صفحة الكاتب : حسن حاتم المذكور

سقوط الأقنعـة
حسن حاتم المذكور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سقطت الأقنعة بكاملها عن وجوه رؤساء الكتل, كم هو مخجل منظر المسؤول سواء كان رئيس كتلة او تابع عندما يكون مأجوراً, سقطت وتدفقت برك الفساد والأرهاب لسراق السلطة والمال, مجاهد على رأس السلطة التنفيذية يحرض ويتوعد بفتنة داخلية ربما سترتكبها مليشيات داعشية الحسب والنسب كهروب الى الأمام من قبضة العدالة الوطنية, او خطاب منافق ورزمة تصريحات محتالة لأسلامي قومي في قمة الرئاسة , او دسائس دبقة لرجل المادة (4) ارهاب للسلطة التشريعية وآخرى لأنكشاري من متبقيات العثمنة.
شبل عزيز العراق وابن اخ شهيد المحراب وحفيد فتوى الجد التي تلوثت بدماء عشرة الآف شهيد من فقراء الجنوب والوسط خلال الأسبوع الأول من انقلاب 08 / شباط / 1963, يرفض الفطام ليرضع المزيد من ثروات الوطن وارزاق الناس وبطرف عمامته يمسح المتبقي من بقع الدم عن اذيال سمعة العائلة (المقدسة!!) وحوله البعض ممن اوهموا المواطن بجهادية رثة مرتقة بدماء وارواح بواسل الحشد الشعبي عندما قفزوا على ظهر موجتهم الوطنية ليتصدروا المشهد خلفيات للأختراقات الأقليمية.
كتل الأئتلاف الشيعي, هي الأكثر خبثاً وقلة حياء في اخراج مرحلة نظام التحاصص والتوافقات, الأمر بالنسبة لها صيغة طائفية عرقية لأبتلاع العراق, كتلة التحالف الكردي لا جديد في سلوكها, فهي العارية دائماً في خذلان العراق, تعيد الآن (سلطة ومعارضة) تاريخ احلافها مع عروبيي البعث واسلاف المجلس الأسلامي الأعلى للأفتاء الدموي عندما دخلوا مجندين اذلاء داخل هجين انقلابيي 08 شباط الفاشي فحرقوا العراق واحترقوا معه. 
مقتدى التيار الصدري, الذي لايبيض الا ما هو فاسد من مفاجآت غير منضبطة والمشبوهة في مجمل توقيتاتها وتفصيلاتها, انه الصبي البدائي الذي تعلم بعد 2003 كيف يكتب اسمه مع قليل من الأخطاء, تورم بوهم القيادة التي يفتقر الى ابسط مؤهلاتها وعبر ثلاثة عشر عاماً نفذ اغرب واخطر الأدوار حتى اصبحت الــ (كلا..كلا.. نعم..نعم..) و (شلع وقلع) هزيمة وخذلان من وحي سفارة الـ (كلا..كلا..). 
الشارع العراقي المنتفض الى جانب الحراك الوطني من داخل مجلس النواب, اسقط الأقنعة وكشف عن زيف ونفاق مدعي الأصلاح (الشامل!!), ومع ان الحراك الوطني من داخل مجلس النواب قد يتعرض الى ضغوطات مادية ومعنوية غير عادية, لكنه وفي جميع الحالات سيخلق وضعاً مثالياً على المدى غير البعيد يتبلور عن كتلة وطنية واعية لأهدافها المستقبلية تحظى بغطاء شعبي واسع سيحصد الوطن الثمار فوزاًمدهشاً في الأنتخابات القادمة, انها الآن ومهما سيحدث, ضربت نظام التحاصص والتوافقات وشراكة التجزئة والتقسيم في الصميم. 
سقطت الأقنعة عن امريكا وايران والسعودية مع انهم يعبثون في الشأن العراقي عراة, يمتلكون طوابير استخباراتية ومخابراتية واذرع مليشياتية على طول العراق وعرضه, طابوري الكرد ووممثلي السنة تمتلك امريكا حق التصرف بهما, طوابير الأحزاب الشيعية افرغتها المصالح الأيرانية من مضمونها الوطني وان دافعت عن العراق او تضامنت معه, فقط من اجل ان تنفرد في افتراسه او الأستحوذ على حصة الأسد منه, لا مذهب ولا اضرحة مقدسة تقف في وجه اطماعها القومية, السعودية التي تمددت في شرايين العملية السياسية ارشاءً وافساد وارهاب وشراء ذمم, لم تفلت كتل الحثالات عن المبيت على سرير عهرها, امريكا وايران والسعودية وحدهم يستطيعون ان يسقطوا فينا حكومة ويشكلوا لنا غيرها. 
العراق يعيش الآن نكبة التدخلات الأمريكية الأيرانية السعودية وانظمة الأنحطاط الأقليمي, نكبة عوقته واقعدته على سرير الكارثة حتى وصل الأمر به ان يبحث خسارة عن ثغرة للنفاذ عبر فلتر المراجع الدينية مع انها العثرة المؤجلة للأطاحة به, انها كارثة سقوط القيم ومباديء الأنتماء والولاء عندما يتجاهل العراقيون فلتر الهوية الوطنية ومختبر المشروع العراقي للتحرر والديمقراطية لفرز طوابير التبعية والأرتزاق عن تيار الحركة الوطنية العراقية حتى اصبح تراثنا الوطني تابوتاً في مقبرة الجهاد الدواعشي.
اخيراً ما يجب قوله لمنتفضي مجلس النواب, قد لا تكسبوا كامل الجولات مع قوى الفساد والأرهاب وشراكة التحاصص والتقسيم, لكنكم ستؤسسون لمستقبل وطني, هذا اذا ما تبلور من داخل ردة فعلكم تيار عراقي ديمقراطي يحظى بغطاء شعبي واسع يمثل مجموع مكونات المجتمع العراقي, هنا انجزتم تعبيد الطريق نحو التماسك الوطني من داخل وحدة الأمة العراقية, قد يتذبذب او يخرج عن صفوفكم البعض فليس مقياساً اذا ما اجهدتم انفسكم لبلورة تيار وطني لمشروع اصلاح واضح يستمد عافيته وثباته من دماء المشروع العراقي, الشارع الوطني قد انضجته التجربة ويمكنكم الأعتماد عليه وتكونوا ادواته الوطنية لأنجاز مراحل التغيير المستقبلي.
21 / 04 / 2016 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حاتم المذكور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/22



كتابة تعليق لموضوع : سقوط الأقنعـة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net