قراءة اي نص شعري يعد تجربة تأملية تتقصى الابعاد التكوينية لعوالم الحرفنة الشعرية والابداعية والتأمل في قصيدة ... اساوري والليل ... للشاعر ة ( امآل ابراهيم ) شاعرة تمتلك تجربة غنية واغوار عميقة عصية على الغوص ، في اسلوبها تقنية ولغة متطورة ذات تراكيب دلالية ايحائية امتلكت الايجاز في السرد الشعري فتنوع النص الشعري بن النصي والمؤول ويعني تداول لغة مجازية استعارية رسمت مكونات القصيدة لتبدأ من ثنائية ( الليل ــ الصباح ) واما م هذه الثنائية النقيضة تنفتح عوالم كبيرة تتوزع جسد القصيدة فتصبح على شكل مقاطع تصب في محور الشكل الكلي ..ربما سألج الى التفسيرية كضرورة من ضرورات التأمل المنطقي تقول الشاعرة
( ليلا اساوري ..تضع اوزارها
فتراكم على كفي
دوائر مفرغة ..
قبلت اطفالك )
الليل الموجود في النص .. والذي عندي يصير الموت مؤولا تضع جميع مزوقات الحياة ثقلها ليتراكم الفراغ .. ومن هذا المفهوم المبسط ينسرح الشعر نحو دلالاته الحسية قبلات الاطفال تعني عناق الامتداد الحياتي للراحل وهذا له خشية في نفسية القصيدة كونها تخشى ان تفسر هذه القبلات بالنسيان .. والابتعاد عن تذكر الراحلين . فيبدا البوح من خلال تكرار الليل الذي يعني تأكيد حضور الموت مع حضور الجدب الغير محدود .. قلت ان خبرة الشاعرة تقودنا باتجاهات تاويلية عبر متعلقات النص مفاتيح شفرات الجسد النصي وهذا هو الخلق الابداعي ما دام الاشتغال التشفيري يحمل مفاتيحه معه .. يصبح الفعل الشعري سعي لتجاوز الشائع .. يبدا النقيض رسم ملامحه عبر ..
( صباحا
أدرك كم تصحرنا
كم شخنا
كم جلدنا العاشقين بحمى الخطيئة )
وهذا البوح الدال على ان خشونة النقيض لاتقل الما ومعاناة عن الليل الحياة لها الامها ففيها التصحر / الشيخوخة / لكن رغم هذا تبقى عملية البذل العطاء هي عنوان انسانية هذه الشاعرة
( اختار من الغناء ضحكة طفلي )
تأخذ الثنائيات التضادية مساحة واسعة في شعرية امآل ابراهيم ومن النقائض تقدر ان تخلق نماذج فريدة
فلو نقف عند جملتها الشعرية
( البكاء تسلق النخيل ليرميني بالحجر ) صورة مقلوبة صيرت به الشاعرة الصاعدون هم الذين يرمون النازلين تحتهم
هم الذين يريدون منهم ماكان حين كان صاعود النخل حسب تعبيرها يقطف بهجة الشمس ويرمي بضحكاتها .. يرى البعض ان امتلاك القصيدة النثرية الى المرونة جعلت شاعرها يتمتع بحرية التنقل والايحاء والدلالى والتشفير الدال والغرئابية لكن مع هذا التقشف اللغوي تصبح العملية صعبة .. انا شخصيا وقفت طويلا امام معنى ( الرغيف الارعن ) ولاشك ان تعدد التأويل عافية شعرية وقد ينحرف احيانا عن مسار المؤثث وغايته لتصل الى وجود آخر أكثر اثارة ,,في جملة
( أبي لاقبر له ) فنحن امام ضحية وغياب قسري .. ومثل هذا البوح الشعري هو بوح عام به تجاوزت انوثتها الى تسامي رائع مع قساوة الحياة .. ومثل هذا المنحى الفلسفي يدخل في اغوار النفس ... وتذهب الى صورة رديفة تعمق الاحساس وتبني مشهدية متكاملة ..
( والشمس ماعادت كالعرجون القديم ) تعمق لنا احاسيس اليتم ثم تصل الى ذروة بوحها الشعري لترسم ملامح الوفاء لسيدة حملت وفاءها قصيدة
( اذكر اطفالك .. فاقبل عنك المرآة لغفو ) في الختام اقدم عذري لتفسير مؤول ادونه لأول مرة في حياتي لما امتلكت القصيدة من جمالية المضمرات القصدية