عملية فوق الكبرى
احمد عبد اليمه الناصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرضٌ استشرى في جسدٍ انهكتهُ العلاجاتُ الموضعية واخذت منهُ المضادات السياسية الرقعية مآخذا جسيمة , جسدٌ تكالبت عليه أياد تدعي انها حمامة السلام والمؤتمنة على تطبيب جراحاته والعمل بإخلاص من اجل سلامته وجعله بصحة تامة , ذلك الجسد الذي كانت له صولاتٌ وجولات في فتراتٍ شهدها وهو بكاملِ قواه , وان كانت تلك الفترات من عمره تخللتها اضطرابات عدة , الا انها قد شهدت بعض الانجازات المنقوصة , الّا تلك التي بقيت من تأريخه العريق , فلا تزال إرثا يفتخرُ به بين العالم , جسدٌ لا يكاد يستقر له وضع الا بتدخلات جراحية اجبارية , منها الخارجية وفي اكثر من حين , جسدٌ مزقته المصالح الخاصة , وجثت على صدره جياثيم الرعب , بعد ان أرهقته حروب خاضها على مضض لا لمصلحة واضحة او مستحقة , ليبررها فيما بعد لمن يستفسر عنها , جسدٌ سرت في أوردته كائنات تغذت على دماءه وقطعت موارده وقسمتها بينها بعدالة الغازين لا المحررين , جسد تربعت على صدره مخاوف الغد المعتم التي لا تلوح بأي امل ممكن , فضلا عن عدم وجود افق مضيء تصل اشعته الى كل مفاصل ذلك الجسم الهزيل , في ظلِ توجهات متعاكسة يعاني منها فكره المتعب , جسد عاش مطمَعا لمن جاوره , فأضطر ويضطر لمراضاة ومجاملة هذا وذاك من اجل ان يعيش بسلام , بين تلك الآهات وهذه الجروح , الجسدُ على سرير الرعاية ممدد , من ذلك المرض الذي أوصله لحد الإنهاك وعلى جميع المقاييس الإنسانية وغير الانسانية , يتحاوشه الجميع من اجل انعاشه , برإيهم , ومن اجل السيطرة على ماتبقى به من نفس , برأي المناوئين , الجسد فقئت عينه والبعض يحاول تقطيع اعضاءه بطرق طائفية ,جسدٌ وصلت به الاحوال الى اعادة هيكلته , لكن هذه المرّه بعملية جراحية كبرى , اكثر من طبيب يتصدى لتلك العملية وسط اعتراض البعض , وغموض رأي البعض الأخر , عملية اذا فشلت ستؤول الاحوال الى الحراك الاصعب , نعم فالإخفاق هذه المره يكلف الكثير , وقد تنجح هذه العملية , فمعها دعوات البسطاء بحسن نية , لذلك الجسد الذي احتضنهم سنينا طوال , إصلاحات كبيرة , عملية كبيرة , ويبقى السؤال مالضير من الابتعاد عن الانانية , والجلوس على طاولة طبية كبيرة , يخرج المختصون من خلالها بعلاجات منطقية تبعد ذلك الجسد عن التشريح والصدمات الكهربائية , مالضير اذا ما تنازل الكل عن الخصوصيات من اجل العموميات ومع يقيننا ان هذا الجسد لا يموت , بل تموت العقول الجاثمة على صدره , لكننا نتمنى ان تكون حياته مفعمة بالراحة والطمأنينة بقدر حبه وعطفه لابناءه , وان لا يعيش يلهث وراء المصلحين , نعلم جيدا ان نشاطه سيعود من جديد , منتظرا تلك الايادي الخفية التي تطبب جراحاته بحسن نية , الجسد ينتظر مايؤول اليه ونحن معه منتظرون .
الكاتب / احمد عبد اليمه الناصري
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
احمد عبد اليمه الناصري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat