صفحة الكاتب : حسين الربيعاوي

ما بعد الاصلاح
حسين الربيعاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من أبجديات العمل السياسي ان اي موقف سياسي  لا ياتي من فراغ بل ثمة موقف سابق يترتب عليه الموقف التالي او اللاحق وهذا ليس عيبا ولا جرما ولا من كبائر الذنوب في السياسية بل العكس هو مطابق لمفهوم "ان السياسية فن الممكن"او فن الكسب السياسي  .من هنا جاءت مظاهرات وأعتصامات التيار الصدري الاخيرة تجسيدا لهذا المفهوم 
السؤال الذي قــد يتبادر لذهن المتلقي ماهي المواقف التي ادت لــِدعـوة مقتدى الصدر محاربة الفاسدين وجعلتة يلبس ثوب الاصلاح؟!!
مما لاشك فيه ان المتابع لعمل كتلة الاحرار بشكل خاص والاضاع في العراق بشكل عام يسجل عدة مواقف جعلتهم يلبسون ثوب الاصلاح بشكل مفاجئ!! ..ومراعاة للاختصار يمكن يجازها بموقفيـــــن :
الموقف الاول :المطالبة المستمرة من قبل المرجعية الدينية للحكومة بضرورة الاصلاح والذي تزامن مع مظاهرات التيار المدني المطالب بعملية الاصلاح ومحاسبة الفاسدين, الامر الذي شجع الحكومة القيام بخطوات "خجوله"نحو الاصلاح فشمل بعض قيادت الصدريين منهم بهاء الاعرجي على سبيل المثال لاالحصر فخسر الصدريين وزاره سيادية مقارنة بوزارت حلفائه الشيعية !!
الموقف الثاني :صعود او بزوغ نجم قيس الخزعلي بشكل ملفت النظر خلال السنتين الاخيره مستغلا الخلافات الايرانية  الصدرية من جهه وخلافات المالكي(حزب الدعوة) والصدريين من جهه اخرى فاصطف الخزعلي الى جانب المالكي في كثير من المواقف ضد التيار الصدري ولعل موقف النائب حسن سالم الذي ينتمي الى حزب الخزعلي في اصطفافه مع دولة القانون تحت قبة البرلمان ما  يدلل ذلك. 
هذين الموقفين او الامرين وغيرهما جعلت هيبة وشعبية التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر تتضاءل شيئا فشيئا لولا استدركهم في لبس ثوب "الاصلاح" لاِ اعادة هيبة تيارهم بين جمهورهم على اقل تقدير واعتقد انهم نجحوا في ذلك من خلال المثلث التالي 
قام مقتدى الصدر بسجن بهاء الاعرجي تعبيرا عن استياه من فساد اعضاء كتلته وانه هو من يحاسب الفاسدين لان الحكومة مشلولة عن محاسبتهم!!فهذه رساله بعثها الى جماهيره انه ضد الفاسدين بغض النظر عن لونهم و طعمهم ورائحتهم .لكن الملفت للنظر ان بهاء الاعرجي اطلق سراحه بدون أدانه  تذكر كما ذكرت وسائل الاعلام !!!
نجح مقتدى الصدر ان يبعث رساله الى الري العام المحلي والاجنبي والى خصومه ان زعامة الشارع الصدري لازالت بيده  حين قاد بنفسه مظاهرات واعتصامات ا"لاصلاح" امام بواب المنطقة الخضراء .
امر مقتدى الصدر نوابه بالانسحاب من الاعتصام البرلماني وقد علل ذلك ان اتباع الولاية الثالثة(هم انصار المالكي) يرغبون تجيير الاعتصام البرلماني لصالحهم! و تزامن مع الانسحاب الهجوم على بعض دوائر الدولة "قيل " ان المتظاهرين من قام بذلك .وهذه رسالة اخرى حاول ان يبعثها مقتدى الصدر الى الخصومه الشيعية من جهه والى الكتل السياسية كافة من جهه اخرى ان زمام المبادرة بيد مقتدى الصدر..  فالسان حاله يقول بهذا الانسحاب استطاع ان "يفلش" مؤامرة المالكي في العودة الى دفة الحكم واصبحت كتلة الاحرار الطفل المدلل في البرلمان وهي صاحبة الفضل بالإصلاح "الصوري" الذي جرى يوم الثلاثاء 27/4/2016!! 
