صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رغيف انطباعي ( اساوري والليل ... الشاعرة امآل ابراهيم )
علي حسين الخباز

 

قراءة اي نص شعري  يعد تجربة تأملية تتقصى الابعاد التكوينية  لعوالم الحرفنة الشعرية  والابداعية  والتأمل في قصيدة ... اساوري والليل ... للشاعر ة ( امآل ابراهيم )  شاعرة تمتلك  تجربة غنية واغوار عميقة عصية على الغوص ،  في اسلوبها تقنية ولغة متطورة ذات تراكيب  دلالية  ايحائية امتلكت الايجاز في السرد الشعري  فتنوع النص الشعري بن النصي والمؤول ويعني تداول  لغة مجازية  استعارية رسمت  مكونات القصيدة لتبدأ من ثنائية  ( الليل ــ الصباح )  واما م هذه الثنائية النقيضة تنفتح عوالم كبيرة  تتوزع جسد  القصيدة  فتصبح على شكل  مقاطع تصب في محور الشكل الكلي ..ربما سألج الى التفسيرية كضرورة  من ضرورات التأمل  المنطقي تقول الشاعرة  
( ليلا اساوري ..تضع اوزارها 
 فتراكم على كفي 
دوائر مفرغة  ..  
قبلت اطفالك )
 الليل الموجود في النص  .. والذي عندي يصير الموت مؤولا تضع جميع مزوقات الحياة  ثقلها ليتراكم الفراغ .. ومن هذا المفهوم المبسط ينسرح الشعر نحو دلالاته الحسية  قبلات الاطفال تعني عناق الامتداد الحياتي للراحل وهذا له خشية في نفسية القصيدة  كونها تخشى ان تفسر هذه القبلات  بالنسيان .. والابتعاد عن تذكر الراحلين  . فيبدا البوح من خلال تكرار الليل  الذي يعني تأكيد حضور الموت  مع حضور الجدب  الغير محدود .. قلت  ان خبرة  الشاعرة  تقودنا  باتجاهات تاويلية  عبر متعلقات  النص  مفاتيح شفرات  الجسد النصي  وهذا هو الخلق الابداعي  ما دام  الاشتغال  التشفيري  يحمل مفاتيحه  معه .. يصبح الفعل الشعري سعي لتجاوز  الشائع .. يبدا النقيض رسم ملامحه عبر ..
 
( صباحا 
أدرك كم تصحرنا
كم شخنا 
كم جلدنا العاشقين بحمى الخطيئة )
وهذا البوح  الدال على ان خشونة النقيض لاتقل  الما ومعاناة عن الليل الحياة لها الامها  ففيها التصحر / الشيخوخة / لكن رغم هذا  تبقى عملية البذل  العطاء هي عنوان انسانية هذه الشاعرة 
( اختار من الغناء  ضحكة طفلي )
تأخذ الثنائيات التضادية مساحة واسعة في شعرية امآل ابراهيم  ومن النقائض تقدر ان تخلق نماذج فريدة 
فلو نقف عند جملتها الشعرية 
( البكاء تسلق النخيل  ليرميني بالحجر )  صورة مقلوبة  صيرت به الشاعرة الصاعدون هم الذين يرمون النازلين تحتهم 
هم الذين يريدون منهم  ماكان حين كان صاعود النخل حسب تعبيرها يقطف بهجة الشمس  ويرمي بضحكاتها  .. يرى البعض ان امتلاك القصيدة النثرية الى المرونة جعلت شاعرها يتمتع بحرية التنقل والايحاء  والدلالى والتشفير الدال والغرئابية لكن  مع هذا التقشف اللغوي تصبح العملية صعبة .. انا شخصيا وقفت طويلا امام معنى ( الرغيف الارعن )  ولاشك ان تعدد التأويل  عافية شعرية وقد ينحرف احيانا  عن مسار المؤثث  وغايته  لتصل الى وجود آخر أكثر اثارة ,,في جملة 
( أبي لاقبر له )  فنحن امام  ضحية وغياب قسري .. ومثل هذا البوح الشعري هو بوح عام  به تجاوزت انوثتها الى تسامي  رائع مع قساوة الحياة  .. ومثل هذا المنحى الفلسفي يدخل في اغوار النفس ... وتذهب الى صورة رديفة تعمق الاحساس وتبني مشهدية متكاملة .. 
( والشمس ماعادت كالعرجون القديم ) تعمق لنا احاسيس اليتم  ثم تصل الى ذروة بوحها الشعري لترسم ملامح الوفاء لسيدة حملت وفاءها قصيدة 
( اذكر اطفالك .. فاقبل  عنك المرآة لغفو )  في الختام اقدم عذري لتفسير مؤول ادونه لأول مرة في حياتي  لما امتلكت القصيدة من جمالية  المضمرات  القصدية 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/14



كتابة تعليق لموضوع : رغيف انطباعي ( اساوري والليل ... الشاعرة امآل ابراهيم )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 18)


• (1) - كتب : علي حسين الخباز من : كربلاء ، بعنوان : شكر في 2011/07/15 .

الاستاذ مجاهد منعثر منشد الخفاجي .. كنت انظر اليك اثناء المهرجان واسئلني هل يعقل انك الى الان لم تتعرف على هذا المعطاء الهادىء البهي ... وراهنت مع نفسي ان هذا الهدوء لابد ان يكون لمبدع كبير وحين قرأت ابتسمت لروحي وقلت لنفسي عفيه عليك علاوي ..عرفته
سبع


• (2) - كتب : علي حسين الخباز من : ش ، بعنوان : شكر في 2011/07/15 .

الف شكرا لك دكتوري الغالي وتقبل مودتي ودعائي


• (3) - كتب : علي حسين الخباز من : ض ، بعنوان : تعقيب في 2011/07/15 .

مرحبا سيدتي ام هشام الرائعة .. هذه الارغفة الانطباعية لاشأن لها باكاديميات النقد المختص ، هي ارغفة نضجت على نار القراءة والتأمل عجنت بنوعية المادة الشعرية للنص وما تمتلك من جواذب دون الارتكاز على اسم مبدعها فالقصيدة هي اسمه الحقيقي ، لذلك ارحمي شغفي بخيز رغيف مجنون فلذلك استريه برضا منك ومعذرة .. وتقبلي دعائي



• (4) - كتب : د.مسلم بديري من : العراق ، بعنوان : العزيز الخباز في 2011/07/14 .

لك كل الحب والاحترام ايها الرائع
وليبارك الله بكل جهد منك تبذله

• (5) - كتب : امال ابراهيم من : العراق ، بعنوان : اول نجمة في 2011/07/14 .

منذ اول الخطوات ...كان يصطاد من سطوري الابعد عن الارض والاقرب الينا كان يقلبها بيد العارف ويطيل فيها النظر والتاويل واحيانا يغدق علي بهذيان الحروف والمعنى ومواطن التورية والانزياح..ينتقد النص..يعلمني مواطن الجمال بعد ان كانت حسية لتكون منطقية واكاديمية..لك امتنان قصيدتي الطفلة التي تغذيها ارغفتك السمراء..لا رغيفي الارعن...تقبل كل التقدير والاحترام استاذي 

• (6) - كتب : lمجاهد منعثر منشد من : العراق ، بعنوان : دام عطائكم في 2011/07/14 .

ترجمة رائعة وهذا عطاء الاستاذ على الخباز معطاء دائما ...
قلتها واقولها اختيار الاستاذ الخباز للنوعية يجعله مبدع كما خلق مبدع منذ القدم ..
ماقرب العنوان في الاسماء رغيف والكاتب الاستاذ الخباز دمت لنا ااخي العزيز ونسال الله ان يحفظك ولايحرمنا قلمك النبيل ...مع ودي واحترامي

• (7) - كتب : علي حسين الخباز من : ش ، بعنوان : شكر في 2011/07/14 .

الاستاذ علي الغزي المحتر م تحية شكر واجلال لمروركم السخي تقبل مني المودة والدعاء


• (8) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : شكر في 2011/07/14 .

الاستاذ الرائع ميثم الدراجي الف شكر لهذا المرور الجميل لك مودتي ودعائي

• (9) - كتب : علي حسين الخباز من : ش ، بعنوان : شكر في 2011/07/14 .

الاستاذ غالب العابدي لك مني جزيل الشكر والتقدير لهذا المرور الرائع والسخي تقبل مني المودة والدعاء


• (10) - كتب : عليحسين الخباز من : ش ، بعنوان : تعقيب في 2011/07/14 .

الاستاذ ليث الكناني تحية طيبة ايها الرائع ولك مني الشكروالتقدير


• (11) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : شكر في 2011/07/14 .

الاستاذ مهند البراك تحيتي لك وشكري وتقديري

• (12) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : شكر في 2011/07/14 .

الاستاذ حمودي الكناني تاج راسي واستاذي الف شكر لهذا المرور السخي وتقبل مودتي ودعائي


• (13) - كتب : علي الغزي من : العراق ، بعنوان : شكر مع التقدير في 2011/07/14 .

الرغيف وبيد الخباز وعلى طريقة المثل العراقي اعطي الخبز لخبازته والخباز عرف كيف يتعامل مع الرغيف من خلال خبزه في بحر الكلام وتشجيع الخباز لجيل الشباب والاخص النسائي له دافع قوي لاعتزازه بالادب النسوي وتشجيعه اياهن والست امال استحقت وبجداره ما كتبه الخباز تحياتي لك سيدي الكريم واحترامي للاخت ست امال

• (14) - كتب : ميثم الدراجي من : العراق ، بعنوان : لكم الود في 2011/07/14 .

كم جميل هذا الجهد الذي يبذله الخباز لدعم الشباب

• (15) - كتب : غالب العايدي من : العراق ، بعنوان : عاش في 2011/07/14 .

جميل هذا الرغيف المتالق مثل كاتبه
تحيتي لكم ولموقعكم



• (16) - كتب : ليث الكناني من : العراق ، بعنوان : متالق في 2011/07/14 .

السلام عليكم
موضوع رائع والكاتب اروع
شكرا جزيلا



• (17) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : شكرا لرغيفك الصباحي في 2011/07/14 .

السلام عليكم ايها الخباز
عندما تقرأ هذا الرغيف الحار تجد أن الخباز اراد ايصال فكرة
ان شعرائنا في العراق يحملون على اكتافهم عبء ثقيل من المسؤولية
فهم الفخر والقلم الحر والدمعة التي نمسحها من على وجه يتيم ومع ذلك نشعر بالفخر والاعتزاز للكم الهائل من شعرائنا وادبائنا والذين مازالوا ينحتون الصخر باشعارهم لايصال الكلمة وكم اشعر بالفخر لوجود بعض الشخصيات التي أثبتت انها تحب العراق والعراقيين بلا حدود
شكرا لرغيفك الصباحي استاذ علي فقد كنت جائعا فاشبعني

وشكرا للكاتبة الرائعة امال ابراهيم فقد اجادت في كل نصوصها الشعرية

• (18) - كتب : حمودي الكناني من : العراق ، بعنوان : صانع ارغفة في 2011/07/14 .

لربما هناك من يقول أن صناعة أي رغيف لا تحتاج الى جهد كبير , فهي ليست الا كمية من الطحين وما يقابلها من نسبة من الماء والملح ثم تعجن وتخبز على شكل قرص وتشوى بالتنور متناسين أن يد وعين ذلك الخباز لا تشبه يد وعين الخباز الآخر وعملية الخلط التي اعتمدها ثم العجن تختلف تماما عن تلك التي يقوم بها الآخرون ... فلأرغفة على حسين الخباز نكهة وطعم لا تشبهها اي نكهة او اي طعم... وعندما يتناول نصا يدخل ضمن دائرة ذائقته الادبية يضعه داخل فرنه الادبي ليصنع منه رغيفا حارا لذيذا جاهزا للآكلين ...وهكذا أجده دائما يتعامل مع كل نص بروية وبرؤية تجسد الابعاد والمضامين الحقيقية التي توخاها الشاعر من كتابة النص .... فمرحى وهنيئا لكل شاعر يدخل الخباز نتاجه في فرنه هذا !






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net