صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

هل اصبح البرلمان ومضة امل وتفاؤل...؟
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العراق بلد التاريخ والحضارة والثقافة ولكن ما حصل من حروب وكوارث واحتلال ومقتل مئات الالاف من العراقيين الوضع الاقتصادي المتدهوروتراجع الثقافة نتيجة الاوضاع العامة وعدم الثقة بالآخر، والسلطة التي غيرت البعض ، ان الاحتجاجات المتواصلة، والانتفاضة التي أحدثها اعضاء من مختلف الكتل السياسية واعتصامهم داخل مجلس النواب، ربما تشير الى رغبة العراقيين عموما الى مقاومة فقدان الامل الشديد الذي خيم على البلاد نتيجة عوامل السوء المختلفة التي كرّسها الفعل السياسي، وربما تكشف ايضا عن إدراك شعبي وسياسي عامّ لحجم الخراب الذي احدثه نظام المحاصصة الطائفية والحزبية في العراق .بسبب ضعف تجربة عمل القادة مع الجاهير وعدم وجود استراتيجية واضحة

المحاصصة والطائفية وصلت الى النهاية بعد خروج النواب من العبودية السوداء للقادة التي جاء بها بريمر في تشكيلة مجلس الحكم ،والتي كانت تهدف إلى تفتيت المجتمع العراقي والقضاء عليه، ولم يكن بريمر ولا أسياده في البيت الأبيض يهتمون بالديمقراطية على ارض العراق والعراقيين، وكل غاياتهم كيف يتسنى لهم الهيمنة والسيطرة على العراق ونهب خيراته . وتردي الأوضاع وتغلغل الفساد في أجهزة الدولة. نجني اليوم نتائج النهب من دون رقيب ولا حسيب، في ظل شلل يد القضاء.
لم يكن يعنيهم العراق والعراقيين، ولا يؤمنون بالحياة الحرة والكريمة ولا يفهمون أبجدياتها، بدليل أن كل ما اتصفوا به طيلة فترة ما بعد التغيير هو النهب والسرقة والإجرام، حتى حولوا العيش على ارض العراق إلى جحيم في وجه أبنائه، وأصبح العراق الدولة الأولى في الفساد، ودولة فاشلة في توفير الأمن والمتطلبات الأساسية لأبناء الشعب .وغرق الوطن نتيجة سوء الادارة والتناحر و يشهد غليانا يجتاح أغلب ابنائه وسوء تطبيق القوانين ما أدى الى ضعف بنية المجتمع وازدياد حالات الفقر والارامل والايتام والنازحين حيث اصبح البلد في حالة سياسية صعبة وبحاجة لارادة سياسية قوية متفاهمة ونوع من العقد المجتمعي الملزم للجميع وتعاون القوى الدينية في جميع الطوائف وتفعيل القناعة لدى جميع القوى وهو يمر بمخاض صعب .وقد يكون البرلمان نجادة الغريق قبل الانهيار .
لقد عمل الكثير من الاعلاميين  في هذه الفترة المضطربة بشكل جلي ومميز في متابعة الاحداث واعطاها الاستقراء الواضح وخرج بنتاج واقعية لما سوف يمر فيه الوطن من خير وصلاح او شر وعذاب وما تواجهه الامة من كذب وخداع من بعض سياسيين وزعماء كتل حتى اصبح الفرد العراقي لايثق باحد منهم بسبب الاستهزاء بالدم العراقي المقدس حيث اصبح المواطن العراقي يحلم بالحرية والامان واصبح يتلفت يميناً ويساراً عند مسيره الى عمله بسبب القتل والدمار من مفخخات وعبوات وكواتم للصوت وسرقة للاعظاء ، كل هذا على مرأى ومسمع من السياسيين والمؤسسة المسؤولة وعدم وضع الحلول الى كل المشاكل في العراق والاعلام كثيراً ما شخص ووضع العلاج ولكن دون اي رد او استقبال من قبل الساسه والجهات التي تتحمل المسؤولية في ادارة البلد التي اضرت ومستمرة في اضرارها بالمواطن والوطن واغراقه في بحور دماء الطائفية والحرب الاهلية المفتعلة من اجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح العديد من الكتل والاحزاب المشاركة في بذر وزرع وتاسيس وتحقيق وتثبيت الفتنة الطائفية المهلكة المدمرة واعادتها من جديد وبشكل اخبث واشد من سابقتها وقد شارك الجميع في هذه الفتنة وكان عليه كل وزر واثم يترتب عليها من اوضاع فتحت الابواب  للارهاب وتقتيل وتهجير وترويع مهلك والفساد المستشري المدمر لا خلاص منه الا بتغيير اساسي في البنية الحكومية وما في النفوس والتحرير من قبضة المفسدين من كل الطوائف والقوميات والاثنيات المتسلطين و المنتفعين ومن كل الكتل والاطياف القومية والطائفية  ان ايقاف الدم العراقي المراق مهم ويحتاج الى همة وطنية صادقة لايقاف زهق الأرواح ودفع ومنع كل الأسباب والعوامل والمقدمات المؤدية إلى هذه المفسدة الكبيرة والظالمة التي ابتلي به هذا الشعب الابي .
