الأبعاد الأخرى لمهرجان ربيع الثقافة
د . مسلم بديري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في ظل ما تتناقله وسائط الإعلام المغرضة من صور تريد – إكراها – أن تُري الناس استمرارية العهد المنصرم البائد الذي عاشه العراق – قسرا- صارت صورة العراق حتى حين غير بعيد صورة معتمة قاتمة يتخللها شيء من إرهاب وشيء من قتل وشيء من اختطاف .. لا شيء منير لاشيء هادئ فما أن يذكر اسم العراق حتى رُسمت في ذهن المتلقي صورة لقرية يرتادها حفاة المسلحين و القتلة , وفي الحقيقة ان المتلقي لا يلام
فليس من شأنه البحث والتقصي عن الأمور وحقائقها وليس مناط به تكذيب قول قائل ..
ولكن من يريد أن يُرى جميلا عليه – ليس فقط – أن يبدو كذلك وإنما عليه أن يجعل الناس ترى جماله
في هذا الوقت لا يكفي أن تكون الزهرة جميلة بل ينبغي أن تجذب الانتباه لجمالها ....
كل ما يجذب الانتباه هذه المرة وجدناه في كربلاء فلقد قُدمت صورة جلية للواقع العراقي الثر وكيف برهنت اللجنة القائمة على مهرجان ربيع الشهادة – بصمت – على ان العراق بشيء مما لم ينقله الاعلام بصورة صحيحة فقد قدم المهرجان رسالة سياسية واقتصادية مفادها ان البلد الذي يحتضن كل هذه الوفود بهذا القدر من الاهتمام وبهذا القدر من الحفاوة وعلى دقة التنظيم هذه و كل هذه الحيثيات التي ازمعت اللجنة المشرفة على اظهارها – عفويا- برهنت على ان البلد ليس بخير فقط وانما بالف خير وان هناك سواعد لا تكل ولا تمل وان تقل الارض فهي شطآن
والحقيقة أغلب الدعوات كانت موفقة فلم أرَ دعوة – من وجهة نظري- لم توصل رسالة ما والرسالة التي قُدمت من خلال تواجد الوفد الكويتي محت صفحات من الرسوم التي خطت بأبشع الأسلحة والأقلام فعلى سبيل المثال أعاد وجود الوفد الكويتي رسم ملامح للعلاقة المتأصلة بين الجارين الشقيقين
ووجود الاخوة المسيح الغرب قدم شيء عن عالمية القضية الحسينية وكيف امتدت هذه القضية على وجه البسيطة لتشمل مختلف الأمصار وجميل جدا ما حصل في المهرجان من تبادل فكري وتقارب اجتماعي وإنشاء علاقات جمعها الحسين عليه السلام
والأجمل هو ان يُرفع شعار صريح يربط بين الحسين والثقافة والمحاولات الجادة لإيصال الحسين هذا المصطلح الشامل من خلال مصطلح شامل آخر هو الثقافة فالحسين صورة جلية لمنظر ثقافي إنساني مشرق بإمكانه ان ينحُ بالكون منحى اخر فيما لو تطبع به الناس والحقيقة فقد تفعل كلمة مالم تفعله الأسلحة....
وبما ان الثقافة مصطلح شامل فنتمنى ان تمثل الفروع الأخرى للثقافة في المهرجانات القادمة.. لكي يفهم الناس ان العقل الشيعي قد نهل الكثير من رضاب الحسين وال محمد بالعموم
ولاشيء سوى الكلمة الطيبة والفعل الحسن والثقافة الحقة بامكناها ترفع العراق من الصورة الاليمة التي رُسمت له فان مهرجان ربيع الشهادة تجربة كانت جديرة بان يُقتدى بها لتقويم الواقع الذي نحياه
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . مسلم بديري


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat