صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

بعد عشرة أيام.. هل نشهد إصلاحاً أم نطاحاً؟
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اللعبة السياسية وما يتخللها من خداع ومراوغة وتظليل، تنسج ليلا، وتختفي نهارا، سريعة التغّييُر، ذات كواليس مرعبة، مبهمة شخوصها، مجهولة هويتها، سرعان ما تتبدل الأدوار، وتأخذ أبعادا خارج عن المألوف، متجهة نحوى المجهول، لا يجيد تفسيره سوى الممثلون أنفسهم.
تسارع الأحداث، وخطورة المواقف، تنذر بخطر حقيقي، وأيادي خفية تحرك المشهد العراقي خلف الستارة، إعلان الأزمات والبحث عن حلول، لمشاكل لم تكن موجودة أصلا، لكنها فقط لشغل الرأي العام، وإبعاده عن حقيقة ما يجري على الأرض، تفاهة بعض العقول، التي تصفق دون معرفة لماذا؟ جعل من السهل تمرير عدة مسرحيات على قاعة واحدة ولنفس الجمهور.
إنهاء الاعتصام بخطوة واحدة، غير واضحة النتائج، لا تأممن من خوف ولا تشبع من جوع، هي اقرب إلى سيناريو تم إعداده مسبقا، لإيهام المعتصمين، أن مشاكلهم قد حلت، وان الأمان والخدمات والاقتصاد قد تحقق، تبدد كل شيء، واختفى بين ليلة وضحها، وأصبحت خيامهم خاوية، على عروشها تستجدي المعتصمين، لان الفاسدون والسارقون لم يحاكموا، والخدمات لم تتحسن وكل ما نادوا به لم يتحقق، فلماذا انتهى بهذا الشكل، الذي ترك عدة تساؤلات؟
تقديم ظرف مغلق إلى البرلمان، ودحرجة الكرة لتصل تحت القبة التشريعية، ثم ماذا؟  ماذا سيحدث  بعد عشرة أيام؟ هل سنشهد صراع داخلي؟ ما هي الخيارات المتاحة، لو لم تمرر هذه الأسماء؟ هل ستتنازل الكتل السياسية عن مكتسباتها؟ من الضحية؟ ومن صاحب حصة الأسد؟ ماذا سيفعل المعتصمون؟ إذا لم يحدث أي إصلاح؟ "ورجعت حليمة لعادته القديمة" هل سينادون مرة أخرى باعتصام؟ أم ستكون خيمتم فارغة؟ تنتظر مهرجين جدد يجيدون التمثيل، والمراوغة، باتفاق سري، لكسب تأيد جماهير، تصفق(لياهو جان)، أم ستكون زوبعة في فنجان، سرعان ما تنتهي وتختفي، ويبقى (نفس الطاسة ونفس الحمام).
الأخطر المتوقع حصوله، في هذه الظروف الغامضة، من كواليس السياسة ، هو الاتجاه إلى إلغاء البرلمان، وتجميد العمل بالدستور، وذهاب إلى المجهول، والسير إلى ما لانهاية، من الفوضى العارمة وبداية رحلة اللاعوده، حذر وترقب، تشابك الخيوط، أصبح من سابع المستحيلات، العثور على طرف واضح لتلك الخيوط المتشابكة، والقادم من الأيام كفيلة بالإجابة عن التساؤلات، ورفع هذا الغموض داخل أروقة  العمل السياسي الحالي.
إدارة الأزمة وحرف مسار، المطالبات المرجعية والشعبية، يعتبر من انجح ما قامت به الحكومة، من مطالبة بخدمات ومحاكمة الفاسدون وأصحاب الرؤؤس الكبيرة.. حتى أصبح البعض، ينادي دون أن يعلم، بتغيير (شلع قلع) وأصبح يبحث عن تكنوقراط، دون معرفة من وراء تلك الكلمة، التي غيرت مسار الإصلاحات، وحرفته بشكل كامل، ومازال الفاسدون والسارقون وأصحاب الرؤؤس الكبيرة، تسرح وتمرح أمام أنضار الشعب، ثم سيصبحون يوما ما، أبطال هذه الأمة ومنقذيها، من مختار العصر وحامي ثروات البلد و قائد الإصلاح والقادم الجديد سيطلق عليه شعار "منقذ العراق" جاري البحث عنه، ليؤدي هذا الدور بحرفية عالية وبخطوات متقنة، (ويا ام حسين جنتي بوحدة صرتي بثنين).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/06



كتابة تعليق لموضوع : بعد عشرة أيام.. هل نشهد إصلاحاً أم نطاحاً؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net