزل استطاع ان يفرض وجوده وبقوة رغم التكلفة و فداحة الخسارة المادية  والنفسية له الا انه استمر بالعناد والصمود حتى حقق الاختراق الايجابي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/09



كتابة تعليق لموضوع : الربيع العربي وقدره السيء(7) المصريون ينتفضون–القسم الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net