صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الوطن الممجوج!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

الكتابات الوطنية ممجوجة بل مكروهة يأنف منها القراء , ويميلون إلى ما يغذي الفوضوية والتحامل والتعادي والتعرق والتمترس بالعدوان.
وأصبحت في وعي الأجيال المتمترسة بالطائفية والمذهبية والتبعية والتعصبية , أشبة بنكات أو سرابات لا يمكن فهمها والإقتراب منها , لأن الوطن قد تحول إلى بخار , والوطنية صارت مقرونة بالتبعية والفساد لتحقيق إرادة الطامع بالبلاد والعباد.
فالكتابات الوطنية  كأنها هراء ونفخ في قربة مثقوبة , هكذا تبدو الأحوال والتفاعلات فالذين يعيشون في الوطن يتدافعون على قتله , والذين يعيشون خارج الوطن يتزاحمون على تقطيع أوصاله , والجميع في مسيرة الإنسجار والدمار والإندثار , كالسكارى الذين يتطوحون على سواحل الإصطياد والتحول إلى بضاعة في أسواق الضياع والخسران.
يُحكى أن في إسبانيا كان المتاجرون بالبشر يرسون مراكبهم قرب الحانات المنتشرة على السواحل وضفاف الأنهار , وعندما يخرج السكارى يترنحون يأخذونهم بسهولة إلى مراكبهم ويتواصلون بإمدادهم بالخمر , ويبحرون بهم , وعندما يفيقون أو يذهب سكرهم , يجدون أنفسهم قد تحولوا إلى بضائع في مزادات الرقيق.
وهكذا يبدو الواقع الأليم الذي قتل الشعب فيه وطنه , وإختار أن يكون تابعا لهذا الكرسي أو هذه العمامة , فما عاد هناك وطن يجمع ولا راية تُرفع ولا معاني وقيم فاضلة , وإنما تسابق وتهافت على الثريد , ولا يعنيهم من أي إناء يأكلون وماذا يثردون , فالمهم أنهم يملؤن البطون , ويتدرعون بما يضلل ويخدع ويمتلك مصير الآخرين.
إنها لعبة إصطياد الشعوب وإفتراسها , وتحويل الأوطان إلى سفينة ذات ثقوب تبحر في لجج الويلات والتداعيات والإنهيار اللذيذ.
وتلك مصيبة مجتمعات وأوطان , تسعى بخيارها لتكون قصعة على موائد المحتفين بإنتصاراتهم المجيدة وإنجازاتهم التليدة , وهم يتباهون بأن الهدف قد أنجب الطاقات الكفيلة بإمتلاكه ومصادرة وجوده , وإنتحاره على مشارف الأجيج وهو يتغنى بقدراته التي إندحرت فيه , فصيّرته أشلاءً متناثرة , وكينوناتا متباغضة تستنجد بألد أعدائها على إبن جلدتها , الذي تم إسقاطه في خنادق الوعيد والثريد!!
وإنَا لله وإنا لغيره راجعون أيها الوطن العتيد العنيد!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/10



كتابة تعليق لموضوع : الوطن الممجوج!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net