أمام هذا الإيجاز السؤال المطروح ما ثمرة الإصلاح "الصوري" 
حتى تكون الإجابة قريبة الى الواقع علينا تثبيت حقيقتين....
الاولى الذي قطف ثمرة الاصلاح مقتدى الصدر لانه اعاد هيبة تياره امام جمهوره و امام خصومه وانه لازال الطفل السياسي المدلل في العراق ..اما الحقيقية الاخرى.. هي.. بما أن قــــدر العراق شعبهُ مختلف - سنه - شيعه - أكراد .ومحيطه الإقليمي  مختلف أيضا - سنه -- شيعه --اكراد.. اذن يمكن القول لا ألاصلاح الصوري ولا الحقيقي يغيير الداخل العراقي.مادام هذه الحقيقة قائمة . وهذه صفحات تاريخ العراق تشهد!!.فاللعبة الطائفية والاثنية المحلية والإقليمية تلعب دور مهم في رسم المشهد السياسي العراقي وكانت سببا لعدم أستقراره منذ مئات السنين. 
نعم الذي سيتغير  خارطة التحالفات الشيعية الخارجية ..فاعتقد ان ايران ستعيد ترتيب أوراقها على حساب شيعة العراق لانها أيقنت ان خريف المالكي ومن لف لفه بدء يقترب وورقته ستحترق عاجلا ام آجلاً.وان مقتدى الصدر رجل المرحلة القادم حسب المعطيات التالية 
ان أيران تسعى الى حكومة اغلبية برلمانية "شيعية" تكون في حضن ولاية الفقيه العامة لتحيقق مصالحها في المنطقة . وقد حاولت ذلك مراراً وتكراراً منذ 2013 الى يومنا هذا على يد المالكي ذو الاغلبيه البرلمانية العددية لكنها فشلت بسبب معارضة السنة والكرد دعاة "المحاصصة" او "التوافقية" أو..أو.. لذا فأيران ايقنت ان لعبة الضغط الجماهيري هـي الوسيلة الجديدة للوصول اي مطلب.. ومقتدى الصدر وأنصاره خير من يلعبون هذه العبه وخاصة بعد فوزه بجولة الإصلاحات الصورية !!وعلى يبدو ان ألقاء الأخير بين المالكي  ومقتدى برعايه لبنانيه ايرانيه الذي تزامن مع مظاهرات "الاصلاح"  يقع ضمن هذا الاطار لكنه فشل ونجهل اسباب فشله.
ان مقتدى الصدر وأنصاره يستطيعون كتم افواه معارضي  ولاية الفقيه العامة في العراق  من الشيعية " والحليم تكفيه الاشارة". وهو ما تسعى له ايران منذ سنوات سابقة ..فكل محاولاتها السابقة لــــم تأتي اُكلها .
تستطيع ايران بمقتدى الصدر وأنصاره  إفشال اي مظاهرة او اعتصام او احتجاج لا يوافق رؤيتها السياسية في العراق فقد حاولت أفشال مظاهرات التيار المدني عندما زجت انصار الخزعلي بين المتظاهرين لكن النجاح كان نسبي ..ولكن عندما خرج انصار مقتدى  ذابت كل مظاهرات التيار المدني  ولا مدني واصبح شعارهم التعديل الوزاري الصوري ليس الا!!!!!!!!
اذن يمكن القول ان ايران ستعيد المزاوجة عاجلا ام اجلا ..على المدى القريب ام البعيد بين حلفائها وبين مقتدى الصدر حتى يلد وليداً يصفع كل معارض شيعي لِولاية الفقيه العامة وقانا شر هذا الوليد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الربيعاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/30



كتابة تعليق لموضوع : ما بعد الاصلاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net