صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

مشروع بايدن والإصلاحات
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد النظر وقراءة الإحداث، صفة لا تتوفر كافة البشر بكل تأكيد، منهم العاملين في المجال السياسي، هناك ساسة أهدافهم لا تتجاوز السلطة، لذا تكرس حكمتهم وحنكتهم في البحث عن الإلية الأفضل والأقصر للوصول لهذا الهدف، بالمقابل هناك قادة يسخرون حكمتهم وحنكتهم، لغرض بناء الدولة الخادمة، بغض النظر عن موقعهم فيها، يدرسون الأحداث وأبعادها، ليقفوا على نهاياتها، ليحددوا مواقفهم منها.
 العراق بعد 2003، اجتمعت عليه كل قوى الشر في الأرض، مستغلة تناقضات المجتمع وتعدد مكوناته، والهواجس التي تحكم هذه المكونات، كان ومازال معظم ساسة البلد، لا يدركون حقيقة وحجم المؤامرة، كون هدفهم لا يتعدى السلطة وكيفية الحصول عليها، لذا أصبح استغفال المواطن البسيط، للحصول على صوته، الهدف الأهم والأسمى لديهم، أما القادة يمسكون بجمرة من النار، لإدراكهم حجم وهدف المؤامرات، بين هذا وذاك  المواطن البسيط؛ مستغفل يدور في فلك الساسة، لا تتعدى تصوراته السلطة والمناصب، كونه غير معني بالنتائج، بقدر اهتمامه بالخدمة والبناء.
أن تصريحات المحتل على لسان نائب الرئيس الأمريكي بايدن، حول تقسيم العراق، وأبعاد هذا التصريح ونتائجه على مستقبل البلد، تقتضي من القادة التعامل مع إدارة الدولة بحذر وحكمة.
 اليوم حيث يرفع شعار الإصلاح، وهو شعار يناغم عواطف المواطن، الذي يعاني من ممارسات السلطة، من نقص الخدمات فضلا على الامتيازات الخرافية، التي يتمتع بها المسئول مقابل ما يقدم للمواطن، الذي  ينتظر من المسئول أن يخدمه، السياسي استغل هذا الواقع، ليسوق أطروحات ظاهرها إصلاح، لكن باطنها تعزيز حصته وموقعه في السلطان، ليقفز على حقائق في الواقع العراقي، لم تتمكن العملية السياسية تجاوزها، بسبب حجم التحدي، وتمكن الساسة من السلطة، أبرزها علاقة المكونات الرئيسة مع بعضها، حيث انعدام الثقة والشك والريبة بين بعضها البعض، مما يجعل الأطروحات المثالية التي يتبناها بعض الساسة، ثغرة ستجر البلد الى المجهول، ابسطه التقسيم وفق مشروع بايدن، خاصة مع المطالبة  الكردية بالانفصال، ودعوات اغلب ممثلي السنة لتشكيل الإقليم السني بدعم أعرابي وأمريكي.
أن المحاصصة في هذه المرحلة على الأقل، شر لابد منه، مع محاولة محاصرتها قدر الممكن، بما يطمئن و ينال رضى وقبول الشركاء، على أن يكون القضاء عليها هدف يتم العمل على تحقيقه مع اقرب فرصة ممكنة، وان وثيقة الإصلاح الوطني تحقق الآمرين.
 أصحاب شعار الإصلاح المثالي؛ أما إنهم لا يدركون أبعاد ما يسعون إليه، أو أنهم جزء من المخطط الخبيث.
أن نظرة إلى النواب المعتصمين، يمكنها أن توصلنا إلى حقيقة ما يجري، بينهم الساذج الذي يفهم السياسية استعراض عضلات، وبينهم من هدفه خلق الفوضى للتغطية على ملفات، قد تؤدي به إلى السجن، وبين صاحب أجندة وارتباطات مشبوهة مع القاعدة ورعاتها السعودية وقطر وتركيا، إذن إقالة الدكتور سليم الجبوري ممثل المكون السني في الرئاسات، وتصدي اتحاد القوى لهذه الإقالة، بالتحديد أسامة النجيفي عراب الإقليم السني؛ يؤكد أن القادم هو التقسيم إذا لم تمرر وثيقة الإصلاح الوطني، وتبدأ خطوة الإصلاح من خلالها للوصول للإصلاح المثالي المنشود...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/17



كتابة تعليق لموضوع : مشروع بايدن والإصلاحات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net