ومن هذا المنطلق لم يستطع العراق في شق طريقه والخروج من هذا المأزق لعدم وجود علاجات صحيحة وظلت الكيانات والاحزاب تأكل بعضها البعض . وللأسف، فإن الأزمة السياسية في البلاد تلعب دوراً كبيراً في تقسيمه مخلّفة وراءها تربة خصبة ينفذ منها الارهاب .فلا تزال العديد من المناطق في البلاد بنفس درجة الخطورة التي كانت عليها في أي وقت مضى حتى في أسوأ الظروف، كما أن الخوف يرافق معظم العراقيين بشكل دائم . حكومة المحاصصة فقدت قيادتها للامور و لم تحسن إدارة البلاد وإخراجها من أزماتها الداخلية، حتى أدخلتها في أزمة جديدة خطيرة، والكتل السياسيّة العراقيّة بدأت تتناحر فيما بينها وتنقسم إلى جهتين، الأمر الذي سيفتح الباب واسعا لدخول أجندات خارجية ‏تفرض إرادتها على الكتل العراقية، ما يعمّق الخلاف السياسي ويصل بالبلاد إلى طريق مسدود .
 لقد اصبح المجتمع ينظرإلى دور الأحزاب بالكثير من الشك وانعدام الثقة. ويذكي من حدة الصراع وفشل الأحزاب العراقية على صعيد التنظير والممارسة فقد عجزت عن تقديم نموذج ينسجم مع القيّم الثقافية العراقية .
يأتي العامل التشريعي والقانوني ليضيف إلى المشهد عقبة جديدة٬ فالنصوص القانونية الواردة بمسودة قانون الاحزاب مثلاً مليئة بالإبهامات٬ الذي يفتح الباب واسعا لتقديم قراءات للقانون تتباين وتختلف من طيف سياسي إلى آخر .
وما زال قطاع واسع من الشعب العراقي يحتاج الى الثقافة السياسية التي تولد إيمانا بالدور الهام والمؤثر للأحزاب التي ساهمت ­ نتيجة الأداء الضعيف و الفشل تلو الأخر والاعتماد على الأشخاص لا على الأفكار­ السليمة والايديولوجيات الناهضة المنسجمة مع الوضع الحالي بل بصورة مباشرة في تعزيز النظرة السلبية وتعميقها واغلب الأحزاب تعاني من خلل في العلاقة مع مجتمعها نتيجة الأداء السيئ للأحزاب السياسية العراقية وعلى مدى تاريخها في المشاركة في الحكم القائم ٬و سببا اساسياً في نشوء نظرة سلبية لدى عامة الناس وغياب للثقة في قدرتها على إيجاد التغيير الاجتماعي المطلوب. وبالتالي انحسار دورها في قضايا ذات أبعادا فئوية ضيقة ، والاعتماد على المال في ادارتها ،بينما العمل االحزبي يمتاز بانه ينمو ويتطور من خلال العمل الجماعي والكثير من المعرفية والاحتياجات العلمية الفكرية ، لا يسدها شخص واحد لوحده مهما كانت قدراته.
من هنا يقتضي الامر وجود فريق متقارب بالكفاءة ويحمل الاستعداد النفسي والعملي للتواصل في مشروع جماعي، بعيدا عن الانانية والبحث عن الالقاب الفارغة حتى يكون هذا الدور بناءا في قضايا هامة مثل الادارة العامة وتحسين الخدمات وتطوير أداء الحكومات المحلية ووظائف الحكومة الاقتصادية والاجتماعية وبلورة الأفكار السياسية وتعزيز المشاركة الفاعلة في الحكومة والإدارة .
 المهم ان الكتل السياسية يجب عليها ان تعي المسؤولية لان صبر الشعب قد نفذ وسوف لن يرحم من قصر بحقه مجموعات وافراد وسوف يحاسب من اوصله لهذه المرحلة العصيبة  ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/15



كتابة تعليق لموضوع : هل اصبح البرلمان ومضة امل وتفاؤل...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net