صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

هل ثمة خاتمة لجرائم الإرهاب ..؟
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وكأننا في مسلسل تلفزيوني، ما ان تبلغ نهايته، حتى يبدأ من جديد! فكلما بدأت الحياة العراقية تستعيد عافيتها، ويبدأ الناس ببناء مستقبلهم، وإعادة أعمار ما خرب من أيامهم، تنفجر عبوة هنا، وتتم مداهمة مؤسسة هناك، لتتم تصفية طبيب، أو عالم، أو صحفي، أو رجل مرور، أو عامل بناء، أو حرق سوق، أو سرقة محال تجارية...الخ حتى ان مشهد العنف، منذ الاحتلال، أصبح كالمسلسلات الممولة بعناية، لا يريد ان يضع أوزاره، وخاتمة له، فهل هذا محض مصادفة، أم مازال يخفي الكثير...؟

لسنا بصدد البحث عن النظريات، أو اختيار أقربها للمنطق، ولكن العنف ذاته ليس تسلية، أو لقضاء أوقات الفراغ، كما انه ليس بطولة، بل أصبح مرضا ً كريها ً يتطلب معالجته، لا للقضاء عليه، بل للحد من أذاه، طالما انه ظاهرة عالمية !!

وهنا يبدو مسلسل العنف أكثر تنظيما ً، لا في خلق الأزمات، بل في ديمومتها. لأن ردود الفعل ـ عالميا ً أو إقليميا ً أو في حدود الوطن ـ لا تشير إلى نهاية! فإذا كانت أقدم ملفات (القتل) لم تغلق تماما ً، فان الملفات الحديثة، لن تحسم بيسر! إنها عملية ليست معقدة للغاية فحسب، بل ستتحول إلى ضرب من النظام! فهناك، بالدرجة الأولى: الفوائد، والأرباح، حد الجريمة !

وبعملية حسابية بسيطة، فان صانعي الأزمات، ومن يمولها، وحدهم يحصدون الأرباح! لكن على حساب دماء البشر، ودماء الأبرياء بالدرجة الأولى، وعلى حساب الوطن، والإنسانية في نهاية المطاف .

وإلا كيف تتم اعقد العمليات، بسلاسة! أي، كيف يحدث ان تفجر مجموعة من المواقع في وقت واحد، وبخبرات غير اعتيادية، أو تقليدية، وكيف يتم اغتيال عدد من الناس، بدقة، وبهدوء، لولا وجود تمويل يوازي تكاليف هذه العمليات ...، لأن العملية قائمة على وجود أهداف لها..، ووجود من ينفذ مثل هذه الجرائم . 

فهل العنف محض مسلسل، شبيه بالفقر، لا نهاية له، بعد ان عرف الجميع ـ دوليا وإقليميا ً ومحليا ً ـ ان الإرهاب يتحرك عبر العالم بأسره، ممولا ً برؤوس أموال خيالية، وقد جذب إليه أكثر النفوس مرضا ً، وغرابة، وقسوة، ولا إنسانية، لتنفيذ مآربه الشيطانية !

أزمات تجد من يمولها، لكن ليس لبناء المدن، ومن اجل الطفولة، وتحرير الإنسان، وسموه، أو من اجل الحضارة، والفضائل، أو الخوف من عقاب الله، وفضائح التاريخ، وإنما ليترك بصمات سود لن تزال بيسر، عن أصحابها، عبر ذاكرة الشعوب، والحضارات .

 

 

العراق - بغداد


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/26



كتابة تعليق لموضوع : هل ثمة خاتمة لجرائم الإرهاب ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net