النص بين الفهم الداخلي و الفهم الخارجي
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحتاج النص إلى ( آليات ) لفهمه ، فهناك من يفهم النص من ( الداخل ) و يعمل على ذلك ، و هناك من يفهمه من ( الخارج ) و ينصب عمله على ذلك ايضاً .
فأي الفهمين هو الأفضل ؟
في الواقع لقد تنوعت الآراء في هذه المسألة المهمة و الشائكة في بعض الأحيان .
1ـ فدعاة الفهم ( الداخلي ) يقولون ان فهمهم هو الصحيح .وان من يفهم النص من ( الخارج ) ـ بحسب دعاة الفهم الداخلي ـ فهو متمسك بالقشور فقط .
2ـ أما دعاة الفهم من ( الخارج ) فيقولون بأنهم لا يريدون ان يكونوا حبيسي النص ، بل هم يفهمونه و يتجاوزون آليات فهمه ( المحددة ) ليحققوا فهماً أوسع و أشمل ، بل و متجدد مع المتغيرات الزمانية و المكانية .
و هنا نقول : لا يمكن انكار الفهم ( الداخلي ) للنص لأنه الأساس في فهم ( حقيقة النص ) لكن بشرط ان لا نكون اسرى له ، و ان لا تدفعنا ( النصوصية الزائدة ) إلى اقفال العقل على الموجود ، و بالتالي تسفيه أو ربما تكفير كل ما عدى ذلك .
أما الفهم ( الخارجي ) للنص فيكون محموداً لو وضع في اساسياته احترام النص أولاً ، و العمل على تحقيق الفهم الصحيح له بدرجة أوسع و بآليات أكثر ليكون متلائماً مع الواقع الزمكاني .
بل ان الابداع يكمن في فهم النص من ( الخارج ) لأن ( الأدوات ) هنا تكون أكثر ، و تتنوع بحيث تحقق الرؤيا للنص من جميع جوانبه بلا اغفال لأي جزئية ، مضافاً إلى عدم الخوف من النص ، و عدم التقديس المفرط ، خصوصاً لو كانت تلك النصوص قابلة للنقاش العلمي و ليست نصوصاً ( معصومة ) .
و هنا فإن علينا ان نعمل ضمن آلية ( التعقيل في الفهم ) إذ هي من سيوصلنا إلى تحقيق فهم أفضل و أوسع ، مع عدم الجمود على جانب أو اغفال جانب ليس فيه أدنى منع لو اردنا استغلاله .
أما من حصر الفهم في موارد و اطر و آليات محددة فهو لن يوصلنا إلى أي فهم كامل للنص مطلقاً ، و بالتالي سيكون القارئ أسيراً للنص . بل لن يستطيع تحقيق الإبداع المطلوب منه كـ( متصدي ) .
إن ( أدوات المعرفة ) كثيرة و متنوعة ، و تستطيع ارشاد ( المريد ) إلى ما يريده و أكثر بشرط ان يفهمها و يُحسن استعمالها .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat